عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jun-2019

حرب الطواغيت* صلاح الساير
الأنباء -
(والله ما خرجنا إلا لنصرة هذا الدين ونصرة المستضعفين وان نكون شوكة في حلق الطواغيت وأعوانهم) هكذا تحدث الشاب اللبناني وهو يسجل فيديو لنفسه قبل ان يفجرها ويقتل تلك النفس التي منحها الله له، وذلك في مدينة طرابلس أول أيام عيد الفطر. وقد قمت بإعادة الفيديو مرات عديدة في محاولة لسبر نفسية ذلك الشاب الذي بدا تائها يبحث عن درب للخلاص. فيقول كلاما مرعبا لا يدرك معانيه ويتحدث عن صدام افتراضي لا وجود له في الواقع المعيش.
 
يتحدث الشاب عن نصرة الدين ويقصد (الدين الإسلامي) الذي يؤمن به مليار ونصف مليار إنسان على وجه هذه الأرض والذين لم يجبرهم أحد على تغيير دينهم. كما أنهم يؤدون فروضهم الدينية حتى في الدول ذات الأغلبية غير الإسلامية. وكذلك أشار إلى نصرة المستضعفين، ولم يحدد هويتهم. ومثلما يبدو فانه يجهل أن أسباب ومظاهر الضعف والقوة تبدلت في العصر الراهن حيث المجتمعات قوية بالعلوم والاقتصاد لا بالقتال المباشر أو بقتل المسلمين كما حدث بالاعتداء الذي قام به ضد رجال الأمن اللبناني وبعضهم مسلم.
 
يواصل الشاب قسمه الذي يؤكد فيه انه (شوكة في حلق الطواغيت) ثم بعد ذلك يموت! دون أن يشرح من هم، وأين هم الطواغيت؟ هل في مدينة طرابلس أو القاهرة أو القطيف أو مصراتة أو دمشق أو البصرة ومراكش حيث المسلمين والمساجد والناس الآمنين الأبرياء؟ ومن أوهم هذا الشاب (وملايين الشبان غيره) بهذه الأوهام، ودفعهم لخوض حرب افتراضية لا عدو فيها سوى أنفسهم؟ ومن الذي شجعهم على حمل البنادق وتصويبها نحو الأهل والديار ونشر الرعب في المدن المسلمة؟