عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Mar-2019

محمد الحاج خليل يوقع روايته «عين العسل» في «الرواد الكبار»
 
عمان -الدستور - عمر أبو الهيجاء - وقع الكاتب د. محمد الحاج خليل روايته «عين العسل»، الصادرة عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، أول أمس، في منتدى الرواد الكبار، بمشاركة الدكتور صلاح جرار وزير الثقافة الأسبق، وأدارت مفردات الحفل القاصة سحر ملص وسط حضور من المهتمين بالشأن الثقافي.
 
واستهل د. جرار مداخلته النقدية بالقول: إن الرواية لها هوية خاصة، تتجلى في عنوانها ومفتحها وأحداثها وشخوصها وتقنياتها الفنية واللغوية، وفي رسالتها التي تسعى إلى إيصالها للمتلقي، فالعنوان يشير إلى مكان محدد هو «عين ماء»، كان يشرب منها أهل قرية «الكابري» التابعة لمدينة عكا وهي مسقط رأس المؤلف، كما جعلها مسقط رأس بطل الرواية، مشيرا إلى أن أحدث الرواية تبدأ في قرية الكابري وعند عين العسل حيث جرت معركة شهيرة في 27/ آذار 1948، وقامت أحداثها على عمليات فدائية قرب تلك العين، وتنتهي الرواية بعملية فدائية ناجحة قرب العين، لتبين ان كلمة السر كانت لدى البطل في عملياته الفدائية.
 
واعتبر جرار أن الرواية هي رواية مكان وزمان وإنسان، ورواية مناضلة تتحدث عن نضال أهل فلسطين والقوى العربية «اللبنانية خاصة»، الداعمة لهم في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وهي في مضامينها وتقنياتها الفنية تدعو إلى المقاومة وترشد الى الوسائل والأساليب النضالية المجدية التي تؤدي الى التحرير، وهي تبعث الأمل في النفوس بحتمية تحرير الأرض وزوال الاحتلال، وأن الحوار احتل حيزا كبيرا لاسيما الحوار الخارجي فالتحقيق الذي تعرض له البطل في سجون الاحتلال يتطلب حوارات كثيرة، وأحاديثة مع المقاومين، وكذلك الحوارات الداخلية ومناجاة النفس التي تتطلبها الوحدة والعزلة التي عانى البطل منها في السجون، ويتطلبها التفكير في القرارات الخطيرة التي كان يتخذها البطل قبل القيام بعمليات فدائية.
 
وأشار د.  جرار إلى أن المؤلف استخدام التقنيات اللغوية فمثلا اختياره لأسماء شخوصه لم يكن اختيارا عشوائيا، بل كان مقصودا، ويستطيع القارئ ان يربط بين تلك الأسماء ودلالاتها التاريخية، فاختيار اسم «ناجي، تحرير، خليل»، هو تذكير بالشهداء وهم «ناجي العلي، رسام الكاريكاتير، وتفاؤلا بالتحرير»، القائد والشهيد خليل الوزير، والشهيدة  دلال المغربي»، من اجل التذكير بهؤلاء الشهداء.
 
كما استعان خليل كما قال جرار، باللغة الرصينة والسليمة من اجل تطويعها لأهداف العمل وموضوعاته، لافتا الى المسميات الأصلية  للأماكن الفلسطينية التي تم تغييرها من قبل الصهاينة بعد احتلال فلسطين مثل «تل الربيع» بدلا من «تل أبيب»، وبلدة «الخالصة» بدلا من «كريات شمونة»، وهذا يمثل اتقانا بارعا للغة وحرصه على أن يذكر الترجمة العربية للمصطلح الأجنبي قبل إيراد ذلك المصطلح بلغته، وإطلاق صفة «الصهيونازية» على الاحتلال الإسرائيلي حيث جمعتهما الوحشية فاجتمعا في صفة «الصهيونازية».
 
وخلص جرار إلى أن الرواية تحمل رسالة وهي أن تحرير فلسطين ودحر الاحتلال وزواله أمر حتمي، لكن ذلك يتطلب نضالا جادا مدروسا ومخططا له، وان العمليات الفدائية  تؤدي إلى الهجرة العكسية للصهاينة، وأن النضال يتطلب التضحية والصبر وتحمل المعاناة والثبات على المواقف، وان الخائن «ساقط رخيص عند أهله ومواطنيه وساقط ورخيص عن العدة الذي يستغل خيانته ورضوخه» كما تقول الرواية.
 
 أما مؤلف الرواية د. محمد الحاج خليل أشار إلى أن اليوم يصادف ذكرى معركة «الكابرى، وعين العسل»، التي جرت في السابع والعشرين من آذار 1948، وهي من أكبر المعارك التي شهدتها فلسطين في ذلك العام، وسقط فيها نحو74من جنود عصابات الغاصبين وقطعانهم، واستطاعت فئة قليلة من شباب الكابري والقرى المجاورة أن تحطم عنفوان العصابات الصهيونية وان تمرغ أنوفهم بالتراب.
 
وأضاف:  هذه الرواية تصدر اليوم لتذكر الناسين والمتناسين أن شعبنا العربي، إذا توفرت له القيادة المؤمنة الصادقة، يمكن أن يصنع المعجزات، كما في معركة الكرامة التي استطاعت أن تحطم عجرفة المغتصبين وكبرياءهم وتحول آلياتهم المصفحة إلى حطام وركام.
 
من جانبه أشار الناشر يحيى مجدلاوي إلى أن المؤلف قد صدر له العديد من المؤلفات الإبداعية والتربوية، مبينا خليل وضع في رواية «عين العسل»، عصارة خبرته وتجربته الإنسانية والأدبية من أجل ترسيخ مفاهيم عظيمة فهو عن الوفاء والصدق، كما أنه يروي لنا مواقف العزة والكرامة والشهامة التي يتميز بها الإنساني العربي الأصيل، فروايته تجسد لما يريد أن يوجه القارئ العربي إليه وتحقيقه آمال هذه الأمة وتحقيق أهدافها المنشودة.