عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jun-2019

الدراجات النارية .. بين الاستعراض والموت على الطرقات

 

عمان -الدستور - علي ذياب  - تزايدت في الأردن ظاهرة انتشار الدراجات النارية بشكل متسارع في جميع محافظات المملكة؛ ما اثار استياء شريحة كبيرة من المواطنين لخطورتها على مستخدمي الطرق؛ لانها لا تقتصر على فئة عمرية عن غيرها، أصبحت للصغير قبل الكبير وللفتيات قبل الشباب.
والجدير بالذكر أن الدرجات النارية مغريه للعين باقتنائها وشرائها، وايضا في القيادة، ولكن ليس كل ما يلمع ذهباً، فإن الدراجات تتجاوز نسبة خطورة قيادتها أضعاف المركبة العادية وأن سائقيها معرضون للموت بكل دقيقة تمضي، حيث أفادت دراسات أن حوادث هذا النوع من وسائل النقل معظمها تكون قاتلة.
ازعاج وانعدام رقابة 
ابدى كثير من المواطنين انزعاجهم من ظاهرة الدراجات النارية، اذ يقول الشاب محمد هاني ان «بعض الشبان يستخدمونها بشكل طائش؛ ما يؤدي الى حالة من الفزع للمواطن وخصوصا الاطفال والنساء في الشوراع العامة».
وأضاف محمد « رغم ذلك لا توجد رقابة دقيقة من قبل الاجهزة الأمنية والمعنية بملاحقتهم، بالعكس تترك الساحة لمستخدمي الدراجات وما يترتب من الضرر المعنوي والصخب الصوتي بالمحيط الذي يسيرون به «.
اما عن اسباب خطورة قيادة تلك الدراجات وشرائها فيقول الاربعيني صالح عبدالهادي « ان عدم قيام سائقيها بارتداء الملابس الواقية، إضافة إلى عدم الالتزام بقوانين السير، والسرعة المفرطة، والتهوَر اثناء القيادة، والتباهي بعرض مشاهد للمارة من الناس كلها امور قد تؤدي إلى فقدان سيطرتهم على تلك الدراجة، ويسبب الإرباك وفقد السيطرة لسائقي المركبات العامة، فنرى حياة السائقين تذهب سدى وعلى غفلة من أمرهم «.
ترخيص من اجل الاستعراض 
بعد سماح الإردن بترخيص واستخدام الدراجات النارية بعد ان كانت ممنوعة نرى اليوم الآلاف منها، ولكن الغاية من امتلاكها ليس للرياضة او الحد من ازمات السير، بقدر ما هي للاستعراض .
يقول التربوي وائل منصور، ان قيادة الدراجات النارية قد شهدت استنكاراً واسعاً من قبل ابناء المجتمع الإردني، لعدم تحمل شوارعنا لمثل هذه المعدات اولا، وثانيا لانها تحتاج الى تثقيف في طرق الاستخدام.
لذلك، يضيف « يجب على الصحافة ووسائل الاعلام مضاعفة الحملات التوعوية المختصة بقيادة الدراجات النارية بهدف التعريف بها وبمخاطرها وزيادة ثقافة المواطن بهذه الرياضة كون خبرته بها محدودة، أيضا قيام الاجهزة المعنية بتخصيص اماكن لها وإنشاء مراكز تدريب خاصة بها، ولا نغفل عن الاشارة الى عدد لا بأس به من تلك الدراجات غير المرخصة وغير النظامية من حيث دخولها الى البلاد بطريقة التهريب، بالاضافة لكون معظم سائقيها لا يحملون شهادة رسمية تخولهم قيادة دراجة نارية للدرجة التي جعلت المراهقين ينخرطون في اقتناء الدراجات باعتبارها موضة لا رياضة او هواية، بشكل غير قانوني على الاطلاق «.
وختم « يجب ملاحقتهم ومقاضاتهم بأشد العقوبات للتهاون بحياة الأخرين «.
الشباب وهواياتهم 
وعن اسباب متعة ركوب الدراجات النارية لدى الشباب قال مالك دراجة شاب عشريني « هو الإحساس بالحرية نتيجة القيادة في الهواء الطلق بالاختلاف عن قيادة السيارة التي يجد السائق نفسه محتجزاً داخل غرفة معدنية، إذ يشعر سائق الدراجة انه جزء من كل شيء حوله».
