عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Apr-2019

وزير الخارجية المغربي: موقف جنوب إفريقيا السلبي من قضية الصحراء ودعمها للبوليساريو يعرقل تطوير العلاقات بين البلدين

 

الرباط –« القدس العربي»: وجه المغرب دعوة إلى جنوب إفريقيا للعمل على انبثاق نموذج جديد للتعاون الإفريقي بدلاً من الاستمرار في طريق مسدود، إذ ينبغي العمل معاً من أجل تطوير نموذج للتعاون الإفريقي والتعاون جنوب-جنوب.
وقال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، إن المغرب وجنوب إفريقيا اللذين يظلان اقتصادياً مهمين في إفريقيا، يمثلان أرضيتين للولوج إلى القارة، وأن الرباط وبريتوريا مدعوتان للعمل معاً لمساعدة إفريقيا على السير في اتجاه الإقلاع الاقتصادي الضروري للقارة، ومن بين المجالات الرئيسية للتعاون بين البلدين وتطوير منطقة التجارة الحرة الإفريقية والنقل الجوي.
وذكّر في حديث لأسبوعية الجنوب إفريقية (ذا صنداي تايمز)، بالدعم الذي قدمه المغرب لكفاح شعب جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري، وقال إن الزعيم التاريخي لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا استقبل في المغرب منذ بداية ستينيات القرن الماضي، لذا فإن المغرب وجنوب إفريقيا، وبالنظر إلى موقعهما الجغرافي، «لا ينبغي أن تسود بينهما مشاكل ثنائية».
وتعرف العلاقات بين الرباط وبريتوريا توتراً دائماً نظراً لدعم جنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو التي تسعى لفصل الصحراء الغربية التي استردها المغرب من إسبانيا 1976، وإقامة دولة مستقلة عليها. وكان آخر مظاهر الدعم احتضانها مؤتمر قمة إفريقي لدعم الجبهة، ويسعى المغرب لتحييد جنوب إفريقيا خاصة وأنها الآن تحتل مقعداً في مجلس الأمن الدولي الذي يعقد خلال شهر نيسان/ أبريل الجاري دورة اجتماعاته النصف سنوية ذات الصلة بالنزاع وتسويته.
وقال وزير الخارجية المغربي: «نحن لا نتقاسم نفس الحدود، وليست لدينا مشاكل إقليمية»، وإن المشاكل التي تعرقل العلاقات بين البلدين يمكن تفسيرها بقرار بريتوريا «اتخاذ موقف حول قضية تهم منطقة تقع على بعد مئات الكيلومترات، وهو موقف يتعارض مع موقفي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي»، معرباً عن أسفه لقرار جنوب إفريقيا باستضافة مؤتمر دعم الجبهة في مقر وزارة العلاقات الدولية في الوقت الذي كان فيه المؤتمر الوزاري الإفريقي حول دعم الاتحاد الإفريقي للعملية السياسية للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، يعقد في مراكش لإظهار أن البلدان الإفريقية تدعم موقف المغرب، وأن مؤتمر بريتوريا لا ينبغي اعتباره مرجعاً للموقف الإفريقي.
وأضاف بوريطة أن مؤتمر مراكش مكن من أن يُظهر أن اجتماع بريتوريا كان أداة لتقسيم إفريقيا، مذكراً بالإجماع الذي تم التوصل إليه خلال قمة الاتحاد الإفريقي الـ 31 المنعقدة في نواكشوط، والتي أكدت على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في قضية الصحراء والدعم والمواكبة التي يجب على الاتحاد الإفريقي تقديمها لعملية الأمم المتحدة، وتساءل: «من الذي يقسم إفريقيا؟ من قرر أن الذين يعارضون المغرب يتعين أن يجتمعوا ؟»، وقال إن «رسالتنا كانت هي أن نقول إن الوحدة كانت في مراكش وإن التقسيم كان في بريتوريا».
وقال إن مؤتمر بريتوريا، الذي جرى تنظيمه بمبادرة من مجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية، يسير ضد مسار المسلسل الأممي الرامي إلى إيجاد حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
وتساءل: «من الذي يقسم إفريقيا؟ من قرر أن الذين يعارضون المغرب يتعين أن يجتمعوا ؟»، مؤكداً أن «رسالتنا كانت هي أن نقول إن الوحدة كانت في مراكش وأن التقسيم كان في بريتوريا»، وقال إن جنوب إفريقيا، كعضو في المنتظم الدولي، يتعين أن تساعد من خلال الحياد الضروري «في العادة، إذا كنتم دولة تعمل في إطار المجتمع الدولي، فإنه يتعين عليكم المساعدة دون تحيز ودون الاصطفاف إلى جانب أحد الأطراف».
وأعرب بوريطة عن أسفه لكون «جنوب إفريقيا اختارت طريقاً آخر»، مشيراً إلى أن معالم تسوية للنزاع الذي أثير حول الوحدة الترابية للمغرب، تم تحديدها بوضوح في إطار الأمم المتحدة التي تدعو إلى حل واقعي وبراغماتي ومستدام وقائم على التفاهم.
وأكد الوزير المغربي أن قضية الصحراء لا ينبغي مقارنتها بالوضع في الشرق الأوسط. «ففي فلسطين، تبنت الأمم المتحدة قراراً يدعو إلى حل الدولتين. فيما يتعلق بالصحراء، فإن الأمر يتعلق بعملية سياسية لإيجاد تسوية مع الجزائر»، حيث إن تواجد إسرائيل على الأراضي الفلسطينية معترف به عالمياً على أنه احتلال، وأتحدى «إخواننا في جنوب إفريقيا لإيجاد قرار وحيد للأمم المتحدة يصف وجود المغرب في الصحراء احتلالاً»، وإذا كانت جنوب إفريقيا تريد أن تضطلع بدور صادق، فيجب عليها الاعتراف بهذين الموقفين المختلفين عن بعضهما البعض.