عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Oct-2019

الیوم الذي یدق فیه الباب رب بیت جدید - آفي بار – ایلي
ھآرتس
 
”روز نفط“، شركة نفط لمیخائیل غوتیس رایف، تقدمت في العام 2006 لمناقصة دولیة لخصخصة مصفاة البترول في اسدود. تقدیم العرض روسي في المناقصة أثار عاصفة. حتى قبل رفع الستار دخل الشباك إلى الصورة. الفحص وصل إلى أعلى خیط شركات الصیانة وقوائم اصحابھا، كما یبدو، ووصل إلى حیث وصل. الشباك فرض الفیتو، الروس غضبوا وھددوا بمحكمة العدل العلیا. وفي النھایة تراجعوا. وبعد مرور سنة دعا غوتیس رایف أنھ تم ابتزازه من قبل الكرملین من اجل بیع السیطرة على روز نفط لرجل بوتین المحلي، اولغ دریفسكا. الإعلان الذي نشره حول ذلك في موقع الإنترنت للشركة اختفى بعد بضع ساعات، غوتیس رایف ھرب إلى لندن و“روز نفط“ تم تأمیمھا.
التصادم الثاني مع المصالح الروسیة حدث بعد أربع سنوات. في حینھ اكتشف على شواطئ إسرائیل حقول الغاز تمار ولفیتان. الروس خافوا من صعود المنافس في تصدیر الغاز الاحتكاري لدیھم إلى أوروبا. شخصیات كبیرة من غاز بروم تم ارسالھم الى ھنا لتحسس الأمر. تجاه الخارج اجروا مفاوضات لشراء غاز سائل من حقل تمار. ومن وراء الكوالیس حاولوا الحصول على تراخیص تنقیب في المیاه الاقتصادیة الإسرائیلیة. ایضا ھنا كان من وقف بشدة ضدھم. ”الخوف كان من استیراد فساد، بشكل صریح، لا أكثر من ذلك“، اعترف مصدر حكومي كبیر سابق. ”لم نرغب في وجودھم ھنا – وقد تم منع ذلك“.
في خلفیة التطورات الجیواستراتیجیة الأخیرة في الشرق الاوسط – تخلي الولایات المتحدة عن الاكراد – واضافة الى ذلك التفسیرات العلنیة على التخلي، الأمر یقتضي اجراء نقاش حول ماذا سیحدث في الاختبار القادم الذي ستقف فیھ إسرائیل في طریق المصالح الاقتصادیة الروسیة. ھذه المرة التي فیھا روسیا ھي العنوان الوحید لإسرائیل حول التھدید الإیراني، فان ھذه ربما ستسیطر على اثنین من حدودھا.
بكلمات اخرى، النقاش حول احتمالات سیناریو خیالي، وربما أنھ لم یعد خیالیا جدا، الذي في اطاره ربما تنسحب أمیركا من تدخلھا في الشرق الأوسط، وتخلي الساحة لصالح ھیمنة روسیا، عندھا سیتم النقاش حول تأثیر ھذا الواقع الجدید على الاقتصاد الإسرائیلي.
اسم اللعبة: المال
حدثان تم توثیقھما الإثنین الماضي عززا الحاجة إلى اجراء ھذا النقاش. في مؤتمر صحفي سئل الرئیس الأمیركي ترامب كیف یتوافق اعلانھ عن عدم الاھتمام العسكري الأمیركي بالشرق الاوسط مع قراره ارسال 2800 جندي أمیركي آخر إلى السعودیة. واجاب ”بناء على طلبي وافقت السعودیة على أن تدفع لنا مقابل كل ما نفعلھ من اجلھا، ونحن نقدر ذلك“.
التطور الھام الثاني حدث في نفس الیوم في الریاض، ھناك ھبط الرئیس الروسي بوتین في زیارة لدى ولي العھد السعودي محمد بن سلمان.
