عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2019

«الكفيل».. وأشياء أخرى - محمد سلامة

 

الدستور - المصالح لا العواطف هي  السمة التي تطبع سلوكيات الكفيل لتحقيق أقصى درجات الخدمة ،وهو يتصرف بكل كبرياء في تابعه (المكفول) ، ويتخلى عنه متى يريد ويعيره لمن يريد،  ولا يتردد في التخلص منه عندما تنتهي المصلحة بأي طريقة كانت،   وإذا اسقطنا هذا المعني على السياسة نجد أن الدهاء الدمشقي في ربطه بالمصلحة جر الأكراد كما غيرهم إلى قبول الواقع الجديد ، وهنا نؤشر على نقاط هامة:--
-- الكفلاء في بداية الأزمة السورية تناثروا في جل المساحة الإقليمية والدولية،  ورغم أن الكفيل الأمريكي كان يتحكم بصورة شبه منفردة بالجميع وعلى مختلف المستويات وحتى انه صنع كفلاء صغار مرتبطين به إلا أنه اليوم  اعار البعض وقام بتأجير ثلة  وتخلى عمن تبقى تاركا الجميع يبحث عن كفلاء جدد بمصالح متناقضة ومن أعداء سابقين،  وما نراه أن حسابات البيدر وقت الحصاد خالفت كل الكفلاء والوكلاء وأتباعهم،  وأن الذي كان يفترض ان يتم توزيع تركته من ارضه صار يستجديه بقبول الكفالة الدمشقية له وبتنازلات غير محدودة.
المصالح ولا شيء غيرها وراء كل ما جرى ويجري  والضحية هم الكفلاء الصغار وأتباعهم وادواتهم ، واللافت أن قصص الأمن القومي  وقصص العروبة باتت عندهم تجارة يتم الإستثمار فيها وقت تغير الكفيل،  وهذا الحال ينطبق على الجميع ممن كان  يرقص ويراهن على كفيله في النفوذ والهيمنة لجهة انتزاع قطعة من الكعكة الدمشقية،  لكن الحال تبدل،  وجاء وكلاء جدد وكفلاء جدد بشروط تتوافق وساكن قاسيون، ويبقى أمام السابقين ليس التوقيع على مطالب  الكفيل بل والاستسلام لكل شروطه،  والحال الكردي هو أفضل تعبير عما يجري اليوم .
عصر الكفلاء لم ينته بعد،  فقد تغيرت المصالح وتبدلت الأولويات،  وتاه الكفيل في طريقه قبل تابعه،  والصراخ الذي نشهده نابع من شدة الصدمة،  ولن تعرف المنطقة الاستقرار السياسي بمفهومه الشامل إلا بخروج الكفيل الأمريكي ووكلائه ليس من سورية وحدها بل ومن جل المساحة الإقليمية .
دمشق تنتصر وتسجل بالنقاط قدرتها على فرض سيادتها على الشمال بعد  هزيمة أعدائها واخراج الكفلاء والوكلاء وشطب دور المكفولين ، وهي ذاهبة الى إدلب وجل الجغرافيا،  وما يفصلها عن  تحقيق الاستقرار الأمني مسافة ليست بعيدة اليوم وهذا ما كان ليتحقق لولا أنها صناعة ذاتية خالصة لم تكن في يوم من الايام ضمن محور الكفيل الأمريكي والوكلاء له في المنطقة.