عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2019

اللاجئون على مواقع التواصل... مجموعات على «واتساب» ونقاشات على «فيسبوك» و«تويتر»
 
الشباب أكثر استخداماً لمواقع التواصل مثل «فيسبوك» بينما يهتم كبار السن بتطبيق «واتساب» أكثر
القاهرة - الشرق الاوسط- عصام فضل - تحولت صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية، إلى منصات يتداول من خلالها اللاجئون أخبار أوطانهم، ووسيلة للترابط بين تجمعاتهم على المستوى الأممي، ومجتمعهم المحلي بالدولة التي يقيمون فيها، ليتمكنوا من مواجهة مشكلاتهم بشكل جماعي، وتقديم المساعدة لمن يحتاجها في مجتمعهم، بينما يتطوع صحافيون بالعمل في مهمة تدقيق المعلومات ومواجهة الإشاعات والأخبار غير الدقيقة؛ خصوصاً تلك المتعلقة بالحرب في بلادهم، للتأكد من صحتها عقب التواصل مع مصادرهم على الأرض وإعادة بثها.
ويتميز اللاجئون اليمنيون والسوريون بنشاط وافر على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الصفحات الشخصية، وصفحات تضم تجمعاتهم. ويخصص بعض الصفحات لتداول أخبار الوطن؛ خصوصاً في الأوقات التي تتصاعد فيها حدة العمليات العسكرية، وكذلك تداول الأخبار المتعلقة بوضعهم، بوصفهم لاجئين، والأخبار التي تتعلق بقوانين البلد الذي يقيمون فيه، والتحديثات التي تبثها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والتي تمس وضعهم وتفاصيل حياتهم اليومية بشكل مباشر. 
بينما تخصص صفحات أخرى لقضايا اجتماعية، بهدف مواجهة المشكلات التي يتعرضون لها في بلد النزوح، والقيام بالتدخل لإغاثة الأسر والعائلات الفقيرة في حالات الطوارئ، كحالات الوفاة، وتقديم المساعدات المادية والعينية للأسر الأكثر احتياجاً.
ويحظى تطبيق «واتساب» باهتمام كبير من اللاجئين، إذ قام كثيرون بتأسيس مجموعات مختلفة تضم تجمعاتهم، لتحقيق التواصل فيما بينهم، سواء في مجتمعهم المحلي بدولة النزوح أو على المستوى الدولي. ويحرص كثير من اللاجئين عند الرغبة في الانتقال من بلد إلى آخر، على التواصل مع أصدقاء لهم في البلد الجديد، لدراسة الوضع واستقبالهم لتسهيل عملية الانتقال.
ويقول فهد العريقي، رئيس مجلس أعيان الجالية اليمنية في مصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشباب أكثر استخداماً لمواقع التواصل (فيسبوك) و(تويتر)، بينما يهتم كبار السن والمنتمون إلى مجتمع النخبة بتطبيق (واتساب) أكثر، والجميع يستخدمون صفحاتهم الشخصية في تداول الأخبار، وكافة الأمور التي تهم اليمنيين. وتتنوع الصفحات والمجموعات بين صفحات تضم تجمعات عامة لليمنيين، وصفحات ومجموعات تضم فئات محددة، إذ توجد مجموعات تضم الشباب بشكل عام، وأخرى تضم تجمعات للطلاب، وتوجد مجموعات كثيرة أيضاً على (واتساب)، بعضها لرجال الأعمال، وأخرى لأساتذة الجامعات، والوزراء السابقين، والشخصيات العامة».
يضيف العريقي: «نستخدم صفحات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة باعتبارها منصات لأخبار اليمن، وكل ما يتعلق به وبشؤون النازحين في مصر والعالم، وشخصياً أحرص على تحري الدقة فيما يتعلق بالأخبار السياسية؛ خصوصاً أخبار المعارك، قبل نشرها، حتى لا تثير البلبلة، إذ إن كثيراً من الإشاعات والأخبار غير الدقيقة التي يتم تداولها يتسبب في مشكلات كثيرة... كما نقوم بتداول كثير من الأخبار عن الأنشطة والمعارض الفنية والثقافية التي يشارك فيها يمنيون. وتساعدنا وسائل التواصل على تحقيق مبدأ التكافل؛ حيث نتمكن من مساندة الأسر والعائلات الفقيرة، عندما تواجههم أي مشكلة، سواء موت أحد أفرادها، أو احتياجات مالية تتعلق بتدبير سبل المعيشة، أو مصروفات دراسية للطلبة».
ويتطوع صحافيون لمواجهة الإشاعات والأخبار غير الدقيقة؛ خصوصاً أخبار المعارك العسكرية، من خلال التأكد منها عبر مصادرهم على الأرض، أو التواصل مع مصادر رسمية من خلال صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو التطبيقات الحديثة.
ويقول الصحافي اليمني محمد ماريش لـ«الشرق الأوسط»: «يقوم صحافيون متطوعون بتدقيق الأخبار والتأكد من صحتها، من خلال التواصل مع مصادرنا على الأرض أو المصادر الرسمية الحكومية؛ خصوصاً الأخبار السياسية ذات الحساسية، وأخبار المعارك. ودائماً أتلقى اتصالات من شخصيات يمنية، يطلبون مني التحقق من صحة خبر ما تم تداوله ولديهم شكوك حول دقته، فأقوم بتدقيق المعلومات والتأكد من صحتها، ونشر المعلومات الصحيحة إذا كان الخبر غير دقيق. ويحرص الجميع على نشر الخبر الصحيح على أوسع نطاق وحذف الخبر المغلوط»، مضيفاً: «الأخبار السياسية أكثر تداولاً على (واتساب) وتصحبها نقاشات موسعة وآراء مختلفة، بينما يكون النقاش على (فيسبوك) صعباً؛ لأن الصفحات العامة تضم يمنيين من تيارات سياسية متنوعة، وبينهم حوثيون، لذلك النقاش سيكون حاداً ونتائجه قد تتسبب في صدامات وفرقة، والنقاش على (واتساب) أو المجموعات الخاصة يكون وفق قواعد معروفة للحوار، من دون تجريح واتهامات».
وتستخدم التجمعات النسوية صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة، في مساعدة اللاجئات والتدخل لحل المشكلات الطارئة، كما تخصص بعض الدعم على «واتساب» لتقديم المشورة النفسية العاجلة للنساء.
من جانبها، قالت روعة حفني، عضو «رابطة سوريات» لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب صفحات التواصل العامة التي تضم تجمعات متنوعة للسوريين في مصر ودول أخرى، قمنا بإنشاء صفحات نسوية ومجموعات خاصة على (فيسبوك) و(واتساب) مخصصة جميعها للنساء.
ويعمل عدد كبير من السوريات، سواء من أعضاء (رابطة سوريات) التي تعمل على دعم النساء السوريات في مصر، أو من غير عضوات الرابطة، على التواصل مع النساء في الحي الذي يعشن فيه، وتأسيس مجموعات ووسائل للتواصل فيما بينهن»، مضيفة: «أعمل مع مجموعة من النساء في حي حدائق حلوان (جنوب القاهرة) حيث أعيش، من خلال تطوعي في عدد من الجمعيات الأهلية، أو من خلال نشاط فردي، ونقوم بالتواصل مع اللاجئات بالمنطقة، وتقديم كافة أشكال الدعم، ومساعدتهن على مواجهة أي مشكلات أو عقبات، كما توجد لدينا مجموعة للدعم النفسي وتقديم المشورة العاجلة، فكثيرات يمررن بظروف صعبة، ويحتجن أحياناً للتحدث بشكل عاجل مع شخص آخر».