زعیم العالم الحر حول یوم الإثنین الماضي جیشھ الى جیش مرتزقة، وھذه النغمة لن تتغیر في المدى المنظور. المكانة الشعبیة لترامب ما زالت قویة. خصومھ السیاسیون من اوساط الدیمقراطیین یشمئزون من الشرق الأوسط أكثر منھ، وعدد منھم حتى یكره اسرائیل. المعنى واضح، وقف المساعدات الأمیركیة ھو مسألة وقت. ومقابل أي مساعدة عسكریة سیتم من الآن فصاعدا جبایة ثمن (سیاسي أو اقتصادي). واذا شئتم، ضریبة الحمایة التاریخیة التي تفرضھا إسرائیل على استیراد المنتوجات الزراعیة من الولایات المتحدة – ستختفي قریبا بین صفحات التاریخ.
صحیح أن الملك الجدید بوتین یتحرك أكثر بدوافع ایدیولوجیة واستراتیجیة، لكن ھدفھ في الشرق الاوسط كان وما زال اقتصادیا. بوتین یرید بیع السلاح والمفاعلات النوویة، ویجب علیھ أن یكون مشاركا في ترتیب سوق النفط والغاز العالمي. باختصار، حتى اذا كان مغري التملص من ذلك، فان ھذا ھو سبب حضوره ھنا.
یوجد سؤالین موضوعین على الطاولة: ما الذي یریده بوتین من اسرائیل، وھل یمكنھ الحصول على كل ما یرید. والاجابة على ھذین السؤالین بعیدة عن أن تكون غبیة أو قاطعة.
ھنا یسرقون مثل المجانین
الخطر الذي یھدد إسرائیل نتیجة سیطرة اجنبیة على نشاطات اقتصادیة استراتیجیة لا ینبع من مجرد السیطرة على الاصول المحلیة. الصینیون لا یمكنھم أن یھربوا من ھنا أبقار تنوفا، والروس لن یملأوا الجیوب بالغاز الطبیعي. الخطر یكمن في استخدام الملكیة، والتواجد المادي النابع عن ذلك. ومن اجل تحقیق ھذین الھدفین الاساسیین: التجسس (تجاري أو سیاسي – أمني) وضعضعة نظام الحكم.
الھدف الثاني وصل الى العناوین في اعقاب تدخل روسیا في الانتخابات الرئاسیة الأمیركیة، وفي اعقاب التحذیر الذي نشره رئیس الشباك، نداف ارغمان، عشیة الانتخابات السابقة للكنیست. في حینھ اشار بشكل علني الى العثور على محاولات ”من جانب دولة اجنبیة“ للمس بالعملیة الدیمقراطیة في إسرائیل. السھم الشفاف تم ارسالھ نحو روسیا.
الروس یستخدمون مجموعات سایبر مدنیة وشبھ مخالفة للقانون لاغراض تنفیذ مھمات سیاسیة ووطنیة بدون ترك آثار حكومیة. ھكذا، حسب التقدیرات، یتم اتھام الیكسي بوركوف المسجون في اسرائیل بسرقة تفاصیل بطاقات اعتماد لـ 50 ملیون أمیركي، ولیس بترجیح كفة الانتخابات كمبعوث من الكرملین.
”الروس یعملون في مجال التقویض السیاسي السري في ارجاء العالم. وھم یعتبرون ذلك تدخلا مشروعا، واسرائیل لیست استثناء“، قال مصدر رفیع سابق في جھاز الدولة. ”مثل الصینیین، ایضا الروس یریدون الاظھار بأن الطریقة الدیمقراطیة لا تنجح في أي مكان – من اجل أن یوقفوا تشویش دماغھم في البیت. ھم یفضلون العمل مقابل زعماء وانظمة سیاسیة تراتبیة واضحة – بدون مؤسسات وموازنة وكابحة. لذلك، ھم یتحدون الھیكل الدیمقراطي في كل مكان، ویتدخلون في كل حملة انتخابات، ویخلقون أدوات ضغط اقتصادیة بواسطة استثمارات الاقلیة الحاكمة التي تعمل بارسالیة من الكرملین“.
