عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Dec-2019

الانتخاب المباشر لن يحل المشكلة - ماتي توخفيلد

 

إسرائيل هيوم
 
تدخل الساحة السياسية بسرعة 120 كيلومترا في الساعة مع الرأس في الحائط فقبل ثلاثة ايام من الموعد الاخير بالتأكيد، والذي تحل بعده الكنيست دون عودة، يبدو انه لم يعد شيء يمنع ذلك. وفي الايام التالية سنسمع عددا لا يحصى من المحاولات، المبادرات، الاتصالات والاحابيل التي في نهايتها، اغلب الظن، واقع محتم واحد. سنلتقي في شهر اذار (مارس)، مرة اخرى في صناديق الاقتراع.
كي نبدأ في فهم ما ينتظرنا ينبغي أن نشطب عن الطاولة سيناريوهات غير معقولة اطلت علينا في اليوم الاخير بل وستطل علينا لاحقا ايضا. الانتخاب المباشر لرئاسة الوزراء لن يكون. فانتخابات كهذه لن تحل المشكلة على الاطلاق. صحيح أن المنتصر سيصبح فور الانتخابات المباشرة رئيسا للوزراء، ولكنه بدون حكومة انتقالية ودون أن يضطر لتلقي التفويض من الرئيس او من الكنيست لتشكيل الحكومة، ولكنه سيكون رئيس وزراء بدون ائتلاف. بدون اغلبية في الكنيست ومع قدرة متعذرة على البقاء. فلا يمكن الزام الحزب الثاني بالدخول الى الحكومة في حالة الخسارة. ولهذا فان رئيس الوزراء المنتصر كفيل بان يبقى هكذا على الورق فقط، ما يقودنا مرة اخرى الى انتخابات اضافية قريبا.
كما أن تشكيل حكومة من 61 توقيعا لن يحصل، واللاعبان الوحيدان ليسا جدعون ساعر ولا حتى احمد الطيبي. اللاعبان الوحيدان في الساحة هما بنيامين نتنياهو وبيني غانتس. وهما المرشحان الوحيدان لرئاسة الوزراء ولا يمكن لأي مرشح وسط ان يحصل على اغلبية ليتجاوز هذا الواقع البسيط. كما أن التمرد في الليكود لن يكون. حتى لو كانت انتخابات تمهيدية لرئاسة الليكود، فنتنياهو سينتصر على كل مرشح. الاعلام سيخلق دراما، سيحاول الثناء قدر الامكان على المرشح المضاد، وسيطرح الاحساس بان اللعبة مفتوحة، ولكن في النهاية النتيجة معروفة مسبقا. نتنياهو سيقود الليكود الى الانتخابات التالية، مع او بدون انتخابات تمهيدية لرئاسة الحزب.
أزرق أبيض لن يتفكك. بيني غانتس يجن جنونه. لو كان الامر منوطا به لكان وقع على حكومة وحدة مع تناوب منذ اليوم. وهو يعرف بان هذا هو الاحتمال شبه الوحيد في أن يكون رئيس وزراء – الان او على الاطلاق. ولكن يئير لبيد يجلس له كحجر الرحى على الرقبة. ليس الاخرون هم الذين يقولون هذا، بل هو نفسه. في الاحاديث المغلقة يقول غانتس انه تبلور في قلبه القرار لالغاء التناوب على رئاسة الوزراء قبيل حملة الانتخابات التالية. فليس للبيد مكانا يذهب اليه، كما يقول. اذا ما فكك أزرق أبيض سيعتبر كمن فعل هذا ليس في صالح الدولة بل في صالحه شخصيا، من اجل المنصب. ولهذا فهو مقيد.
وعلى حد قول غانتس، فان تفكيك الشراكة مع لبيد كفيل بأن يجلب لازرق أبيض مقعدين – ثلاثة مقاعد من “اليمين الرقيق”. فيؤدي في المرة التالية الى تحقيق 57 مقعد لكتلة الوسط – اليسار – العرب، يحقق 61 وكتلة مانعة لحكومة برئاسة نتنياهو. وهو يقول ان لبيد لا يمكنه أن ينسحب ويخاطر بهذا السيناريو. بل ان غانتس يقول عن لبيد امورا اشد قسوة: بسببه أنا اليوم لست رئيس وزراء بعد بضعة اشهر.
عندما يتحدث الجميع عن الحاجة الى منع حل الكنيست ولكن في الجملة التالية يشير الى الاستعداد لحملة الانتخابات القادمة ويمكن أن نفهم ما هو المزاج الحقيقي. فالانتخابات انطلقت على الدرب منذ الآن. عندما يقدر الجميع بأن اغلب الظن ان الحملة ستبدأ نهاية الاسبوع، فانه لم يعد ممكنا التراجع، الحديث والمساومة. من هنا فصاعدا كل الاحاديث والاعمال موجهة منذ الآن نحو الناخبين.