حملات عالمية دعماّ لرفع «الحصار الإلكتروني» عن غزة وإعادة تشغيل شبكة الإنترنت فيها
الدستور
يثير انقطاع الإنترنت عن قطاع غزة المحاصر مخاوف منظمات حقوقية دولية، وتخشى تلك المنظمات من أن يؤدي انقطاع الخدمة إلى حجب صورة ما يحدث في القطاع الذي يتعرض منذ ثلاثة أسابيع لقصف إسرائيلي مكثف. وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان السبت من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت في القطاع قد يشكل «غطاء لفظائع جماعية».
كما أطلقت منظمة آفاز العالمية المعنية بحقوق الانسان وايصال صوته إلى العالم، حملةً لجمع أكبر عدد من التوقيعات الداعية لرفع الحصار الالكتروني عن غزة، وإعادة الاتصالات لها، ومما جاء في بيان للمنظمة نشرته أمس:
«في محاولةٍ منها للتغطية على جرائمها البشعة، تعمد قوات الاحتلال إلى فرض تعتيم كلي أو جزئي على كافة أنواع الاتصالات في غزة، لكننا نستطيع أن ننهي هذا التعتيم.
تستطيع شركات الإنترنت والاتصالات في مصر تزويد الجزء الجنوبي من غزة بالإنترنت من خلال توسيع نطاق التغطية من مدينة رفح المصرية لتصل للفلسطينيين الذين يعيشون تحت القصف الإسرائيلي المستمر.
عمدت إسرائيل إلى فرض تعتيم كامل حول ما يحدث في قطاع غزة بعد أن استشعرت تغيّراً في المزاج العالمي ضد جرائمها، بينما يتعرّض القادة العرب لضغطٍ متزايد من الغرب للبقاء على الحياد في الوقت الذي يتعرض فيه إخوتنا وأخواتنا في غزة للذبح بعيداً عن أعين العالم.
يعتبر توفير الاتصال بالإنترنت والاتصالات الهاتفية عامل حياةٍ أو موت في غزة، ولا تقتصر أهميته على فضح جرائم إسرائيل أمام العالم، بل تحتاجه أطقم الإسعاف لتحديد مكان الضحايا، كما تحتاجه العائلات للاطمئنان على بعضها.
ليست هذه الحملة الأولى التي تقوم بها آفاز لرفع الظلم عن غزة ولن تكون الأخيرة، لأننا سنستمر في النضال حتّى إنهاء الحصار اللاإنساني على شعبنا وضمان احترام كرامته وحقه في الحياة، وسنفعل ذلك بكلّ وسيلةٍ ممكنة، ونحن واثقون بقدرتنا على تحقيق هذا الهدف إذا اجتمعنا معاً.
بأملٍ لا ينتهي. فادي، عبد الرحمن، محمد، ناصوري وكامل فريق آفاز»
من جهتها قالت منظمة العفو الدولية إنها فقدت الاتصال بموظفيها في غزة. وأعربت المنظمة غير الحكومية عن أسفها لأن «انقطاع الاتصالات هذا يعني أنه سيصبح من الصعب أكثر الحصول على معلومات وأدلة ضرورية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، والاستماع مباشرة إلى أولئك الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات».
بدورها تحدثت خدمة نت بلوكس NetBlocks المعنية بمراقبة الاتصال بالإنترنت، عن «انهيار الاتصال في قطاع غزة».
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقدت وكالات أممية عدة الاتصال بفرقها في غزة. وفي بيان قالت لين هاستينغز، منسقة الشؤون الإنسانية في أوتشا، إن العمليات الإنسانية وأنشطة المستشفيات «لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات».
كذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني على موقع إكس (تويتر سابقا) أنه «فقد الاتصال بمركز عملياته وبكل فرقه في قطاع غزة، بسبب قطع السلطات الإسرائيلية الاتصالات اللاسلكية والخلوية والإنترنت».
وأضاف الهلال الأحمر أن هذا «يؤثر في رقم الطوارئ المركزي 101 ويعوق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين» في ظل استمرار الغارات، مبديا «قلقه العميق» حيال قدرة الأطباء على مواصلة تقديم الرعاية في ظل هذه الظروف، وكذلك حيال سلامة موظفيه.