ويضيف رائد « لكن ان لم تمارس هذه الهواية وفق معايير الأمن والسلامة ونصائح مؤسسة السلامة للدراجات النارية، وعدم إلمام السائق بهذه النصائح والمعايير سوف تتحول من هواية إلى وحش يحصد أرواح الاهالي والسائق نفسه». 
ويقول الشاب العشريني «نرى الكثير من الدول المتقدمة اغتنمت ظاهرة الدراجات سوى النارية منها او الهوائية وجعلتها إحدى المقومات السياحية لها، ولكن نلاحظ دائماً وجود فوضى كبيرة في جميع محافظات المملكة من ناحية حركة المرور، وان تصميم العديد من الطرقات الرئيسية إذ لم يكن جميعها لا ترقى للمستوى المطلوب، فنرى الشارع العريض يصغر بشكل مفاجىء، ونرى الحفر والمطبات تملأ شوارع المملكة «.
ويرى مواطنون ان توفير مسارات من الشوارع والطرق الخاصة لسائقي الدراجات النارية حاجة ضرورية ومهمة ويجب الاهتمام بها ويمكن استغلالها واستثمارها من ناحية سياحية واقتصادية عوضاً عن اهمالها ومحاربتها ونقدها.
يقول حسن محمد (أحد هواة ركوب هذه الدراجات ) : «لا شك اني اعلم مدى خطورة هذه الدراجات النارية سواء على قائد الدراجة او على سائقي السيارات ومستخدمي الطرق من المارة،، لانه لا يوجد وسائل السلامة والامان ولا الطرق المؤهلة، كما انها تعمل على خلق أزمة مرور في غياب هذه الامور، لذلك من جهتي الشخصية أفضل قيادة دراجتي في المناطق النائية وفي «البر» حيث استمتع كثيرا وانا على يقين بأنني لا أسبب الأذى للاخرين» .
رقابة ومسؤولية مشتركة 
لا نغفل عن ذكر دور الأهالي في الرقابة على أبنائهم وتوعويتهم مرورياً، وفي حمايتهم من حوادث السير، ينبغي تعليمهم أن الطريق العام ليس مكاناً للعب واللهو، واحترام قواعد المرور والعمل بها، والإلتزام بقواعد السلامة للدراجات النارية في حال قيادتها، ان هذه المسؤولية مشتركة بين المؤسسات التثقيفة المرورية والاسرة، ولكن أولياء الأمور لهم الدور الأكبر في النصح والإرشاد بحكم قربهم من أبنائهم، حيث يتوجب على رب الأسرة تحذير الابن من مخاطر سوء استخدام هذه الدراجات، ونوع المخاطر التي ممكن ان يستبب بها خلال اللهو غير المنظم، لأن مرحلة الشباب خلالها تتفاعل مشاعر التنافس بين بعضهم البعض وظهور دافع حب التميز بين الأقران،إذ توفر قيادة الدراجة المجال الملائم للمنافسة وإبراز القدرات.
الدور الرسمي 
سعى المعهد المروري الأردني إلى تسهيل تقديم خدمة تسجيل وترخيص الدراجات الآلية (العادية) التي تزيد سعة محركها على (250سم3)،والدراجات الرياضة بغض النظر عن سعة محركها والسكوترات التي تزيد سعة محركها عن (250سم3)،وقد تم وضع النماذج المطلوب تعبئتها لهذه الغاية، بالإضافة إلى الوثائق المطلوبة لغايات انجاز المعاملات على الموقع الالكتروني للمعهد المروري الأردني . 
حيث بلغ عدد حوادث الدراجات النارية للعام الماضي (464) حادثا مختلفاً، بينها 8 وفيات و 145 أصابة متنوعة، بحسب المعهد المروري الأردني.
ويشار الى ان المعهد قام وبالتعاون مع نادي الدرجات الملكي الأردني ومجموعات مالكي الدراجات الاَلية بتنفيذ الحملة التوعوية تحت شعار «يد بيد لسلامتك وسلامة الاخرين» وان جهاز الامن العام يبذل جهداً كبيراً لرفع السلامة المرورية على الطرقات، بالتعاون مع الجهات الرسمية المعنية والاهلية.