عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2019

”کرم الأخلاق“.. هکذا یؤثر علی علاقة المرء بالآخرین
علاء علي عبد
عمان –الغد-  یعرف كرم الأخلاق بأنھ صفة إبداء اللطف والتسامح والإیثار تجاه الآخرین، وعلى الرغم من أن كرم الأخلاق یعد أحد الأفعال التي یقوم بھا المرء لخدمة الآخرین إلا أنھ یعود بالفائدة على راحة المرء ودرجة رضاه عن نفسھ.
ما الذي یجعل كرم الأخلاق مفیدا لصاحبھ؟ تفسیر ھذا الأمر أن المرء عندما یتعامل بكرم أخلاق
تجاه أحد الأشخاص فإن ھذا الفعل، على الأغلب، سیدفع ذلك الشخص للتعامل بالمثل ولیتابع
المرء تعاملھ بنفس الطریقة بشكل یبني سلسلة من التعاملات الإیجابیة بین الطرفین.
ھذا الأمر یجعل المناطق المسؤولة عن الشعور بالسعادة والرضا في الدماغ تكون أكثر نشاطا
مما یمنحنا السعادة الداخلیة التي نطمح لھا.
عندما یتعلق الأمر بسعي المرء لتحسین درجة السعادة الداخلیة التي یشعر بھا فإن ممارسة كرم
الأخلاق یعد خیارا مناسبا جدا لما لھذه الممارسة من آثار ”معدیة“ للآخرین؛ فعندما یتصرف
المرء بما یوحي بكرم أخلاقھ حتى لو مجرد قولھ كلمة ”شكرا“ لأحد الأشخاص، فإن من یراه
یقوم بھذا الأمر یكون أكثر میلا للقیام بالشيء نفسھ مع الآخرین. وبھذا فإن إظھار كرم الأخلاق
في تعاملنا مع الآخرین من شأنھ منحنا شعورا بالرضا وشعورا بالانتماء للمجتمع الذي نعیش
فیھ.
عندما یتعامل المرء بكرم أخلاق مع غیره فإنھ یولد بداخلھ القدرة على التفكیر الإیجابي مما
یساعد على تطور قدرتھ بالتعامل مع المشاكل التي تعترضھ وتحفیزه على تكرار ھذا التعامل
طالما أنھ یعود بالفائدة على الجمیع. لكن علینا أیضا، بعد أن فھمنا بعض من فوائد التعامل بكرم
الأخلاق، أن نتساءل عن السبب الذي یمنع البعض من أسلوب التعامل ھذا.
الإنسان بطبعھ یمیل إلى التعامل بلطف وكرم أخلاق وطیبة مع من حولھ، لكن البعض یجد نفسھ
یغیر من طبیعتھ البشریة ویعتمد على تفكیره وتعریف المنطق من وجھة نظره وھذا ما یجعلھ یعثر على الكثیر من الأسباب التي تبرر لھ عدم التعامل بطبیعتھ تلك.
وعلى سبیل المثال قد تجده یبرر عدم شراء ھدیة لصدیقھ مثلا ویبرر ھذا التصرف بأنھ لا یرید أن تتحول صداقتھما لمكاسب مادیة. الواقع أن الأمور لا یمكن حسابھا بھذا الشكل، كما وأن الھدایا لیس بالضرورة أن تكون باھظة الثمن بشكل یثقل كاھل الطرفین وإنما یمكن الاكتفاء بھدیة رمزیة تدخل السرور والبھجة في نفس ذلك الصدیق وفي ذات الوقت لن یتذمر من مسألة ردھا بأخرى فیما بعد.
عند وضع مسألة سعادة الآخرین نصب أعیننا فھذا من شأنھ إسعادنا نحن أیضا وجعلنا أكثر قبولا لدى الجمیع.