عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Apr-2024

الاحتلال يحاصر محيط رام الله.. عربدة المستوطنين بالضفة في تصاعد خطير

 الغد-نادية سعد الدين

 تحاصر قوات الاحتلال محيط مدينة رام الله بالضفة الغربية، وتؤمن حماية انتشار المستوطنين المتطرفين قرب قرى فلسطينية مؤدية لها وإغلاق مداخلها والاعتداء على سكانها، بما يشكل تصعيدا صهيونيا خطيرا وانتهاكا صارخا لسيادة السلطة الفلسطينية التي تخضع تلك المنطقة لسيطرتها الكاملة، وإعلانا لحرب جديدة ضد "حل الدولتين".
 
وما تزال أجواء التوتر والاحتقان الشديدة تعم قرية المغير، شمال شرقي مدينة رام الله، عقب هجوم جديد نفذه عشرات المستوطنين، الذين أطلقوا النار على موكب تشييع جثمان الشهيد جهاد أبو عليا (25 عاما) الذي ارتقى في هجومهم العنيف للقرية، مما أدى لوقوع العديد من الإصابات بين صفوف الفلسطينيين.
 
وتنتشر مجموعات كبيرة من المستوطنين على الطرق الرئيسية بالضفة الغربية وتغلق عددا من مداخل قرى فلسطينية في شمال مدينة رام الله، تحت حماية قوات الاحتلال، أسوة بهجومهم مرة أخرى ضد قرية المغير وإضرام النار في أحد منازل الفلسطينيين مما أدى لاحراقه بالكامل، كما أحرقوا مركبة إطفاء كانت متوجهة لإطفاء النيران.
ولم يتوقف عنف المستوطنين عند اقتحام قرية المغير وإضرام النار في عدد من المركبات، حيث نفذوا هجوما جديدا ضد قرية "أبو فلاح"، شمال شرق رام الله، والاعتداء بالضرب على سكانها الفلسطينيين وإطلاق النار باتجاههم، عقب انسحاب قوات الاحتلال من المكان، ما أدى لإصابة العديد منهم، بالإضافة إلى الأضرار المادية الكبيرة بسبب تخريبهم للمساكن والمحال التجارية بالقرية.
وعمد المستوطنون، بحماية قوات الاحتلال، إلى إحراق عشرات المنازل والمركبات المركونة في شوارع قرى المغير و أبو فلاح وكفر عين، شمالي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، حيث تصاعدت أعمدة الدخان من المنازل وأشجار الزيتون بعد حرقها من عصابات المستوطنين.
وفي قرية أبو فلاح القريبة من بلدة المغير شمال شرقي رام الله، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتعامل طواقمها مع 5 إصابات بالضرب من المستوطنين المهاجمين للقرية، والذين أحرقوا عددا كبيرا من المركبات بالقرية، على غرار ما حدث في قرية كفر عين، خلال اقتحام قوات الاحتلال لها.
وتكرر عنف جموع المستوطنين ضد بلدة دوما، جنوب نابلس، أمس، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين خلال تصديهم لهجوم المستعمرين الذين أحرقوا عشرات المنازل للحرق وقاموا بتخريب المحال التجارية. 
وفي وقت لاحق أمس، هاجم مستعمرون، قرية الساوية وبلدة قصرة جنوب نابلس.
وأفاد رئيس مجلس قروي الساوية محمود حسن بأن عشرات المستعمرين من مستعمرة "عيلي" المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس، هاجموا منازل في المنطقة الشرقية من القرية.
وأشار إلى أن المستعمرين أطلقوا الرصاص الحي صوب المنازل، وهاجموا الأهالي بالحجارة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
بدوره، أفاد الناشط في مواجهة الاستيطان فؤاد حسن، بأن مستعمرين مسلحين، هاجموا السكان في الجهة الجنوبية والشرقية من بلدة قصرة.
وأضاف أن المستعمرين أطلقوا النار صوب المنازل وأحرقوا محلا تجاريا، فهب أهالي البلدة للتصدي للهجوم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، وسط إطلاق كثيف للرصاص
ومنذ يوم أمس؛ أغلق المستوطنون، بحماية جيش الاحتلال، مداخل بلدات سلواد وترمسعيا وسنجل ودير دبوان شرق محافظة رام الله، وهاجموا مركبات المارة، وذلك بعد يوم واحد من استشهاد الشاب أبو عليا وإصابة 25 آخرين في مواجهات أثناء الهجوم الواسع للمستوطنين المسلحين بحماية قوات الاحتلال ضد قرية المغير الفلسطينية.
من جانبها، شددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على ضرورة تشكيل لجان حماية شعبية في جميع المدن والقرى والبلدات الفلسطينية في عموم الضفة الغربية للتصدي لجرائم المستوطنين وإفشال أهدافهم الخبيثة.
وأشارت الجبهة الشعبية، في تصريح لها أمس، إلى أن تشكيل لجان الحماية "بات أمرا وطنيا ملحا في ضوء تخلي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من مسؤولياتها في توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني هناك".
وقالت إن الهجوم الواسع لعصابات المستوطنين على منازل الفلسطينيين، في بلدة المغير شمالي رام الله، بحماية جنود الاحتلال جريمة حرب ترتكب بضوء أخضر من رأس المنظومة السياسية والأمنية للكيان المحتل.
وأكدت الجبهة الشعبية أن "المستوطنين أداة أمنية إجرامية لحكومة الاحتلال، وخاصة مجرم الحرب "بن غفير"، فيما يأتي هجومهم الواسع على القرية وتصاعد جرائمهم على مناطق واسعة بالضفة الغربية مؤخرا في محاولة فرض سيطرة أمنية وعسكرية وخلق واقع جديد في الضفة وتكريس سياسة الاستيطان والتهويد فيها، مستغلين حالة انشغال الجميع في حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.
وبالمثل؛ دعت حركة "فتح" إلى النفير العام، والتصدي لعدوان المستعمرين على قرية المغير شمال شرق رام الله.
وقالت الحركة، في تصريح لها أمس، إن هذه الاعتداءات التي نجم عنها استشهاد شاب فلسطيني، وإصابة العشرات، وحرق المنازل والممتلكات، تتم بتواطؤ مع جيش الاحتلال وشرطته.
وأضافت "فتح" أن عدوان المستعمرين الهمجي بتواطؤ مع جيش الاحتلال على قرية المغير، يتزامن مع العدوان المتواصل ضد قطاع غزة والضفة الغربية، ما يؤكد المآرب التصعيدية لحكومة الاحتلال المتطرفة.
ولفتت إلى أن حكومة الاحتلال تسعى من خلال مجازرها الشنعاء إلى تطبيق مخططاتها الإبادية لوجود الشعب الفلسطيني الأزلي، مؤكدة أن العقوبات الفردية لا تعد ردعا فاعلا للمستعمرين التي يتم تسليحها بشكل علني من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة.
ودعت "فتح"، المجتمع الدولي إلى إلزام منظومة الاحتلال بوقف عدوانها الهمجي على الشعب الفلسطيني، معتبرة بأن الصمت الدولي، والاكتفاء بالإدانات الورقية سيؤدي إلى تطورات لا تحمد عقباها، جراء استمرار عدوان الاحتلال ومستعمريه، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي المنطقة ككل.