عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Apr-2019

العزم والتضامن - لارا علي العتوم

 

الدستور - يتساءل المواطن العربي لماذا كل هذا الجهد للوحدة العربية ونحن ننعم بمسار سياسي يكاد يكون واحدا بالعديد من الأطر السياسية والاقتصادية المتشابهة جدا وتاريخ نضالي متشابه بتسلسله واحداثه.
 ما أسباب تلك النزاعات التي نسمع عنها وجميعنا يسعي للتقدم، لماذا يكون التخلص من الحدود بهذه الصعوبة وما نملك من اختلاف عرقي ومذهبي يكاد يكون هامشيا بالنسبة لدول سبقتنا بوحدتها رغم اختلافها الجذري وقلة ما يجمعها، حتى تفاعلنا بالأزمات العالمية جاء بنفس الدرجة وان كان بأشكال مختلفة تتفاوت بردود الفعل اتجاهها. 
حضر التاريخ العربي ما يقارب التسع تجارب لاتحاد عربي منها لا يزال عاملا حتى وقتنا الحاضر، بالتأكيد كان لها الأثر في حينها ولبعضها الأثر الحاضر لها ولكن لحدوث بعض النتوءات فيها سببت فجوات نحن في غنى عنها، إذ لا يستطيع المواطن العربي رؤية فعالية تلك النتوءات الا لتوسعة الفجوة بيننا وهدر لطاقات واضاعة فرص.
 فالمواطن العربي لا يستطيع رؤية أسباب الحدود بين الدول العربية إذ رغم وجودها المادي الا انها بالنسبة له وجدانيا وهمية، فجميعنا يفرحنا ويحزننا نفس الشيء، يربطنا حب بلادنا الذي تربينا عليه.
التكاتف والتآخي الذي يتمتع به المواطن العربي جعله ينظر ببعض التساؤل لقمة العزم والتضامن، هل سيكون بإمكانه ان يدخل بلد عربي ما دون تأشيرة دخول وهل سيكون عمله بها ميسرا!! اين الخلاف!! فإذا كان الشارع العربي متضامنا ومتفقا ضمنيا، فاين تكمن التحديات!؟  هل الخلاف جغرافي!  فلا يزال على سبيل المثال وقت فصل الشتاء معروف ومتشابه في جميع ارجاء المعمورة ام هو خلاف لوجستي ام عقائدي او سياسي او شخصي!!؟ هل المزاجية العربية تخطت كل ما هو متعارف عليه في إدارة البلاد وأصبحت هي المسيطر!!
سمع المواطن العربي أطروحات ومخرجات قمة العزم والتضامن منها الروتيني ومنها ما ابكاه ومنها ما اشعره بالتفاؤل والامل.. قد تمنينا هذه المرة رغم ضبابية المشهد من تحقيق وحدتنا كما حققناها وجدانيا وفكريا وعقائديا وقد نترفع عن صغائر الأمور التي بسببها اضعنا العديد من النجاحات بسبب التسابق الى الطموح الفردي ولا نزال نبكي جرح خسارتها... يجب ان نكون كما نقول ونحب ان نقول بأننا « أمة استثنائية»، قد ننجح في عدم إضاعة المزيد ونقول كما نقول دائما برأس عالٍ وصوت مرتفع « يا وطننا العربي.....»