عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2019

نتنیاهو والعبث مع المؤسسة العسکریة - ھارئیل عاموس
ھآرتس
 
الغد- شخص ما في مقر الحملة الانتخابیة للیكود كما یبدو قلق أكثر مما ھو مستعد للاعتراف بھ من
شعبیة رئیس الأركان السابق، بیني غانتس، في الاستطلاعات. ھذا ھو الاستنتاج الذي یمكن
استخلاصھ من الحملة المسعورة التي تجري الآن ضد غانتس، والتي تقف في مركزھا قضیة
قبر یوسف. ومع ذلك فإن الاقل مفاجأة ھو انجرار رئیس الحكومة إلى قلب ھذه القضیة. رئیس
الحكومة نتنیاھو بدأ أمس في بث تعلیق كاذب مدفوع الأجر في الشبكات الاجتماعیة تم الادعاء
فیھ أن ”بیني غانتس، تخلى عن مدحت یوسف“.
یوسف ھو شرطي حرس حدود كان من القوة التي تمت محاصرتھا في قبر یوسف في نابلس في شھر تشرین الاول 2000 .وقد توفي متأثرا بجراحھ بعد أن تأخر الجیش الإسرائیلي في انقاذ عناصر الشرطة المحاصرین. غانتس كان في حینھ قائد قوات الجیش الإسرائیلي في الضفة الغربیة (فرقة یھودا والسامرة) برتبة عمید.
لقد سبق لنتنیاھو واطلق تصریحات فظة، بدءا من ادعاءاتھ بخصوص أعضاء الیسار الذین ”نسوا ماذا یعني ان تكون یھودیا“ وحتى خطر المصوتین العرب ”الذین یتدفقون بجموعھم إلى صنادیق الاقتراع“ (انتخابات 2015 .(ولكن حتى بالمقارنة مع ھذه الاقوال، فإن الحملة الحالیة تشیر إلى غوص حر نحو قعر البرمیل.
لیس بالامكان معرفة اذا كان ھذا ھو الطالب المناوب أو ربما الابن المحبوب، ولكن یجب أن تكون لنتنیاھو مسؤولیة شاملة، على الاقل حول الاقوال التي تنشر باسمھ في حساباتھ الرسمیة في الشبكة. القصة كلھا یشتم منھا رائحة انعدام السیطرة، وتطرح أیضا احتمالیة ان نتنیاھو یعرف شیئا ما نحن لا نعرفھ، سواء كان ھذا الامر یرتبط بتجزئة المسوحات المعمقة للمصوتین أو بالتطورات في الجبھة القضائیة.
الھجمات على غانتس، في قضیة قبر یوسف، والتي كانت في السابق من نصیب وزراء اللیكود
واعضاء الكنیست ممن یجلسون في المقاعد الخلفیة للقائمة في الكنیست، تسمع الآن علناً من
رئیس الحكومة نفسھ. وحتى قبل مناقشة جوھر الاتھامات نفسھا، ھناك جانب مستفز في الطریقة
التي سارع فیھا نتنیاھو- الشخص الذي شغل منصب رئیس الحكومة (بصورة متقطعة) تقریبا
13 عاما ویشغل الآن منصب وزیر الدفاع – إلى القاء المسؤولیة على المستوى العسكري. فأي
رسالة یرسلھا الآن إلى قائد الفرقة الحالي، العمید عران نیف؟ ھل یجب على نیف أن یفھم بأنھ
في حالة حدوث خلل فإنھ سیبقى وحده لأن المستوى السیاسي لن یقدم لھ أي دعم؟.
غانتس، كما سبق وكتب ھنا في الاسابیع الاخیرة، لم یكن وحده في غرفة القیادة في تل الراس
(امتداد لجبل جرزیم)، الذي یشرف على منطقة القبر. في سلسلة القیادة كان أیضا رئیس الحكومة ووزیر الدفاع في حینھ ایھود باراك ورئیس الأركان شاؤول موفاز وقائد المنطقة الوسطى اسحق ایتان وشخصیات كبیرة في الشاباك، الذین في معظمھم كانوا موجودین في المكان نفسھ.
