الغد-عزيزة علي
وقع الروائي د. محمد عبدالكريم الزيود أول من أمس، روايته “فاطمة حكاية البارود والسنابل” التي صدرت بدعم من وزارة الثقافة عن دار الآن ناشرون وموزعون، عمان، وذلك في منتدى الرواد الكبار، بمشاركة الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي، القاص موسى ابو رياش، وإدارة المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
وقالت مديرة المنتدى هيفاء البشير إن رواية “فاطمة”، من الروايات التي تعطي رؤية تاريخية واجتماعية للمجتمع الأردني في فترة الأربعينيات وما بعدها بحيث تعيش مع الناس تفاصيل حياتهم بكل عادتهم وتقاليدهم ومعاناتهم اليومية، مشيرة إلى أن الرواية تتحدث عن مشاركة الجيش الأردني في حرب 1948 وحرب 1967 وكيف سطر بطولات في فلسطين، واستشهد العديد من جنوده على ثراها. كما تتحدث الرواية عن مدينة الزرقاء وما حولها وقرى عديدة مثل العالوك، والمسرة، وغيرها وطريقة معيشة الناس في هذا البلد، حيث تحدى كل الصعوبات وتقديم الكثير من التضحيات.
قالت الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي إن رواية “فاطمة”، هي ليست اسم فقط بل إن فاطمة ذاتها حكاية مهمة جدا، لذلك جاء العنوان التابع مصدرا بـ”كلمة حكاية، حكاية البارود والسنابل”، إذن هناك حكاية أحرى وكأنها حكاية داخل الحكاية ومعروف أهمية الحكاية وحضورها وسطوتها في حياتنا الاجتماعية والثقافية، فالحكاية أي حكاية لها جذورها الاجتماعية والثقافية ولها كذلك ارتباط خاص في عالم الأدب والسرد إن هذا العنوان الجانبي الذي تبع العنوان الرئيس جاء ليحمل مضامين القوة والأمل في آن واحد، فالبارود يقترب من السنابل ويشكلان مع بعضهما بعضا جديلة صنعت حكاية أخرى قابلة للحكي والسرد. وتابعت؛ البارود عنوان القوة وهو الذي يصنع التاريخ وحين تقترب منه السنابل فإنه يصنع عالما جديدا متمازجا من الخير والأمل بالمستقبل الجميل الذي صنعه البارود سابقا، فأنبت سنابل تحمل الخير والعطاء والتاريخ الجديد.
ورأت عنبتاوي ان فاطمة هنا هي الراوي وصاحبة الحكاية تسرد وتروي تفاصيل حياتها أمامنا، نشاركها أشياءها الصغيرة وفي الحقيقة إن مثل هذا النوع من السرد عادة ما يلجأ له الروائيون للكتابة عن سيرتهم الذاتية وحياتهم التي عاشوها في زمن ما، إلا أن اللافت هنا أن البطلة فاطمة التي وظفها الكاتب في هذه الرواية هي من تسرد تفاصيل حياتها وسيرتها وهي امرأة فتبدو الرواية وكأنها سيرة غيرية.
من جانبه قال القاص موسى ابو رياش، إن رواية فاطمة، حكاية البارود والسنابل”، تأتي اضافة جديدة لرواية المكان الزرقاوي، وأول رواية تتخذ من قرى الزرقاء الغربية وخاصة “العالوك”، ميدانا لها، فهي تنتصر للمكان والزمان والرجال والأعمال والإنجازات والطقوس والتراث والعلاقة التي لا تنفصم مع فلسطين ودرتها القدس، حيث جرت أحداثها بين منتصف أربعينيات وبداية ثمانينيات القرن العشرين.
وتحدث رياش عن مميزات هذه الرواية التي طغي عليها المكان، فهي رواية مكان بالدرجة الأولى، قائلا “احتفت هذه الرواية بقرى محافظة الزرقاء الغربية والشمالية، وهي قرى عريقة في القدم والحضارة.
من جانبه قال الروائي د. محمد عبدالكريم الزيود ان الرواية جاءت من وحي مصادفة، قبلها كان يكتب القصة القصيرة وتوقف فترة، فاطمة هي قصة الاردن، “فأنا من الذين يعشقون المكان الاردني والتفاصيل”، فالإنسان هو جزء من هذا المكان وهذا التراث، “فعندما نكتب نكتب أنفسنا في الروايات”، مؤكدا على ان رواية فاطمة قد انصفت المرأة الاردنية التي ساهمت في ازدهار الأردن على مدار مائة عام بل اكثر من ذلك”.