عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2025

"تأشيرة" للفزاري.. كتاب يربط الفلسفة بالحياة اليومية

 الغد-عزيزة علي

 يأتي كتاب "تأشيرة: تأملات غير مطمئنة"، للدكتور والباحث العُماني د. محمد الفزاري، ليعيد فتح هذه الأسئلة من زاوية جديدة، عبر مقاربة فكرية تتجنب ثِقَل التنظير الأكاديمي وتتجه إلى لغة واضحة، تربط الفلسفة بحياة الإنسان اليومية.
 
 
في هذا الكتاب الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يتشكل الجزء الأول من ثلاثية فكرية، يقود د. محمد الفزاري قارئه في رحلة عبر "محطات" متعددة، يتنقل فيها من فلسطين والحرية إلى المواطنة والسيطرة، ومن علاقة العقل بالدين إلى جدل الرجل والمرأة، وغيرها من المحطات.
ويقدم المؤلف في هذا الكتاب، رحلة فكرية تحاول زعزعة اليقين الساكن، وتوسيع أسئلة القارئ بدل الاكتفاء بإجابات جاهزة، مقدمة "تأشيرة"، مفتوحة نحو فضاءات التأمل وإعادة التفكير في الواقع العربي وتحدياته.
وهذا الكتاب، في جزئه الأول ثلاثية فكرية يعمل المؤلف على إنجازها، موجهة بالدرجة الأولى إلى قراء الفكر المبتدئين الذين يبحثون عن مدخل مبسط إلى أسئلة الفلسفة والواقع العربي المعاصر.
تقوم فكرة الكتاب، على أنه ليس كل التأشيرات تمنح لعبور الحدود الجغرافية؛ فثمة تأشيرات تفك قيود الفكر لا المعابر، وتسمح بالانتقال عبر الأفكار لا البلدان. ومن هذا التصور يقدم الفزاري مؤلفه بوصفه "تأشيرتك الخاصة إلى عوالم فكرية متباينة، حيث تمتزج الواقعية بسؤال الحرية، والشمولية بسؤال المواطنة، والذكورية بسؤال المرأة، والدين بسؤال العلم، والعبث بسؤال المعنى".
ومع أن المؤلف يقر بأن من يبحث عن "قراءة مريحة" قد لا يجد ضالته هنا، إلا أنه يراهن على أن يكون هذا العمل سببا في إضافة سؤال جديد إلى وعي القارئ، أو زعزعة قناعة كان يظنها راسخة، أو دفعه إلى التأمل في واقع لم يفكر فيه من قبل.
ويذكر الفزاري قارئه بأن "الوجهة النهائية ليست مكتوبة في أي صفحة؛ لأن كل قارئ سيأخذ طريقه الخاص"، فـ"هذا الكتاب هو تأشيرة، لكنه بلا تاريخ صلاحية، ولا وجهة محددة. أين ستحملك الأفكار؟ هذا ما ستقرره أنت".
يأتي أسلوب الكتاب فكريا فلسفيا بطابع أدبي سلس، متجنبا التنظير الأكاديمي المغلق، ويميل إلى جمل واضحة تربط بين التجربة اليومية والأسئلة الفلسفية المجردة. ويعتمد الكتاب بنية "محطات"، تحمل عناوين محددة، تتيح للقارئ الدخول من أي منها، مع الحفاظ على خيط فكري واحد يجمع بينها جميعا.
وخلص المؤلف، إلى أن هذا الكتاب يقدم بوصفه بداية مشروع ثلاثي لفتح نقاش واسع حول الدين والحرية والسلطة والوجود، موجها إلى جيل جديد من القرّاء الباحثين عن مدخل فكري مرن وواضح.