عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Oct-2019

فیلم ”إیلو إیلو“.. نموذجا لملایین البشر الباحثین عن لقمة العیش

 

 

عمان- الغد – یجسد الفیلم السنغافوري ”إیلو إیلو“ للمخرج انطوني تشان الذي تعرضھ لجنة السینما في مؤسسة عبد الحمید شومان، الیوم الثلاثاء، مقولة ”السھل الممتنع“ أو ”البلاغة في الإیجاز“، فالحكایة بسیطة في ظاھرھا، إنما مؤثرة.
عنوان الفیلم (مأخوذ من اسم مدینة، تعبیر یقصد منھ: ماما وبابا لیسا في البیت)، فیما كان الفیلم لفت الأنظار في مھرجان ”كان“ بفرنسا للعام 2013 ،حیث فاز بجائزة الكامیرا الذھبیة، التي تمنح عادة للعمل الأول، مع العلم بأن معظم التصویر فیھ یجري داخل الأماكن المغلقة: البیوت وأماكن العمل.
تجري الأحداث زمن تسعینیات القرن الماضي، زمن الأزمة الاقتصادیة التي حصلت في منطقة جنوب آسیا، وأثّرت على مصائر الطبقة الوسطى بخاصة. تتعلق الأحداث بأسرة مكونة من أب وأم وطفل في التاسعة من عمره. الأب یعمل. الأم تعمل وھي حامل.
المشكلة الوحیدة التي یعاني منھا الوالدان ھي مشكلة الابن الشقي النمرود الذي یثیر المشاكل أینما حل: في البیت، في الجوار، وفي المدرسة بخاصة، حیث تھدد الإدارة بفصلھ. یقرر الوالدان، وكلاھما متسامحان طیبا القلب، إحضار خادمة فلبینیة لمساعدتھما في العنایة بالطفل، وھو أمر مقدور علیھ من الناحیة المالیة.
ثم فجأة، تبدأ الأحداث تأخذ مسارا مختلفا: یفقد الأب عملھ ویخفي ذلك عن زوجتھ، فیما ھو یبحث عن فرصة عمل ویقبلھا مھما كانت بسیطة. الزوجة، التي تعمل سكرتیرة في شركة، تطبع رسائل الفصل للعاملین في الشركة، فتبدأ بالقلق على وضعھا الشخصي.
للابن ھوایة ینھمك فیھا خفیة عن والدیھ، ھوایة ستتكشف لاحقا عن مغزى عمیق جدا: یجمع من الصحف قصاصات فیھا أرقام بطاقات الیانصیب الفائزة، یستغرق في دراستھا وتحلیلھا، یحاول ان یستنتج ما ھي الأرقام التي ستربح، ویسعى لشراء ورقة یانصیب فیھا أرقام مطابقة لتوقعاتھ، ولا یمانع في تمریر ھذه التوقعات لعجوز یائس مدمن بانصیب، كي یساعده في شراء ورقة یانصیب أصبحت حلمھ وھدف حیاتھ، بعد أن رفض البائع بیعھا لھ لصغر سنھ.
تنجح عاملة المنزل الصبورة، وقد جاءت للعمل تاركة طفلھا عند عائلتھا في بلادھا، في كسب ثقة الطفل تدریجیا، وفي نفس الوقت، تمارس بدون علم مخدومیھا، عملا إضافیا في أیام عطلتھا الأسبوعیة.
یصور الفیلم وضعا اجتماعیا لعائلة تسیر فیما یشبھ حقل الألغام: لا أحد یعرف متى سینفجر لغم ما. العائلة ھي نموذج مصغّر لوطن بكاملھ.
في ھذا الإطار العام للفیلم، ثمة الكثیر من التفاصیل المعبّرة، التي تكشف ما وراء الظاھر من العلاقات، وما تخفي النفوس من المشاعر، ما یعكس براعة شدیدة في كتابة السیناریو للفیلم وفي ّ رسم الشخصیات الرئیسیة، سواء منھا أفراد العائلة أو عاملة المنزل، التي ھي بدورھا تجسد نموذجا مصغرا لملایین البشر الباحثین عن لقمة العیش.
الفیلم حاز على جائزة أفضل نص سیناریو من مھرجان ”الحصان الذھبي: في تایوان، إضافة إلى جائزة أحسن فیلم وأحسن مخرج. كما فاز بجائزة ”المھر الفضي“ لأفضل فیلم روائي من مھرجان دبي السینمائي.