عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Apr-2019

نفخر بالوصاية الهاشمية - د. اسمى الشراب العبادي

الراي - منذ بزوغ شمس الإسلام كان لآل هاشم دور محوري في رعاية المقدسات الاسلامية، حيث كانوا يولون الشرافة على سدانة المسجد الحرام في مكة المكرمة، وقد حظيت مدينة القدس باهتمام الهاشميين أيضاً، فهي مسرى جدهم محمد صلى االله عليه وسلم ومعراجه للسماوات العلى، وفيها قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك.

وفي عام 1908م سعى الشريف الحسين جاهداً إلى سد الفراغ الديني، وإنقاذ «الأقصى» من إهمال الاتحاديين الأتراك وتخليهم عن المسؤولية، حيث رحب أهل القدس بالشريف الحسين، وبايعوه أميراً للمؤمنين، أي خليفة على المسلمين عدة مرات في الاعوام بين 1908-1924م فكانت هذه البيعة بمثابة صك وصاية لآل هاشم على المسجد الأقصى المبارك.
واصل الهاشميون حمل مسؤولية حماية المدينة المقدسة ومقدساتها الاسلامية والمسيحية ضد محاولات التهويد الإسرائيلية، حيث وقع جلالة الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان في تاريخ 31 آذار2013م، اتفاقية تاريخية توكد أن عبد االله الثاني هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وتعد هذه الإتفاقية إعادة تأكيد الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وأن لعبد االله الثاني الحق في بذل الجهود القانونية جميعها للحفاظ عليها، وخصوصاً المسجد الأقصى المعرف في هذه الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف، وتؤكد الاتفاقية أيضاً المبادئ التاريخية المتفق عليها أردنياً وفلسطينياً حول القدس، وبذل الجهود جميعها بصورة مشتركة لحماية القدس والأماكن المقدسة من محاولات التهويد الإسرائيلية، وتهدف إلى حماية مئات الممتلكات الوقفية التابعة للمسجد الأقصى.
وتنفذ دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية وصاية جلالة الملك على المقدسات عن طريق: إدارة شؤون المسجد الأقصى من حراسة وترميم وتنظيم شؤون السياحة والنشاطات المختلفة فيه، ثم الإشراف على الأملاك الوقفية في القدس القديمة، وذلك بإدارة تلك الأملاك وترميمها وصيانتها وتأجيرها لأشقائنا في القدس بأجور بسيطة لتثبتهم على أرضهم ومساعدتهم على العيش الكريم،  تعريف الناس والإعلام الدولي والمحلي بأهمية القدس الدينية والروحية وما تواجه القدس من تحديات، بالإضافة إلى استقبال لجنة زكات القدس مساعدات عربية وإسلامية عدة لغايات التعاون في مشاريع خيرية تهدف إلى تعزيز صمود القدس وأهلها في وجه الاحتلال، كما تسعى لتدريس طلاب القدس العلوم الشرعية وتأهيل الأيتام وتعليمهم المهن والحرف المختلفة لمساعدتهم على العيش بكرامة، ثم متابعة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وإعداد تقارير دولية على اعتداءاتهم ضد الأملاك الوقفية في القدس وعلى رأسها المسجد الاقصى.
وأخيراً أضحت المقدسات في القدس جزءا لا يتجزأ من برامج عمل الحكومات الاردنية في عهد الملك عبد االله الثاني، حيث شكل اهتمام جلالته استمراراً للنهج الهاشمي في رعاية هذه المقدسات منذ أمد بعيد، وتفخر الدولة الأردنية بكونها الدولة الأكثر دعماً للقضية الفلسطينية قولاً وفعلاً، حيث دافع الأردن بكل ما أوتي من قوة عن فلسطين ومقدساتها، وهذا ليس بغريب على القيادة الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية والدينية على المقدسات في القدس الشريف.