عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Mar-2019

إشهار رواية «لا تشبه ذاتها» للروائية ليلى الأطرش في «شومان»
 
عمان -الدستور -  نضال برقان - احتفى منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، بإشهار وتوقيع رواية «لا تشبه ذاتها»، للروائية ليلى الأطرش، أمس الأول، وسط حضور جمع من الكتاب والنقاد والمهتمين.  
واعتبرت د. أماني سليمان التي قدمت المؤلفة وأدارت الحفل، أن «ليلى الأطرش، كرست كتاباتها لنشر قيم المحبة والتسامح والعدالة، وللدفاع عن قضايا إنسانية واجتماعية، خصوصا أنها رصدت مشهد المرأة العربية وأحوالها ومعاناتها من خلال ما أنتجته من أعمال روائية ومقالات ومسرح». وقالت سليمان: «في لا تشبه ذاتها، تتناول الأطرش مناطق وقضايا شائكة في الحب والمرض، الذات والآخر، الوطن والاغتراب، الطمأنينة والخوف، والنجاح والفشل.. ثنائيات ومفاصل تؤجج الصراعات على اختلاف مستوياتها».
وعن موضوع الرواية، قالت المُحتفى بها الأطرش إن «لا تشبه ذاتهاعبارة عن مذكرات كتبتها البطلة لابنتها وطليقها عن طفولتها وصباها وحبها وفشلها وصراعها مع الحياة والمرض.. إنها قصة حب أفغانية انتهت بتغريبة إنسانية وزعت فصولها بين كابل ولندن وعمان». وأضافت الكاتبة ان «الجزء الأكبر من هذه الرواية ذكريات طفلة اقتلع الخوف عائلتها من بلادها إلى بريطانيا، وعن المحاولات الصهيونية لاختراق مجتمعات القبائل والعشائر وسحب المزيد من المهاجرين للعمل في فلسطين فقسمت القبائل طمعا من بعضهم في الهجرة والهروب من الموت والصراعات إلى فرص أفضل». وبحسبها، فإن الرواية تروي قصة صداقة كبيرة بين الشريفة الأفغانية والتاجرة اليهودية والقبول والتعايش مع انتشار الصوفية قبل أن ينقلب الحال إلى رفض الاختلاف وانتشار التطرف واضطهاد كل مغاير. ووصفت الأطرش الرواية بأنها «الخوف الإنساني في مناطق الصراعات والتهجير، وهي الانفصام بين التمسك بالقيم الوطنية والنجاح المالي في المهجر، والخوف من فقدان الحب والخوف من الموت حين يحس الإنسان أن رسالته في الحياة تحتاج الوقت فيقاوم المرض، بينما يسابق الحياة». 
أما الأكاديمية د. رزان إبراهيم، التي قدمت قراءة نقدية في الرواية الصادرة حديثًا عن دار الشروق، فبينت أن ليلى الأطرش اختارت في هذه الرواية شكل المذكرات لتنقل لنا تجربة طبيبة أفغانية هاجرت مع عائلتها إلى لندن ومن ثم عاشت في عمان مع زوجها الفلسطيني، وقد كانت المهاجرة التي لم تعرف بؤس الاقتلاع لأنها غنية، ولم تعش معاناة اللاجئات في مخيمات النزوح وحالة الاستغلال التي عاشوها. وقالت إبراهيم في هذا السياق «ما يلفتنا في حكايتها أنها امرأة متمردة مختلفة منذ الطفولة، وأنها كتمت سر مرضها خوفا من النهاية التي عملت على مقاومتها بكل السبل كان أبرزها قرارا اتخذته بأن تكتب سيرتها الصادقة عن نفسها والوطن دون محاباة، لتسجل في النهاية حاجة الإنسان لإرادة قوية تعينه على الاستمرار في الحياة». واعتبرت إبراهيم أن «لا تشبه ذاتها» من ذلك النوع الذي يمكن التعامل معه باعتباره موطناً لجماليات تغذي الوجود، وتشبع حاجة قارئ الأدب كي يفهم نفسه والدنيا من حوله، فأي فائدة تلك يجنيها خبير بآليات النصوص، عازف عن أدب يبحث أولاً عن المعنى في سؤال مستمر عن الإنسان والعالم؟ 
من جهته، اعتبر الشاعر والناقد د. راشد عيسى أن روايات ليلى الأطرشتنحاز في عمومها، إلى قيم الجمال والحرية والعدالة، وهي في سبيلها إلى ذلك إنما تجتهد في الكشف عن نماذج من الآلام الاجتماعية ومظاهر القبح والقهر والاستلاب، ولا سيّما الحقوق الإنسانية للمرأة. وبين عيسى أن في رواية «لا تشبه ذاتها» تظهر شجاعة عالية، مع أهمتمظهرات الفكر التنويري المعاصر؛ كحرية المعتقد وحرية الاختلاف، وتقبل الآخر، وعلاقة الحروب الدينية بالأهداف السياسية وضرورة انتصار المحبة على الكراهية من أجل تعميم حق الإنسان في الحياة الفضلى. وبحسبه، فإن الرواية تضم رسائل اجتماعية وسياسية وأخلاقية تشتبك مع هموم المرحلة الكونية التي أصبح فيها الإنسان سلعة في أيدي القوى الإقطاعية، وهي تروي وقائع حياة أسرة أفغانية ثرية تهاجر من بلادها إلى لندن هروبًا من الحرب الداخلية الشرسة، فتمارس حياتها كما يفعل الأغنياء أينما كانوا. فالمال في الغربة وطنٌ أيضًا. ورأى عيسى أن الرواية فن أدبي، وكل الفنون تقوم على التجريب وتجاوز البنى السائدة، فضلا عن أن الرواية تحديدًا هي فن تحطيم الشكل لاقتراح معمار فني جديد يحمل أفكار الرواية ورؤاها، فالأدب كما قيل ليس شيئًا يقال إنما طريقةٌ يُقال بها.
والاطرش؛ صدر لها العديد من الأعمال، منها «وتشرق غرباً»، «امرأة للفصول الخمسة»، «يوم عادي وقصص أخرى»، «ليلتان وظل امرأة»، «مذكرات نساء على المفارق»، و»ترانيم الغواية»، كما حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وجائزة جوردن أوورد كأحسن روائية أردنية.