عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Oct-2019

یفرون بحیاتهم مع حقیبة ظهر فقط - بقلم: دادي تسوكر
ھآرتس
 
إن عدد اللاجئین الفارین من الشرق الأوسط إلى أوروبا من خلال تركیا ارتفع مؤخرا بصورة دراماتیكیة، 500 شخص یومیا. على شواطئ تركیا أمام جزر الیونان یعسكر عشرات آلاف الأشخاص الذین لا یوجد لھم وطن، وربما أكثر. في كل تركیا ھناك ملایین المھاجرین، سفن اللاجئین تبحر الى جزر الیونان بعلم من السلطات التركیة. وتركیا توجد لھا الآن مصلحة في اعطاء اشارات لأوروبا على قدرتھا على ارسال لاجئین بأعداد كبیرة الیھا.
ھرب الفارین من مصیرھم ھو أمر صادم. ھم یھبطون كل لیلة بعد أن تركوا وراءھم كل شيء، العائلة والاملاك والعمل ومصدر الرزق. ھم یأتون إلى جزر الیونان بقوارب مطاطیة بائسة. كل قارب یحمل 20 – 40 شخصا واحیانا أكثر. القوارب المملوءة تماما تجتاز المسافة بین تركیا والیونان، 5 – 8 كم، في ساعة وحتى ثلاث ساعات، ھذا متعلق بالریاح والتیارات في البحر. في الوقت الذي كنت فیھ ھناك غرق ثلاثة اطفال وثلاثة بالغین.
ھم یأتون خائفین ومدھوشین ومشوشین، مع فقدان كامل للتوجھ. الكثیر من الاطفال، الآباء مع حقیبة صغیرة على الظھر، ھذا كل شيء. لا یتم تحمیل أي شيء آخر في القارب المطاطي الذي ینقلھم بتثاقل. وفي جیب كل شخص الھاتف المحمول الذي یحتوي على كل شيء، بما في ذلك النقود. سلوك الاطفال الھادئ یدل على احتمالیة أنھم قد ابتلعوا حبوب مھدئة قبل الابحار.
التشكیلة القومیة لحركة الھجرة تدل على عمق التراجیدیا التي تحدث في الشرق الاوسط. المجموعة الاكبر الذي ھبطت في الیونان في الاشھر الاخیرة ھم لاجئون من افغانستان، الذین یأتون كعائلات.
السوریون والعراقیون ھم المجموعات الأكبر التي تأتي، رجال ونساء واولاد. المجموعة الرابعة، التي حجمھا یقل قلیلا عن عدد السوریین والعراقیین ھم فلسطینیون من قطاع غزة. الآلاف منھم وصلوا الى الیونان. شباب فقط في العشرینیات من اعمارھم، ھم یأتون الى مصر ویسافرون الى تركیا وینزلون الى الشواطيء امام جزر الیونان ویقفون في الدور متوجھین الى اوروبا.
السلطات الیونانیة التي تستحق التقدیر الكبیر، ومئات المتطوعین، یستوعبونھم في الھبوط. المھجرون یتلقون على الفور الملابس والبطانیات والغذاء والماء وحلیب الأطفال. الیونان تعمل بشكل منظم تحت اشراف المراقبین من الاتحاد الأوروبي الذي یمول بالملیارات مواجھة الیونان للازمة. فور الھبوط في الیونان یتم اجراء فحوصات طبیة سریعة من قبل منظمة فرنسیة، المجتمع المدني الأوروبي یظھر قوة تثیر الانطباع: مئات المتطوعین ینشطون ھناك في كل الاوقات.
البارزون، حسب العدد، ھم الالمان وبعدھم البریطانیون والاسبان. لكن لیس ھؤلاء فقط. منظمات وافراد من معظم دول القارة، وكذلك ایضا من كندا ومن أمیركا ومن أمیركا الجنوبیة ینشطون في الجزر وفي مخیمات في اثینا وسالونیك.
المتطوعون یمولون كل التكالیف بأنفسھم: الطیران والغذاء والنوم والسیارات المستخدمة. من انطباعي السطحي فان عدد المتطوعین الاسرائیلیین الذین ظھروا ھناك مؤخرا، انخفض. في المقابل، حركة ”ھشومیر ھتسعیر“ تدیر منذ سنوات مدرسة تطوعیة في جزیرة في الیونان، وبجھد مالي وبشري غیر قلیل. اسرائیلیة واحدة انشأت منظمة متطوعین للحقوقیین واخرى انشأت مركزا طبیا.
على الفور بعد التزود الأولي واجراء الفحوصات الطبیة تقوم الحافلات بنقل اللاجئین إلى المخیمات التي تدار من قبل السلطات الیونانیة بمساعدة الجیش. الآن سیبدأ فصل صعب سیستمر لأشھر على الاقل الى حین الخروج إلى القارة. المخیمات تتفجر من الاكتظاظ. في الأسبوع الماضي خرج الى القارة من جزیرة ثیوس التي عمل فیھا، 120 شخصا. في حینھ وصل إلى الجزیرة نحو 500 لاجئ. فصل الشتاء على الابواب ولن یكون مكان للجمیع في مباني صلبة وجافة. النقص في الملابس الشتویة سیجبر المتطوعین على جمع التبرعات من ارجاء القارة. الوضع الذي لا تتم السیطرة علیھ الآن یمكن أن ینھار خلال أیام اذا اشتدت المواجھة الأوروبیة مع تركیا. في نھایة كل نزاع اقلیمي كھذا یكون ھناك دائما لاجئون عاجزون.