عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Aug-2020

نحن صغار عليه - بقلم: ناحوم برنياع

 

هآرتس
 
خلّف المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول من أمس بالأساس علامات استفهام. ففي أزرق أبيض مقتنعون أن الهدف كان انتزاع تنازل أن اثنين آخرين منه في الطريق الى اتفاق يؤجل الانتخابات. وكبديل، يفسرون ظهوره كجزء من لعبة الاتهام: هو السخي المراعي، هم العنيدون وعليهم تلقى المسؤولية عن الانتخابات.
“أنت لا تحتاج لأن تفتح المسارح”، كتب في نهاية الحدث واحد من كبار أزرق أبيض لحيلي تروبر، وزير الثقافة. “فقد قدم بيبي العرض بدلا منك”. على ماذا تدور هذه الازمة، في واقع الامر؟ ليس على الميزانية، هذا مؤكد؛ ولا على الكورونا، لا الكورونا الصحية ولا الاقتصادية. ليس على السياسة الخارجية، الامن، التعليم. فالادعاء بان الازمة تعود كلها لمشاكل نتنياهو القضائية يجافي الحقيقة هو ايضا.
ان منصب رئيس الوزراء، كما صمم في الـ 72 سنة من الدولة، كان جيدا بما يكفي لدافيد بن غوريون، لمناحم بيغن، لاسحق شمير، لاسحق رابين، لارئيل شارون ولكل الاخرين الذين حظوا بتسلمه. ولكنه ليس جيدا بما يكفي لنتنياهو. ذات مرة كان جيدا – اما الآن فلم يعد. هو صغير عليه. فقد وقفوا هم على رأس ائتلافات شهدت أزمات وتسويات. ولكنهم سحبوا كيفما اتفق عربة الدولة الى الامام. الأنا لديهم لم تكن اصغر منها لدى رئيس الوزراء الحالي؛ ولا شهية الحكم. فقد اصطدموا بالخصوم السياسيين. بجهاز القضاء. بوسائل الاعلام وبالمتظاهرين في الشوارع، ولكن لم يخطر على بالهم تغيير قواعد اللعب.
أحد مؤيدي زئيف جابوتنسكي غريبي الاطوار سعى لان يمنحه لقب دوتشه – كلقب بنيتو موسوليني، دكتاتور ايطاليا الفاشي. ولكن جابوتنسكي رفض اللقب باحتقار. بعضا من مؤيدي بن غوريون غريبي الاطوار اقترحوا عليه القيام بانقلاب سلطوي، فالقى بهم عن كل الدرج. بيغن تكبد بضع هزائم من محكمة العدل العليا، ورغم ذلك تعاطى باحترام زائد مع القضاة.
اما نتنياهو فيسعى الى واقع آخر. فهو يرى ما يحصل في العالم: يرى كيف يكذب دونالد ترامب دون تردد، يقسم ويحرض، ويسأل نفسه، لماذا ليس أنا؟ أنا اكثر كفاءة منه بكثير؛ يرى ما يحصل في هنغاريا، في بولندا، في بلروسيا. حكم مطلق، يترافق وتصفية جهاز القضاء، المعارضة والاعلام الحر. يصعد ويزدهر. فيسأل نفسه، لماذا ليس أنا؟ يرى ما يحصل في المجتمع الاسرائيلي. قسم كبير من الجمهور سيدعمه في مسيرة تغيير النظام. الاصوليون معه. والديمقراطية لم تكن غرامهم في اي مرة. قسم كبير من المتدينين الصهاينة معه. وتعقيدات الديمقراطية افقدت حسنها حتى في نظر الكثير من العلمانيين. وهكذا تجدهم يقولون فليكن نتنياهو. هذا سيكون اسهل بكثير، اكثر نجاعة بكثير.
لقد حصل في الحكومة الحالية على شركاء مريحين جدا. فقد دخل رجال أزرق أبيض الى الحكومة بصفة دجاجة منتوفة الريش. ففي الطريق الى الداخل فقدوا نصف مقاعدهم ومعظم ناخبيهم. غانتس هو شريك مثالي: هادئ، يميل الى المساومة، لا تجربة، ولا يهدد. أما نتنياهو، في مزاجه الحالي، فلا يمكنه ان يحتوي شركاء.
ظهوره أول من أمس قال الشيء وعكسه. من جهة ما بشرى: انا اقبل التسوية التي تؤجل الازمة حتى بداية السنة القادمة. من جهة اخرى هجوم منفلت العقال، كاذب على نحو ظاهر، عن مؤامرة لم تكن لإغلاق ملف جنائي لم يكن لافي نيسنكورن. من داخل بدلة رئيس الوزراء خرج مناوش تويتر. تماما مثل ترامب؛ تماما مثل يئير.
فقط نتنياهو يعرف كيف ستنتهي الدراما في كنيست اليوم. حتى لو تأجلت الانتخابات، سيصعب جدا على الحكومة أداء مهامها: ليس فيها الحد الادنى اللازم من الثقة مما يسمح لها بالعمل.
هذا الاسبوع فتحت السماء جزئيا. لعل الحل الصحيح للازمة هو تطيير كل وزراء الحكومة. الرئيس وبديله وثلاثين آخرين وبعض من وزرائهم، الى جانب نواب الوزراء، مستشاريه ومساعديهم، الى كرواتيا. ففي كرواتيا لا حاجة الى الحجر. يمكن الشقاق بسرور. او الافضل الى أومان، الى جانب الاف المتزمتين المتدينين الذين لا يمكن للحكومة ان توقفهم. فلن نجد فيهم أي راحة.