بالامكان أن ننتقد قائد الفرقة غانتس لأنھ لم یظھر ما یكفي من المبادرة من اجل انقاذ عناصر الشرطة المحاصرین، واعتمد مثل قادتھ على تعھدات فلسطینیة ثبت خطأھا بأن قوات أمن السلطة الفلسطینیة سیفرضون النظام ویعملون على وقف اطلاق النار على الموقع المحاصر. ولكن الخطأ كان جماعیا، ولیس شخصیا لقائد الفرقة.
أیضا الادعاءات التي ترسخت في الذاكرة العامة بشأن التخلي المھین عن مصاب ینزف مسموح
أن نناقشھا. لأبناء عائلة یوسف كل الاسباب لكي تغضب من الدولة ومن الجیش. ومن حقھم أن یغضبوا أیضا على غانتس نفسھ. إن استغلال ھذا الغضب لأغراض سیاسیة، مع تجاھل كل
المسؤولیات والتخلي المطلق عن الالتزام المتبادل بین المستوى السیاسي والمستوى العسكري،
یجب أن یقلق كل مواطن إسرائیلي وكل ضابط في الجیش. حتى بعد الانتخابات، التي من المتوقع ان یفوز فیھا نتنیاھو حسب كل الاستطلاعات، ستبقى لنا دولة بحاجة إلى من یدیرھا وجیش یجب علیھ تنفیذ الأوامر.
ماذا یقول غالانت؟ مدحت یوسف قتل بعد اسبوع من اندلاع الانتفاضة الثانیة. العمید یعقوب زغدون كان في حینھ رئیس ھیئة اركان قیادة المنطقة الوسطى، وكان موجودا في غرفة قیادة رئیس الأركان موفاز اثناء الحادثة. وقد كتب فیما بعد في مقال نشره في المجلة العسكریة ”معرخوت“ بأنھ“ في الایام الاولى للانتفاضة كان ما یزال ھناك شعور لدى الطرفین بانھما ذاھبان باتجاه التسویة السیاسیة“. بعد شھرین من انھیار مؤتمر كامب دیفید، على ضوء ما كنا
نعرفھ في حینھ، وقال إن قرار الوثوق بالفلسطینیین في الانقاذ كان ”معقولا، صحیحا وحكیما“.
قضیة قبر یوسف اثارت في حینھ غضبا كبیرا في صفوف الجیش الإسرائیلي وطرحت اسئلة قاسیة من قبل الجنود. وقد كان عنوان مقال زیغدون ”لم نتخل، ولم نوضح“. الاعتماد على الفلسطینیین تبین انھ خاطئ، ولكنھ جاء من عدم فھم في الفترة الانتقالیة للعلاقات بین الطرفین.
والتي تبدلت من مفاوضات إلى تحقیق السلام إلى درجة الأزمة التي تدھورت إلى حرب.
المستوى السیاسي والمستوى العسكري كان یمكنھما توضیح مواقفھما بشكل افضل للجمھور
والجنود والاعتراف في مرحلة أبكر بالاخطاء التي ارتكبوھا. من ھنا وحتى التخلي المقصود عن مصاب وتركھ یموت، البعد شاسع.
كما كتب ینیف كوفوفیتش في ”ھارتس“ في الشھر الماضي، رئیس الحكومة نفسھ سبق لھ
ورفض الادعاءات ضد غانتس بشأن قضیة قبر یوسف في 2011 ،في رسالة لعائلة یوسف، عندما احتجت على قراره تعیین غانتس رئیسا للأركان. وبالمناسبة، ھناك شخص آخر من شأنھ أن یعرف تفاصیل الصورة. الشخصیة الامنیة الرفیعة في قائمة اللیكود، الوزیر الجنرال احتیاط یوآف غالانت، الذي كان في 2000 احد اعضاء لجنة التحقیق العسكریة برئاسة الجنرال احتیاط یورام یائیر، التي فحصت احداث قبر یوسف ولم تنضم لمن یدعون بالتخلي عن المصابین.