عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Dec-2019

نتنياهو خائف من تسوية مع غزة - عاموس هرئيل
 
بدت أخبار ليلة الأربعاء الماضي كأنها معروفة. فقد وجد رجال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، صعوبة في ضبط أنفسهم، ونشروا مسبقاً توقيت التجمع الانتخابي في الجنوب. أيضاً في «الجهاد الاسلامي» تابعوا المستجدات في الانترنت، واستبقوا رئيس الحكومة بإطلاق صاروخ من قطاع غزة. نتنياهو، محاطا برجال حماية وبجمهور متحمس، اضطر للنزول عن المنصة لدى سماع صفارة الإنذار.
هكذا حدث بالضبط أيضاً في أيلول الماضي، قبل حوالي أسبوع من الانتخابات الثانية للكنيست، عندما خطب نتنياهو أمام أعضاء «الليكود» في أسدود. يوم الأربعاء ضبطه الصاروخ في عسقلان، عشية الانتخابات التمهيدية على رئاسة «الليكود». بالموازنة ما بين الحاجة للانتحار على الصوت الأخير وبين اعتبارات أمن المعلومات تفوز في مقر حملة نتنياهو دون صعوبة الضرورات السياسية. هذا كشف مدهش لانعدام المسؤولية، ولكنه لم يزعج نتنياهو في تحويل الموضوع إلى أمر شخصي. «ذلك الذي أطلق النار في المرة السابقة لم يعد موجوداً. ومن أطلق، الآن، عليه أن يحزم أغراضه» قال لمؤيديه.
عذراً، ليس هكذا يتحدث رئيس وزراء، فما بالك بحقيقة أنه ما بين إطلاق النار على نتنياهو في أسدود وبين إطلاق النار على التجمع في عسقلان أطلقت صواريخ على الجنوب أكثر من 10 مرات، بما في ذلك جولة عنيفة استمرت أكثر من يومين، فيها أُطلق من غزة ما يقارب الخمسين صاروخا في منتصف تشرين الثاني. ولكن رئيس الحكومة يجد صعوبة في هذه الأيام في إظهار أي تعاطف مع الناس الموجودين هناك، والذين ليسوا من عائلة نتنياهو، وربما هذا في الواقع كل القصة.
جولات الانتخابات المتكررة، وبالأساس لائحة الاتهام الثلاثية ضده، تزعزع وعي نتنياهو، الذي طوال معظم سنوات حكمه تميز بالحذر والمسؤولية عندما كان على الأجندة أمور تحتاج إلى قرارات أمنية. قُدِّمت الدلائل الأولى لذلك في تلك الليلة في أسدود. وكما نشرت «هآرتس»، عقد حينئذ نتنياهو جلسة مشاورات مع كبار رجال الأمن، طلب فيها أن يتم توجيه ضربة شديدة لـ «الجهاد الإسلامي». اقتضى الأمر توجها من الجيش للمستشار القانوني للحكومة، أفيحاي مندلبليت، من أجل وقف نتنياهو والتوضيح له أن خطوة كهذه قبل أقل من أسبوع على الانتخابات تقتضي عقد الكابينت. حصل نتنياهو، أخيراً، على مبتغاه، بصورة مقلصة أكثر، بعد ما يقارب شهرين من الانتخابات. في 12 تشرين الأول اغتال الجيش أحد قياديي «الجهاد الإسلامي» في غزة، بهاء أبو العطا. في الليلة ذاتها، وحسب تقارير الإعلام العربي، فقد نجا بصعوبة الرجل الثاني في «الجهاد الإسلامي»، أكرم عجوري، بعد إلقاء قنبلة على بيته في دمشق. ابن العجوري قُتل. إذا كانت إسرائيل حقاً تقف أيضاً خلف العملية في دمشق، يُطرح السؤال فيما إذا كان الطيارون ثانيةً، وكما في جزء من العمليات في غزة في الماضي، وجّهوا لاستخدام قنبلة صغيرة نسبياً خوفاً من المزيد من المصابين الذين ليس لهم يد، ولم يقتلوا الهدف المراد اغتياله.
بعد الاغتيال في غزة وجولة القتال التي استمرت 48 ساعة اعتقد الجيش الإسرائيلي أنه حانت الفرصة للتوصل إلى تسوية طويلة المدى في القطاع. كرر رئيس الأركان، أفيف كوخافي، ذلك علناً في خطابه في اللقاء في ذكرى الجنرال أمنون ليبكن- شاحاك. أبو العطا، قال كوخافي، كان مسؤولاً عن 99 في المئة من الإطلاقات من القطاع. إن إزاحته من شأنها أن توفر هدوءا طويلا مع «حماس»، والتي قيادتها معنية الآن بالأساس بتحسين الوضع الاقتصادي لسكان غزة.
على الرغم من الضغط من جانب كوخافي بهذا الشأن فإن لنتنياهو دوافعه الخاصة، وعلى رأسها الخوف من أن يضبط في موقف ضعف تجاه «حماس»، عشية الانتخابات القادمة في آذار. خصومه السياسون يشخصون نقطة ضعفه في مسألة غزة، ويضربون عليها بقوة. رغم الإحباط المبرر لسكان غلاف غزة فإن هذا ليس محقاً تماماً: أيضاً في المعارضة يعرفون التحليل العسكري الذي بمقتضاه يتوجب تهدئة الوضع في غزة من أجل أن يسمح ذلك بالتركيز على الشمال.
«هآرتس»