عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Apr-2019

متحف «جيش الصلصال» في الصين.. اكتشف بالصدفة واستقبل 8٫50 مليون زائر في 2018

 

 
 شيان -الدستور - إيهاب مجاهد - في الوقت الذي تسعى فيه الدول التي تمتلك معالم سياحية وتاريخية عالمية الى زيادة عدد السياح القادمين إليها لمشاهدتها، تسعى الصين إلى خفض عدد الزوار القادمين لمشاهدة «جيش الصلصال» الموجود في مدينة شيان في وسط البلاد والمدرج على قائمة التراث العالمي في اليونسكو. 
ويقول نائب رئيس متحف «ضريح الإمبراطور الاول للصين تشين شى هوانغ» قواه شاندونغ، إن نحو مليون زائر قاموا بزيارة المتحف الذي يضم ضريح الإمبراطور وجنوده الذين تمت صناعتهم من الطين ويمثلون جنودا حقيقيين، وتم دفن التماثيل في مقبرته لتنتقل معه إلى ما بعد الموت ويتمتع بالقوة نفسها بحسب اعتقاده.
 وقال نائب رئيس المتحف إن 8.5 مليون زائر قدموا إلى المتحف العام الماضي 2018، الأمر الذي زاد من الضغط الواقع على هذا الموقع الذي لايزال يمر بعمليات ترميم واستكشاف مستمرة ومحاولة الحفاظ على ما تم اكتشافه لغاية الآن. وأضاف خلال استقباله الوفد الإعلامي والصحفي العربي الذي زار مدينة شيان «عاصمة الصين القديمة»، أنه تم اكتشاف الموقع بالصدفة في العام 1974 عندما أراد مزارع حفر بئر في المنطقة، وأنه في العام 1979 تم بناء المتحف والذي يضم نحو 7 آلاف تمثال موزعة على ثلاث حفر، تعود لجيش الإمبراطور الذي بنى نظاما إداريا قبل مئتي سنه قبل الميلاد، ولاتزال آثاره موجودة في الصين.
وأوضح أن التمثيل كانت ملونة في السابق لكنها تعرضت بفعل عوامل بشرية وطبيعية، فيما لاتزال بعضها ملون وتمت المحافظة عليها خلال السنوات العشر الماضية من خلال عمليات الترميم المتطورة وبالاستعانة بالخبرات الألمانية والبلجيكية.
وأوضح أن هناك مقابر أخرى يتم استكشافها في محيط المنطقة والتي يصل قطرها إلى نحو 56 كلم، وأنه في موقع المتحف الذي يقع على مساحة 1.5 كلم يتم اكتشاف تماثيل جديدة وان عملية الكشف عن التماثيل تتم ببطء لغاية المحافظة عليها وترميمها، خاصة وأن هناك 600 مقبرة إلى جانب المقبرة الرئيسية، وان بناء كل مقبرة استغرق نحو 30 عاما.
وبين نائب رئيس المتحف انه تم التنقل ببعض التماثيل إلى نحو 30 دولة حول العالم وبمعدل 3 إلى 5 دول كل عام، وان خطة المتحف تتجه نحو تقليل عدد الزوار للحفاظ على الموقع واستكشافه بوتيرة بطيئة للمحافظة على ألوان التماثيل التي سيتم الكشف عنها.
يذكر ان إمبراطور الصين الأول أخفى اية معلومة تتعلق بموقع دفنه وتمثيل جيشه، وأمر حينها بأن لا يكون هناك جنديين مُتشابهين في هذا الجيش بأكمله، وهذا ما تم بالفعل ببراعة مثيرة للدهشة.
وتم وضع التماثيل في أفران تصل درجة حرارتها لألف درجة مئوية، ثم تركها لتبرد وتلوينها وتزيينها! وكان الهدف منه هو مساعدة الإمبراطور في بناء إمبراطورية في الآخره كما يعتقد البعض، أو لحمايته في الأخرة.
وإلى جانب الجنود تضم الحفر المستكشفة 130 عربة بـ520 حصانا، بجانب 150 حصانا للفرسان، ويتوقع الخبراء أن هناك العديد من الحفر التي تحوي المزيد من التماثيل التي لم تُكتشف بعد.
هذا ولم يكتشف العلماء أجزاء كبيرة من هذا المكان بعد مثل الهرم الترابي الذي يبلغ ارتفاعه 76 مترا، بمساحة 350 مترا مربعا لأنهم يخشون أن يقوموا بتدميره عند محاولة اكتشاف ما يحتويه.
ومن جهة أخرى زار الوفد عددا من معالم بدايات طريق الحرير البري في مدينة شيان والتي تستعد لاحتضان الدورة الرابعة لمعرض طريق الحرير في 11_15 أيار المقبل بمشاركة دول الحزام والطريق، وبمشاركة دولة الشرف «روسيا».   وتعتبر مدينة شيان «سلام الغرب» واحدة من العواصم السبع القديمة في الصين «بكين، وو ،يانغ ،كايفنغ ،هانججي، تشو ونانجينغ» وكانت شيان عاصمة لـ 13 سلالة صينية لمدة 1300 عام.
وتمثل شيان التي يقطنها نحو 10 ملايين نسمة والمحاطة بـ 8 انهار، المحطة الأولى على طريق الحرير، وبذلك أصبحت المركز السياسي والاقتصادي والثقافي للصين. وتقدر مساهمة المدينة بالاقتصاد الصيني بأكثر من 800 مليار سنويا، وتنطلق من المدينة شبكة قطرات حديدية محملة بالبضائع تصل إلى 50 مدينة في 35 دولة في العالم.