عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Sep-2020

الأعيان نصف الرسالة*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

الخميس الماضي كتبت في هذه الزاوية «انتخبوا كورونا»، وهي وجهة نظري السياسية في عدم التغيير، والاكتفاء «دستوريا» بمجاراة الوضع الوبائي والسياسي والاقتصادي والثقافي..والاجتماعي .
قلنا الاجتماعي.
فيصل الفايز؛ عنوان سياسي - شعبي أردني لا مجال لإنكار أهميته، ولا بديل عنه أيضا، ولن أتحدث عن المدرسة التي يعتبر فيصل الفايز رمزها الحيوي المقيم، فهي واحدة من الثوابت الوطنية التي يجب أن تستمر في المشهد الأردني، ولا أعتقد بأننا توغلنا كثيرا في ترف «اللبرلة»، إلى الدرجة التي تجعلنا نتنكر لثوابت أردنية بهذا الحجم والعمق.. فاسندوا الربابة وأريحوا الشبّابة.
قبل أيام التقيت دولة فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان، برفقة الزميل الأستاذ الصديق د حسين الرواشدة، وبغياب الزميل الصديق الأستاذ جهاد المومني، كان اللقاء لمناقشة قضية صحفية، حيث نعتبر في وسطنا الصحفي أن هذا الرجل هو السياسي القوي الوحيد الذي ما زال ثابتا على موقفه من دعم الصحافة المهنية الوطنية، باعتبارها ذراعا قوية لحمل خطاب الدولة الأردنية، ومؤسساتها هي الحصن الدفاعي المنيع عن الأردن، وعلى الرغم من موضوع اللقاء إلا أننا لا يمكننا إغفال أهمية هذه الفرصة لمناقشة مواضيع سياسية أخرى، ومعرفة وجهة نظره فيها، ولن نتحدث في هذه المقالة عن موقف فيصل الفايز من التحولات الكثيرة التي يمر بها الأردن، علما أن رأي ومبادىء فيصل الفايز والمدرسة التي يمثلها، هي مبادىء سامية تضاهي مبادىء العسكرية في الوفاء والالتزام والتضحية بكل شيء من أجل الأردن دولة ونظاما وشعبا..
تشكيلة الأعيان حملت نصف رسالة سياسية قوية ومطلوبة الآن، وثمة عدة عوامل ذكرتها في مقالتي «انتخبوا كورونا» المشار إليها آنفا، تتطلب أن نستدعي ثوابتنا الأردنية «الأصلية»، لمواجهة أكثر المراحل خطورة على البلاد.
 
 
بقية مقال ألغام الكلام - ابراهيم القيسي
 فثمة في المشهد الدولي والمحلي تحديات وجودية، تتطلب أن نعيد ذكر حدود المملكة الأردنية الهاشمية بصوت قوي لعلنا نذكّر عقلا ناسيا ولن نسعي لتليين قلبا قاسيا، فتشكيلة الأعيان ليست بجديدة، وما زالت تمثل مجلس الحكمة السياسية الأردنية الهاشمية، لكنها بلا شك انسجمت مع الحكمة المطلوبة اليوم، وهي في الحقيقة واجب وطني قبل أن تكون مجرد حكمة، فالأردن يجب أن يعبر عن قوته ومنعته وصموده واستعداد أهله لفدائه كما كانوا يفعلون دوما.
الخطاب الشعبي يعاني من شوائب كثيرة، تقلل من فرص انسجامه مع خطاب الدولة الذي تتحدث به الحكومات، وهذه الشائبية في الخطاب تعود لعدة عوامل، من بينها سوء الظروف الاقتصادية وطغيان ثقافة سطحية وفرتها الميديا، تتوغل في التنمّر على خطاب العقل والوطنية وتتجاوزهما إلى الأمن أيضا، ولا لسان أكثر فصاحة من العسكرية للحديث عن الأردن، علما أن كل الأردنيين عسكر حين يستدعيهم الوطن..
أخطر التحديات الوطنية الوجودية، هي التحديات الإقليمية التي تجري اليوم ويفهمها الصغير والكبير، وهذه التحديات تفعل في الأردنيين كفعل المفتاح للأبواب الموصدة، لأنهم مهما انشغلوا، بوجود الحكمة الأردنية الهاشمية، يتنازلوا عن كل شيء، وينتصروا للأردن، ويمكن لفيصل الفايز ومجلس الأعيان «بيت الحكمة» أن يتكفلوا بنصف المهمة ويوصلوا نصف الرسالة، التي تحتاج الى نصفها الآخر لتكتمل، وهو النصف الذي يجب أن تتكفل به الانتخابات البرلمانية، فبعد الانتخابات تكتمل الحلقة، ويقوم مجلس النواب بدوره في الثقة على حكومة تتولى الشأن الأردني كله، ليتمكن جلالة الملك من متابعة دوره الدولي والمحلي باعتباره رأس الدولة، وجنديها الأول الحامي لمصالحها ومكتسباتها.
قال لنا دولة أبو غيث في لقائنا الأخير: بلدنا؛ قوي وثابت، مهما اشتدت الظروف، وسرّ قوته يكمن في قيادته الهاشمية وحضورها الدولي، وفي شعبه المتكاتف خلف هذه القيادة، وحدتنا خلف هذه القيادة هي قلعتنا العظيمة التي تحمينا بعد العناية الإلهية.