ھدف الروس الثاني ھو الحصول على المعلومات والمعرفة. الحدیث لا یدور فقط عن الخوف المعروف من انشاء بنى تحتیة استخباریة أو مراكز تنصت، بل بالاساس من سرقة معلومات تكنولوجیة. ”الروس یعترفون بنجاعة التكنولوجیا الاسرائیلیة، ویحصلون منا على قدر كبیر من الابحاث والتطویر، ھم یسرقون ھنا مثل المجانین، ولیس ھم فقط. من الطبیعي أنك لا ترید رؤیة شخصیات معینة، روسیة أو صینیة، تتراكض بین أقدامك.
دولة تتحدث الروسیة
رغم ھذه النوایا، یجب الحذر من الانجرار الى خطاب ”كازانوفي“ ھستیري (كاره للاجانب). أي أنھ من المھم أن نكون حذرین، لكن یجب علینا أن نذكر أنھ في الشرق الاوسط الطموحات والقدرات تقف كل منھما على حدة.
”الروس یخضعون لنظام عقوبات شدید منذ غزو اوكرانیا“، قال تسفي میغن، السفیر الاسرائیلي السابق في روسیا واوكرانیا، ورئیس نتیف والآن ھو باحث في معھد بحوث الامن القومي. ھم ارادوا تحسین مكانتھم والحصول على الاعتراف بھم كدولة عظمى، لكنھم بعیدون عن ذلك. لقد كانوا یطمحون الى استغلال انجازاتھم في سوریة، لكنھم حتى الآن لم یحصلوا على أي شيء مھم.
فلا أحد یشتري البضاعة، وحتى لو قاموا ببیع انظمة سلاح أو مفاعل – ھذا لا یجدي ھنا.
”مرت اربع سنوات على وجودھم في سوریو ولم یحققوا أي نتائج. كیف سیفسرون ھذا لدیھم. في نھایة المطاف ھم عالقون في الوحل السوري، بین اربع دول عظمى كل واحدة منھا تسبب لھم وجع الرأس: ایران لا تریدھم، السعودیة غیر مخلصة لھم، تركیا التي بدأت بالانقضاض واسرائیل“.
الروس یلعبون لعبة مزدوجة، ھم یریدون أن یكونوا الشرطي، لكنھم یھربون من المسؤولیة، یریدون الاحترام واحیانا یبدو أنھم یكتفون بذلك. ھذا السلوك یجر تشویش بخصوص تحلیل سلوك روسیا في المنطقة، والتحفظ من مقولات قاطعة، ھذا ایضا ھو سبب الرسائل الغامضة القادمة من القدس، والتي مصدرھا ایضا عدم القدرة على قراءة الخارطة بوضوح.
سبب آخر محتمل للتحلیل ذي الاتجاھین یكمن في أنھ لا یوجد في الواقع روسیا واحدة، أي أننا لا نقف امام كیان متجانس.
السیاسة الخارجیة الروسیة ھي فعلیا نتاج صراع غیر متوقف بین قوتین متعارضتین في الداخل، الكرملین والجیش. انظروا مثلا العلاقة الروسیة المتشددة تجاه اسرائیل في اعقاب اسقاط الطائرة الروسیة في سماء روسیا قبل سنة. الرد الفوري كان في حینھ ھجوم جامح ضد اسرائیل الى درجة اظھار العداء العلني من قبل قادة الجیش. ”ذات صباح اختفى ذلك بدون أي تفسیر“، قال مغین.
”ولكنني لا استبعد احتمال أنھ منذ ذلك الحین تدخل اسرائیل الى دورة تعلیمیة ھادئة، في اطارھا ایضا تمت معاقبة الفتاة الاسرائیلیة نوعاما یسسخار بصورة مبالغ فیھا (حكم علیھا سبع سنوات سجن بسبب حیازة المخدرات).
