عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Sep-2025

هل هناك علاقة سيكولوجية بين الإنسان والغذاء؟

 الغد-د. إبراهيم بني حمدان

 يعرف الغذاء الصحي بأنه شكل من أشكال النظام الغذائي المتوازن، حيث يعمل على مد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة لبناء الخلايا وتزويدها بالطاقة، وكذلك الوقاية من الأمراض، فالغذاء الصحي يحتوي على نسبة من العناصر والفيتامينات الضرورية لصحة الجسم كالكربوهيدرات والبروتينات والدهون النافعة (HDL)، والفيتامينات والمعادن التي تساعد على دعم النمو وتقوية الجهاز المناعي مع الحفاظ على استمرارية وظائف الجسم.
 
 
إن العلاقة السيكولوجية بين الفرد والغذاء هي الطريقة التي يرتبط بها سلوك الفرد الغذائي بالعوامل النفسية والعاطفية له، وليس بالاحتياجات البيولوجية التي يحتاجها فقط، فالغذاء لا يستخدم فقط لإشباع الرغبة الجسدية المتمثلة بالجوع، وإنما يعد وسيلة للتعامل مع المشاعر والضغوط النفسية.
جوانب العلاقة السيكولوجية مع الغذاء
- الارتباط بالذاكرة والتجارب: كبعض الأطعمة التي ترتبط بذكريات معينة أو مواقف عاطفية مثل، تناول وجبة معينة تذكر بالشعور بالأمان.
- الأكل العاطفي: يكمن باللجوء إلى بعض الأطعمة عند الشعور بالقلق والخوف والتوتر، فالطعام هنا يصبح وسيلة أو أداة للتهدئة وليس للاستجابة للحاجة الجسدية المتمثلة بالجوع، وهو "الأكل القهري".
- الصورة الذاتية للفرد: فقد يدخل الفرد بالحميات الصارمة أو نوبات "الأكل المفرط"، فيؤدي ذلك إلى فقدان الشهية العصبي أو "الشره المرضي" والمعروف ايضا، "بالأكل المقيد".
العلاقة الصحية بين الفرد والغذاء
تتمثل علاقة الفرد الصحية والإيجابية مع الأكل الصحي، في فهم مشاعر الجوع والشبع والوعي بأهمية ذلك، أي العلم أن الحاجه للطعام ناتجه عن الشعور بالجوع أو بالتوتر والقلق، مع التركيز على وجود بدائل للتنفس العاطفي بدلا من اللجوء إلى الغذاء، كممارسة الرياضة وتمارين التنفس والاسترخاء، أو طلب الدعم النفسي عند الحاجة.
الغذاء والجهاز العصبي- النفسي
إن الغذاء يؤثر بشكل مباشر على مستوى كفاءة الجهاز العصبي، وبعض أنواع الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والسعرات الحرارية، تؤدي إلى إفراز هرمون "الدوبامين" فيعطي الشعور بالراحة والمتعة، كذلك فإن بعض الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات قد يلجأ إليها الجسم بشكل كبير عند التعرض للضغط النفسي، ويتم إفراز هرمون "الكورتيزول" فيلجأ الجسم للوجبات السريعة لتخفيف حدة الشعور بالتوتر والقلق، وهو ما يعرف "بالأكل العاطفي".
أهم الطرق لبناء علاقة صحية مع الغذاء:
هناك مجموعة متنوعة من الطرق لتحسين العلاقة مع الطعام تشمل:
- الأكل الواعي والانتباه للجوع والشبع والأكل ببطئ.
- الفصل بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي، ومعرفة الفرق بينهما.
- القدرة على إدارة التوتر والقلق بطرق أخرى، كممارسة التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء والشفاء بالكتابة.
- الإرشاد الغذائي: كعرض الحالة على اختصاصي التغذية، ووضع برنامج غذائي متكامل ومناسب.
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): كتعديل الأفكار والسلوكيات والمشاعر التي تؤثر بشكل مباشر على مستوى الأكل عند الشخص.