عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Aug-2025

حذار ان تختبرونا ! د.زهير أبو فارس

 

الرأي-
 
ما تشهده فلسطين من حرب إبادة جماعية اجرامية في غزة ، ومواجهات واقتحامات لقطعان المستوطنين، المدعومين بحماية جيش الاحتلال الاسرائيلي، للمسجد الأقصى، ومجمل اراضي الضفة الغربية، وبخاصة منذ السابع من أكتوبر قبل عامين ،ليس جديدا، لكن الجديد الساعة هو حملة الحقد المحمومة والمنظمة التي يقودها اطراف اليمين اليمن المتطرف-القومي -الديني الحاكم ، ممثلا بنتانياهو ، وبن غفير، وسموتريتش،وكاتس،وغيرهم، والتي بلغت ذروتها بالتصريحات المتعلقة بالاحلام الإسرائيلية - التوراتية في اقامة إسرائيل الكبرى ، والتي تطال الاردن والعديد من الدول العربية.
 
ويبدو ان كل ذلك ، على خطورته التي يجب ان تؤخذ على مأخذ الجد، الا انها تهدف ايضا الى خلط الاوراق في المنطقة، وبخاصة مع ما يعانيه اليمين الاسرائيلي العنصري الحاكم من ازمات، جراء فشله، بعد عامين من عدوانه الوحشي على الاهل في غزة وفلسطين عموما، من حسم المعركة ، وفق الأهداف المعلنة التي حددها ، على الرغم من كل هذه المجازر الوحشية ، وصولا الى ممارسات التجويع التي تقترفها قواته، والتي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا في بشاعتها وهمجيتها .
 
وهنا من الضروري ان يفهم غلاة اليمين العنصري المتطرف الحقائق التالية:
 
اولا: ان قضية فلسطين هي قضية شعب أصيل عاش فيها أجداده منذ آلاف السنين، وما تقومون به منذ قرن من الزمان ، مرورا بالنكبة، ووصولا إلى حرب الإبادة الجماعية المستمرة ،بل وكل جرائم وممارسات الاذلال والقتل والتهويد ، ومحاولات كسر إرادة المقاومة والاستسلام لمخططاتكم الاستعمارية الاحلالية.. لن يكتب لها النجاح، باي حال ، وسيستمر هذا الشعب في كفاحه حتى تحقيق أهدافه الوطنية العادلة في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، مهما طال الزمن وغلت التضحيات. وستصلون ، عاجلا ام آجلا ، إلى قناعة بأن حل مشاكلكم الوجودية في هذا المحيط العربي الهائل ، لن تكون ممكنة ، على المديين المتوسط والبعيد، دون الاعتراف بحقوق "الآخر " الفلسطيني، غير القابلة للتصرف(وفق قرارات الشرعية الدولية ).كما أن فرض الواقع بالقوة الغاشمة تشكل حالة ظلم لا مستقبل لها، وموازين القوى في حالة تغيير دائمة، ودروس التاريخ، القديم والحديث، شاهد على ما نزعم .
 
ثانيا: ان الإستمرار في غيكم القائم على فرط القوة الظالمة، وعدوانكم الغاشم على غزة ، وكذا ما يجري في الضفة الغربية ، من حرب تدميرية ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، من خلال إرهاب المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، واعتداءاتهم اليومية على بيوتهم وممتلكاتهم ومزارعهم، والتضييق عليهم ومحاصرتهم، وممارسات الاعتقال، والتعذيب، والقتل ، بهدف اذلالهم ، وتحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق، وصولا الى تهجيرهم من أرضهم.. إن كل ذلك يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفي الوقت نفسه، فإن أعمال الاستيطان التوسعية المستمرة ، وآخرها مشاريع ضم الأراضي الفلسطينية، والمخططات التوسعية في غور الاردن، يشكل خطرا وجوديا على الدولة الأردنية، خاصة إذا ما ربطنا كل ذلك بالتهديدات والتصريحات العدوانية تجاه بلدنا من قبل أطراف اليمين الحاكم.
 
ثالثا: ان التهديدات المتتالية لقادة اليمين الإسرائيلي العنصري ضد الدولة الاردنية، والتي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة ، تنم عن غطرسة القوة المنفلتة من اي رادع، وشعور بالتفوق غير القابل للنقد والاحتواء ، والذي يعززه الدعم المطلق من قوى دولية فاعلة ومهيمنة على السياسة الدولية ، تقف عاجزة عن لجم العدوان، عندما يتعلق الأمر بدولة تعتبر نفسها فوق القانون، وخارج ضوابط مساءلة الشرعة الدولية . ولكن ، وفي الوقت نفسه، فقد غابت عن قادة اليمين الإسرائيلي الحاكم حقائق من الضروري التذكير بها، وهي ان الأردن دولة راسخة وغير طارئة، وكانت دائما وسط النار، وكانت تخرج منها "كطائر الفينيق"، وهي دولة يتعامل العالم معها ، ومع قيادتها، كقيمة إقليمية تتمتع بالاحترام والتقدير ، وتحتل مكانة بارزة كأحد مرتكزات الأمن الإقليمي والدولي .
 
كما أن الوحدة الفولاذية بين الشعب والجيش والعرش ، تمثل حالة أردنية راسخة قل مثيلها، لا يمكن كسرها او اختراقها ، وقد أثبتت مسيرة بلدنا خلال قرن كامل قدرته الاسطورية في مواجهة التحديات ، والخروج منها أكثر قوة وصلابة. والأحداث الأخيرة خلال ربع القرن الماضي دليل ساطع على قدرة شعبنا على الصمود والدفاع عن مكتسباته التي مهرها بالتضحيات والدماء الزكية .
 
وأخيرا ، فإن رسالتنا لغلاة اليمين الإسرائيلي العنصريين :ان تراب الوطن الأردني دونه المهج والأرواح، وأن لحم الأردني امر(بتشديد الراء) من العلقم، وشعبنا الأردني في وحدته الملحمية يقف بثبات خلف جيشه العربي الباسل، واجهزته الامنية،وملتف حول قيادته الهاشمية كالسوار حول المعصم.
 
فحذار ان تختبروا قدرتنا على حماية وطننا والذود عن ترابه المقدس !!
 
"الرأي"