عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Apr-2020

الذكاء الصناعي وعلم البيانات - احمد زهير ارجوب
 
 
الدستور- يحاول احدهم إقناعي بان الثورة التكنولوجية التي نشهدها الان هي استمرار طبيعي ومستمر لما تعيشه البشرية منذ عقود وان آخر صرعات الحداثة والتطور التي غيرت من طبيعة حياتنا ما هي الا نمو طبيعي لعجلة النمو التكنولوجي. بينما ينظر الاخرون الى ان الذكاء الصناعي والذي يعتبر واحدا من احدث علوم الحاسب الآلي واهم المواضيع البحثية المتوقع ان تدخل في كافة المجالات التكنولوجية كإضافة ثرية لما هي عليه الآن هو نقطة تغيير حقيقية في عالم التكنولوجيا سينعكس اثرها في جميع جوانب الحياة على نحو غير مسبوق وبطريقة مختلفة.   
 
يمكن تعريف الذكاء  الصناعي بانه قدرة الالة على التعلم والاستنتاج والاستفادة من التجارب السابقة بهدف التنبؤ باحداث مستقبلية ورد الفعل على اوضاع ومدخلات لم تبرمج مسبقا بمعنى او بآخر محاكاة للعقل البشري.
 
ظهر الاهتمام بموضوع الذكاء الصناعي قديما في محاولات متواصلة من العلماء منذ اكثر من 70 عاما بهدف الوصول الى نتائج لمشاكل وعمليات حسابية معقدة تظهر فيها قدرة الالة على التعامل مع هذه المشاكل من خلال خوارزميات ذكية تقوم بتقديم حلول بالاستفادة من التجارب السابقة وبدقة عالية.
 
 تعتبر وظيفة عالم البيانات واحد من اهم مجالات الذكاء الصناعي وصنفها البعض بانها الوظيفة الافضل لعام 2019 في الولايات المتحدة الامريكية للسنوات الثلاث الاخيرة كما صنفت في بعض الدراسات بانها الوظيفة الاكثر طلبا والاعلى دخلا على مستوى العالم حيث يمكن ان يصل متوسط الراتب العالمي 130.000 لما اثبتته من قدرتها على حل بعض اكبر مشكلات العالم المثيرة للاهتمام وهذا ما ادى الى زيادة حجم الاستثمار والانفاق في هذا المجال حيث انفق الشرق الاوسط وافريقيا على الذكاء الصناعي 290 مليون في عام 2019 ومن المتوقع ان يقفز حجم الاستثمار الى 530 مليون في عام 2022. 
 
بالاضافة لما سبق ظهرت تطبيقات الذكاء الصناعي في العديد من المجالات والقطاعات الصناعية والصحية والعسكرية والتعليمية وغيرها لما قدمته من زيادة في الانتاج وتقليل الجهد والتكلفة حيث تعتبر خدمة العملاء الاليون واحد من اهم التطبيقات التي ادى دخول الذكاء الصناعي اليها الى تحسين ودعم خدمة العملاء , زيادة انشطة التسويق, الكفاءة الشاملة, تحسين جودة المنتجات والخدمات و دفع المبيعات وزيادة الدقة بالاضافة الى قدرتها على حل الكثير من المشكلات المتعلقة بانظمة التحليل والاحتيال والتحقق كما ساهم الذكاء الصناعي بحل مشكلات مهمة في نظام الاستخبارات والوقاية من التهديدات الآلية.
 
ويبقى السؤال الآن عن المستقبل في ظل وجود هذه التطبيقات الذكية وما ستقدمه من خدمات وميزات يمكن الاستفادة منها في جوانب عدة تخدم البشرية وتسرع من عجلة التقدم اذا ما طبقت في مكانها الصحيح. ولكن هل سيكون هناك فرصه للآليين بان يحلوا محل البشر في صنع القرار؟ وهل هناك مخاوف حقيقية كما يراها بعض الباحثين من إمكانية سيطرة الآلة على البشرية؟