عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Mar-2019

«اوندونج زيدون» ...نسخة أردنية ناجحة من مبادرة كورية لتطوير المجتمعات القروية

 

عمان - الدستور -خالد سامح - كثيرة هي المبادرات الرائدة التي يقودها شباب أردنيون مبدعون في حقول مختلفة وتحتاج لمزيد من الاضاءة على أهميتها وأفقها المستقبلي، لاسيما تلك المتعلقة بتنمية الموارد وتطوير المجتمع وتمكين الشباب لتحقيق آمالهم وطموحاتهم ومايصبون اليه من حياة كريمة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة.
إحدى تلك المبادرات أطلقها الناشط الاجتماعي الدكتور أنس التلهوني في العام 2013 وحصدت نجاحا كبيرا؛ ما أهله لتكريم رفيع تمثل بجائزة من حكومة كوريا الجنوبية تقديرا لمبادرته التي استلهمها من تجربة كورية في دعم الزراعة العضوية والنهوض بواقع القرويين، وتسمى في كوريا مبادرة «سيمائيل اوندونج» لتطوير القرى، وقد أطلق عليها التلهوني في نسختها الاردنية اسم « سيمائيل زيدون».
«الدستور» التقت الدكتور أنس التلهوني الحاصل على شهادة الدكتوراة في حقوق الانسان/الخدمة الاجتماعية من الولايات المتحدة الأمريكية، اضافة الى شهادة بكالوريوس في التسويق وماجستير في تنمية الموارد، وهو حاليا منسق قسم المبادرات الشبابية والخدمة المجتمعية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، حيث أكد في حديثه أن هدف مبادرته يتمثل في توعية وتطوير المجتمع المحلي لاسيما الفئات الأقل حظاً، وتحويل تلك الفئات الى قوى منتجة بدلاً من مستهكلة فقط.
وقال التهلوني «  مبادرة سيمائل زيدون تهدف إلى النهضة بالمجتمع ومساعدة  الفقراء بالمناطق الاقل حظا وتحويل المجتمع من مستهلك لمنتج من خلال مساعدتهم بمشاريعهم الريادية بالمجالات المختلفة خاصة الصحية والزراعية  والتعليمية، وذلك من خلال توفير منح للمشاريع الجديدة ونشر المفاهيم «إلاوندونجية» والعمل على بناء جيل يؤمن بالفرص المتاحة وتحويل التحديات إلى فرص.»
تطوير الزراعة العضوية
طافت مبادرة الدكتور أنس التلهوني في عدد من القرى الأردنية في الأغوار والكرك وحول العاصمة عمّان، وشارك فيها متطوعون شباب جامعيون وموظفون، حيث تم تعليم المزارعين أساليب الزراعة العضوية وأنجع الطرق في الانتاج الزراعي العضوي، وقد انضم لتلك الجولات والمشاريع عدد من الخبراء الكوريين.
وأشار التلهوني الى أن مبادرته ترتكز على مبدأ تنشيط الناس وتشجيعهم على المحاولات الدائمة ومدهم بالصور والمعلومات والاحصاءات والشروحات العملية الدقيقة، المبدأ الثاني هو الاعتماد على الذات وضرورة الانتاج بدلا من الاستهلاك السلبي، ثم العمل التشاركي والالتزام والسعي للاستمرارية.
تقدير كوري للمبادرة
كما ساهمت المبادرة بتقديم منح لعدد من العائلات خلال السنوات الماضية من اهمها شراء ماكنات خياطة واشتال لربات البيوت كجزء من مشروع تمكين المراة والبدء بالاعتماد على انفسهم.  بالاضافة الى بناء 6 بيوت بلاستيكية.وتم اختيار المبادرة لعرض نشاطاتها في مؤتمر ٍSGLفي كوريا، وشارك التلهوني في هذا المؤتمر كأصغر ممثل لمبادرة سيمايئل اوندونج عالميا عمرا.
قدم الجائزة للدكتور أنس التلهوني وزير الداخلية والأمن في كوريا الجنوبية في حفل كبير أقيم قبل أشهر قليلة في العاصمة الكورية سيؤول، واعرب التلهوني فيه عن فخره الكبير بالجائزة التي لم يحصل عليها عربيا سوى الأردن، أما عالميا فلم يحصل عليها سوى أوغندا ونيبال والفلبين وجمهورية الدومنيكان.
وأعرب التلهوني  في كلمته التي القاها بالاجتماع عن امتنانه بهذا العطاء، لافتا إلى أن وجوده بذلك المؤتمر جاء تقديرا لدور الرياديين وتجسيدا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بدور المتطوعين  بالتغيير والنهضة المجتمع.
ويقول التلهوني لـ»الدستور»: سعيد جدا؛ لأن مشروعي عرض امام وزير الداخلية والأمن الكوري ورئيس مركز سيمائيل اوندونج المؤتمر كقصة نجاح أردنية وريادية» مبينا أن المشروع يعمل على التوسع في المراكز والهيئات الشبابية مع  التخطيط لأكثر من مشروع يخدم الى نهضة المجتمع المحلي، وهذا يمثل قصة نجاح عربية إقليمية عالمية، لا سيما من خلال مبادرة بذره لتحقيق السلام العالمي.والتي تتحدث عن كيفية تطوير المجتمعات المحلية وتحويلها من مجتمعات مستهلكة إلى منتجة؛ الأمر الذي من شأنه أن يسهم بتحقيق السلام والرفاه الاجتماعي وبالتالي النهوض بالمجتمع.
وقد حصلت المبادرة في الاردن سابقا على درع اكثر مبادرة تقوم بعدد كبير من النشاطات من بين 16 دولة مشاركة عالميا، كما انها من أكثر المبادرات تأثيرا في الاردن وذات انتشار واسع  في المجال الإنساني. واكد التلهوني الى التزامه المستمر برؤيته من خلال مبادرته لإنشاء أول مبادرة تدعم الشباب في الأردن، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الاردن عن طريق خطط تنموية محكمة لتطوير المهارات الريادية، وخلق فرص عمل وريادة أعمال في مجال التعليم و الزراعة البيئة، محققا بذلك أهداف التنمية المستدامة بخلق فرصة للجميع.