وحسب اقوال مغین، جھاز الامن الروسي عدائي وھجومي تجاه الغرب، ولھ طموحات امبریالیة ومبني على المواجھات. ومقابلھ تقف نخبة اقتصادیة تفضل الھدوء والفرص التجاریة. ”لا یوجد أحد لدینا لا یعرف من یقود ھناك في كل لحظة معطاة العلاقة تجاه اسرائیل، وما ھي التطلعات الحقیقیة“، وشرح وذكر باجتماع الصندوق التأسیسي في روسیا قبل ثلاثة اسابیع.
بوتین الذي تم استدعاؤه لالقاء خطاب في اللقاء بالغ في مدح العلاقات بین روسیا واسرائیل، التي وصفھا من فوق المنصة بـ ”دولة تتحدث الروسیة“، لا أقل من ذلك.
ما العمل اذا؟ حتى لو لم تتحول روسیا الى سیدة اقلیمیة أحادیة الجانب ومعادیة، ھي ایضا لن تكون وسیطة محایدة. ”الروس یحترمون اسرائیل. یوجد لدیھم وھم مبالغ فیھ عن النفوذ الیھودي في العالم، وھم یعتبرون الطوائف الیھودیة كاصحاب قوة عالمیة مھمة“، قال أراد، لكنھ زعم أن مصلحة روسیا في ایران أقوى مما ھي مصلحتھا في إسرائیل. ”ھم سیقفون الى جانب الإیرانیین، والى جانب سوریة في حالة التصادم، لأنھ في نھایة المطاف مصالحھم تكمن في الدول الاساسیة وتتأثر بصفقات الطاقة والسلاح“. بالنسبة للولایات المتحدة ستنتظر، حسب قول أراد، جیل جدید من الزعماء. ”الأمیركیون لا یریدون أن یكونوا شرطي، لقد خسروا في كل تدخل من تدخلاتھم ھنا، ھم لم یعودوا بحاجة الى النفط ویؤیدون الآن الانفصال. ولا مناص من انتظار جیل جدید لم یعرف العراق. أو جیل سیعود الى التبشیر بنشر الدیمقراطیة أو الحفاظ على سلامة العالم“. وماذا بالنسبة لاقتصاد اسرائیل؟.
على الرغم من عدم الیقین یمكننا أن نقترح الآن ثلاث عملیات معینة ومتواضعة، قابلة للتنفیذ الفوري، والتي یمكنھا أن توفر علینا وجع الرأس الكبیر مستقبلا:
1 -اقامة جسم تنظیمي لفحص الاستثمارات الاجنبیة في إسرائیل، لا سیما رفضھا بصورة رسمیة. في الواقع الذي فیھ الامیركیون یدیرون حربا تجاریة، فان الصینیین یسكبون ھنا المال والروس یقفون على الجدار – كل محاولة لعقد صفقة بھدوء تستدعي ضغط زائد، حلول خطیرة ورشوة.
سیكون من الأفضل للجمیع تشكیل جھاز رسمي، على الاقل یمكن المستوى السیاسي من القاء المسؤولیة عن قرارات ”غیر مریحة“ على مستوى موظفین مھنیین.
المجلس القومي للاقتصاد ووزارة المالیة یعملون على ھذه القضیة منذ سنة، الى أن وضعوا خطة متفق علیھا على طاولة رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو. وھناك تم وقفھا. نتنیاھو كعادتھ في مسائل حساسة یفضل اتخاذ قرار بعدم التقریر طالما أنھ غیر ملزم باتخاذ قرار.
2 -صیغة سابقة للقیود في عطاءات الخصخصة والعطاءات الدولیة التي یتوقع نشرھا قریبا (خصخصة محطات الطاقة لشركة الكھرباء وعطاء القطارات الخفیفة وتحلیة المیاه).
3 – ایجاد بدائل عن الاربعة ملیارات دولار من المساعدات الامیركیة، واعداد الصناعات الامنیة لالغاء طلبات والى منافسة متزایدة مع الشركات الأمیركیة في الأسواق العالمیة. بكلمات اخرى، الدفع قدما وبسرعة لبرامج تجاریة جدیدة من خلال تنفیذ عملیات إغلاق وزیادة نجاعة حادة وسریعة.