وسط تحفظ إسرائيلي.. واشنطن تخطط لبناء قاعدة عسكرية في غلاف غزة
رويترز
كشفت دوائر أمنية في تل أبيب، صباح اليوم الثلاثاء، عن عزم الولايات المتحدة بناء قاعدة عسكرية كبيرة في مستوطنات غلاف قطاع غزة.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنه "من المقرر أن تستوعب القاعدة آلاف الجنود والضباط المزمع مشاركتهم في قوات الاستقرار الدولية، التي سيتم نشرها في قطاع غزة، بعد صدور قرار بذلك من مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة".
ونقلت الصحيفة معلومات نشرها موقع "هشومريم" العبري، تؤكد "تباحث الولايات المتحدة منذ فترة مع حكومة بنيامين نتنياهو حول بناء القاعدة، ووصل تطور الموضوع إلى مناقشات حثيثة حول تحديد أماكن محتملة لإقامتها في محيط قطاع غزة.
وأوضحت المعلومات أن "البيت الأبيض خصص ميزانية قدرها نصف مليار دولار لبناء القاعدة".
ووفقًا للدوائر الأمنية، فإنه "من الصعب المبالغة في أهمية إنشاء القاعدة"، مشيرة إلى أن إسرائيل بذلت، منذ حرب 1967، مساعي دؤوبة للحيلولة دون تدخل دولي في المنطقة.
وأضافت الدوائر: "إنشاء القاعدة ونشر قوات داخل إسرائيل بداعي الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يؤكد مدى إصرار الأمريكيين على التدخل في غزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
لماذا تضغط أمريكا لنشر قوات دولية في غزة؟
وربما تنطوي إقامة قاعدة عسكرية خارج الولايات المتحدة على آثار سلبية أيضًا، إذ يعارض العديد من أعضاء الحزب الجمهوري توسيع التدخل العسكري الأمريكي خارج البلاد، بحسب تقدير لـ"يديعوت أحرونوت".
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن، ظل الوجود العسكري الأمريكي في إسرائيل محدودًا للغاية.
وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أرسلت الولايات المتحدة نحو 200 جندي إلى إسرائيل، يعملون حاليًّا من مركز القيادة الأمريكي في منطقة كريات غات.
بالإضافة إلى ذلك، نشرت الولايات المتحدة خلال حرب غزة بطارية صواريخ ثاد في إسرائيل، التي ساعدت على اعتراض الصواريخ الإيرانية.
وبحسب دوائر أمنية في تل أبيب، تنضم القاعدة المقرر بناؤها إلى خطوات أمريكية قلّصت بالفعل حرية عمل إسرائيل في قطاع غزة، ولا سيما في ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، التي استخدمتها إسرائيل كوسيلة ضغط على حماس.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، من المتوقع أن يتولى مركز القيادة الأمريكي في كريات غات السيطرة الكاملة على توزيع المساعدات الإنسانية، تاركًا لإسرائيل دورًا هامشيًّا فقط من خلال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وقال الدكتور مايكل ميلستين، الباحث البارز في مركز "ديان" بجامعة تل أبيب، والرئيس السابق لقسم الشؤون الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية، لصحيفة الغارديان: "إن مركز التنسيق العسكري في كريات غات سيكون مسؤولًا عن معظم النشاط في غزة، وسوف يتغير وضع إسرائيل باعتبارها اللاعب الرئيس في القطاع".
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن كافة الدوائر الأمريكية الضالعة في قضية بناء قاعدة جديدة في منطقة غلاف قطاع غزة، رفضت التعليق حتى الآن على الموضوع.