تصريحات نتنياهو.. عقيدة التطرف والكراهية*عبدالله كنعان
الراي
اسطورة اسرائيل الكبرى وأرض الاباء والوطن الموعود باتت إيدلوجية تطرف تهدد العالم بقيادة الصهيونية الدينية وحكومات اليمين المتطرفة وهي عقيدة يؤمن بها نتنياهو، وهو ما يعني أننا أمام خطر إندلاع صراعات وحروب لن تحدها جغرافيا أو إقليم، حرب تشعلها ما اصطلح البعض عليه (جمهورية أو مستعمرة الحاخامات) وما تتبناها من ركائز صهيونية ستنتشر في العالم الذي يعاني أساساً من الحروب والمصاعب الاقتصادية المزيد من القلق والتوتر.
إن تصريحات نتنياهو بما اسماه اسرائيل الكبرى المزعومة، هو تأكيد للعالم أنه يتعامل مع حكومة يمينية تتقيد بأساطير ومخططات متوارثة، وليس حكومة تلتزم بمبادىء وقواعد الدبلوماسية الدولية وبنود القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة القائم على مبدأ السلام والأمن العالميين، وهذه التصريحات المتكررة ومن قبل أكثر من مسؤول اسرائيلي باتت ثقافة تأزيم معلنة في المنطقة تتبناها الحكومات الاسرائيلية منذ عقود، ولا يخفى على أحد أن ما يتعرض له نتنياهو وحكومته المتطرفة من انتقادات داخلية وتذمر عالمي خاصة بعد العدوان الوحشي والإبادة?والتجويع المستمر في غزة، بأكذوبة زائفة لخداع العالم وهي تحقيق الأمن للمستعمرات، الى جانب محاولته إبعاده الأنظار الدولية عن خطورة اتباعه استراتيجية الضم وتضييق الخناق على أهالي الضفة الغربية بما فيها القدس واعدامه حل الدولتين، وكل ذلك جعل من هكذا تصريحات واهية بمثابة مهرب نجاة له في ظل التهديد بمحاكمته في اسرائيل بتهمة الفساد ولاحقاً الإخفاق في غزة، وصدور مذكرة و أوامر اعتقال دولية ضده من المحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب محاولته أيضاً كسب معسكر الحاخامات المتمسك بالموروث الاسطوري التلمودي المزيف وهو معسكر?محتج من مسألة فرض التجنيد الاجباري، كذلك تدخل هذه التصريحات دائرة محاولة ارضاء المستوطنيين المتطرفين والصهيونية الدينية اليهودية التي يحاول بناء مستعمرات جديدة لهم فيما اسماه (يهودا والسامرة).
ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تبين للرأي العام أن تاريخ دول المنطقة العربية الاصيلة والضاربة جذورها في أعماق الحضارة الانسانية لها سجلات خالدة في طرد الغزاة والطارئين الزائلين عاجلاً أم آجلاً، وتملك أيضاً موروثاً ثقافياً واخلاقياً وارداة وطنية شعبية ورسمية وصفحات من البطولة عطرتها دماء الشهداء في فلسطين المحتلة، لا يمكن أن تتأثر سيادتها وهويتها ووجودها بتصريحات واهمة يطلقها البعض، فنحن دول منطقة أصيلة تُدير علاقاتها الدولية بالقانون الدولي والمواثيق والالتزامات والاعراف الدولية المُجمع عليها، بخلاف ما يصدر?عن حكومة الاحتلال الاسرائيلي من خطابات جوفاء دعائية استعلائية.
وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس بأن الاستقرار والسلام الحقيقي الذي تفهمه شعوب المنطقة والعالم وحكوماتها، يبدأ من انهاء الاحتلال والقضاء على ثقافة الشر والكراهية، ووقف كل أشكال الانتهاكات الاسرائيلية والاقتحامات والمصادرات والابادة والتهجير والتجويع في غزة، وهذه التصريحات انذار للعالم وتنبيه له بأن عليه فوراً ضرورة وقف حرب الابادة في غزة والزام اسرائيل بالشرعية الدولية لا شريعة الغاب، وعلى قوى العالم الاختيار ما بين سياسة الكيل بمكيالين وتشجيع ودعم الاستعمار وإما إختيار سياسة السلام العادلة على اساس الحقوق?التاريخية ومعاقبة جميع منتهكي مواد القانون الدولي وفي مقدمتهم دولة الاحتلال.
وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس عصياً أمام التحديات راسخاً في سيادته وعرينه الهاشمي المنيع، مدافعاً ومسانداً لاهل في فلسطين التاريخية من البحر الى النهر مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.