عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jun-2019

في مسألة الفن العربي الراقي والهادف - منال شحادة
 
الدستور - ذات مساء وأنا أقلّب محطات التلفاز توقفت عند مسلسل يعرض على إحدى القنوات الفضائية مسلسل «اربيسك» رائعة من روائع الكاتب أسامه أنور عكاشه وهو عمل من أعمال كثيرة له عالقة بالذاكرة كمسلسل «ضمير أبله حكمت» و «زيزينيا» و»ليالي الحلمية» ومن هنا أعود لأعمال كثيرة كان لها أثر كبير بحياتنا كأعمال الكاتب محمد الماغوط ودريد لحمام «كأسك يا وطن» و»ضيعه تشرين «وأعمال الكاتب حنا مينا «نهاية رجل شجاع» وغيرها الكثير من الأعمال التي مرت عليها سنوات طويلة لكنها ظلت عالقة بالذاكرة والتي كانت تتحدث عن التاريخ وحب الوطن والدفاع عنه وكيفيه التعامل مع الأبناء وصراع الأجيال، وقد ساهمت هذه الأعمال وأثرت تأثيرا كبيرا في جيلنا من حيث بناء الشخصية والتعليم والثقافة كما يقال الفن مرآة الشعوب... 
ومن المؤسف ما نشاهده الآن من أعمال تعرض على القنوات التلفزيونية وانتشار ظاهرة الإجرام والعنف والتعري والمخدرات بصورة مقززة وتكمن خطورة هذه الأعمال التلفزيونية كونها تخترق جميع البيوت وتستهدف جميع الفئات العمرية على اختلاف درجاتهم، ومما لا شك فيه أنها تستهدف فئات الشباب هذه الفئة التي تتأثر بما تشاهد وتقتبس وتطبق.. وقد ساهمت هذه الأعمال في إفساد سلوكياتهم ونشرت ثقافة الانحراف والجرائم المختلفة وتعليمهم قيما ومبادئ لا تمت لواقعنا وقيمنا واخلاقنا بصلة، وهذا ما نراه في السنوات الأخيرة وخاصة ما يتم نشره في شهر رمضان الكريم من قتل وتدمير وغير ذلك من المسلسلات التي تخدش الحياء في الشهر الكريم.
فكثير ما نسمع هذه الأيام عن انتحار شخص ومقتل طالب على يد زملائه في المدرسة ودخول آخر إلى المستشفى بغيبوبة نتيجة تناول جرعة زائدة من المخدرات.. والعنف الأسرى والتفكك الأسرى... وغيرها، شتان ما بين ما نشأنا عليه من أعمال كان لها الأثر في صقلنا ثقافيا واجتماعيا وفي تمسكنا بالقيم والعادات والتقاليد والأخلاق والآداب، وبين الأعمال الدرامية هذه الأيام التي كان لها الأثر الكبير على شباب اليوم؛ لأنه ليس لديهم من الخبرة والمعرفة لاختيار الدراما الجيدة من الدراما المدمرة والتي لا تخلو من الفساد الأخلاقي والقيمي.. من هنا يأتي دور الوالدين في اختيار نوعية ما يعرض على شاشاتنا الصغيرة في بيوتنا، وكما تقع المسؤولية على الفضائيات في شتى الأقطار العربية في اختيار الأعمال التي تليق بمبادئنا وأخلاقنا التي نشأنا عليها كما كانت الأعمال في السابق..التي ذكرتها في مستهل هذا المقال وغير ذلك من الأعمال الخالدة.