عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Jun-2022

تونس قوية ..*محمد سلامة

 الدستور

تونس قوية، وما يمكن فهمه أن ما بعد الاستفتاء على دستور جديد لجمهورية جديدة سوف يحرك المياه الراكدة (اي القوى الشعبية).
تونس قوية..لماذا؟!،لأنه حتى كتابة هذه السطور لم تقطر ولم تهدر نقطة دم واحدة على مذبح الاضطرابات والاعتصامات والبيانات النارية والتحذيرات والتهديدات، ولم يسجل على الرئيس أنه مارس القمع السياسي لمعارضيه، بل أن وسائل الإعلام والفضائيات تنقل يوميا نشاطات القوى المعارضة، فالاحزاب على ما يبدو ملت،أما الاتحاد التونسي للشغل وهو القوة الأكبر كان بداية الأزمة يضع رجله اليمنى عند الرئاسة ورجله اليسرى عند المعارضة، ثم تبدل الحال واضحى في خانة المعارضة دون تفسير لمواقفه المؤيدة لحل البرلمان واقالة الحكومة والحد من صلاحيات المجلس الأعلى للقضاء وما إلى ذلك الكثير.
تونس الخضراء التي نحبها كانت وما زالت رصيدا ثمينا للديمقراطية، وكل الذين راهنوا على جرها إلى دوامات العنف والدماء فشلوا، وأرى أنها سوف تخرج من ازمتها الراهنة أكثر قوة وصلابة، فالتجربة الإصلاحية رغم قساوتها إلا أنها ظلت محكومة للغة العقل والمنطق، ففي صورة الداعمين للرئاسة ما يوحي أن هناك تأييدا شعبيا لمسار الإصلاح، وبكل الأحوال فإن ضبط الإيقاع ما زال بيد الرئيس وأن تونس الديمقراطية سوف تعلمنا دروسا في ادبيات المعارضات ومسارات الإصلاح،وأرى أنها في الربع الأخير من نهايات الأزمة الراهنة.
الرئيس ليس معه كل الحق وليس كله باطل، فما لا يرى أن هناك قوى لاعبة داخليا تريد صناعة طواغيت حارات وتريد تقسيم البلاد وتتربع بطريقتها على ثروات الشعب التونسي، وفي عمق الأزمة هناك الخوف من العودة إلى الديكتاتورية،والصراع السياسي على اتساعه جر معه ويلات اقتصادية واخرى اجتماعية، وربما أن طبيعة النزال بين القوى المتصارعة افقدها بوصلتها في إدارة الأزمة والتعاون مع الرئاسة بدل المناكفة وتصغير الأشياء وسوق الاتهامات وما إلى ذلك، فكل ما نتمناه لتونس الحبيبة هو الاستقرار السياسي مصحوبا بحريات سقفها السماء وبوطن ديمقراطي يشع نورا غربا وشرقا على وطننا العربي.