عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jul-2022

“سمكري الهواء العليم بكل شيء”

 مجموعة شعرية للدكتور سرجون كرم

الغد- صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمان وبيروت ديوانا شعريا للشاعر اللبناني الدكتور سرجون كرم بعنوان “سمكري الهواء- العليم بكل شيء”، جاء في تسعة وخمسين قصيدة موزعة على 176 صفحة.
يعد هذا الديوان بصمة جديدة مميزة على مسرح الشعر العربي المعاصر والحياة الفكرية والثقافية، حيث يأتي “سمكريّ الهواء” في زمن الفوضى العارمة على صعيد القيم واللغة والشعر والمفاهيم، كما يطرح الشاعر، وبشكل فج وصريح، إشكالية الشعر العربي المعاصر الذي يبدو وكأنه عاجز عن تجاوز ذاته المأزومة بين التقليد وبين مفاهيم الحداثة العالقة في دوامة التكرار النمطي للنماذج الشعرية العربية حيث يقول كرم:
“أعود من غابة الشعراء/ كما دخلتُ/ذئبًا منفردًا/ مزنّرًا بالرمل المتحرّك/ في التّأويل والخرافة”.
كما يحاول الشاعر في هذه المجموعة الشعرية أن يحرض الإنسان فيك، حيث يبدو ثائرًا على الشعر والشعراء الذين يدعون بفوضاهم البليدة إنجاب ما يرقى إلى مستوى التراث الشعري العربي، أو إلى المستوى الذي يسمح للقصيد بأن يكون انتاجًا ندا في الثقافة العالمية والإنسانية.
يقول الشاعر في إحدى قصائده :”ونحنُ صاعدون برجَ بابل/وكلٌّ يقطف من عمود الملح/وعمودِ النارِ ورقةَ فتواه/في أشكال الحكمِ/ومسألة الجندرِ وإبرِ تكبيرِ الشّفاه/والشّاعراتِ الجميلاتِ على الفيسبوك/واللايكاتِ فيهنّ…
أقول لنوح: لا ذنبَ لك/سوى أنّك في فلككَ ربطتَ منقار نقّار الخشب”.
في “سمكري الهواء العليم بكل شيء”، نقف أمام لجج المعاني المتدفقة بلغة وبناء فريدين، لشاعر يعيش بين الشرق والغرب، يستنبط بينهما الموقف والرؤية والرؤى إزاء الحياة والوجود، شعرًا يسبر به الأغوار السحيقة للتجربة الإنسانيّة، يدهشنا بسعة الثقافة لديه، بوحي الفيلسوف الموهوب العالم بالتاريخ والأديان، وبعلم النفس والاجتماع، وبتواضع من يكتب الهايكو “مثل حشرة/يكتب الهايكو عنها/لم أر كائنًا يلبط حائط جنّته/مثل الشاعر العربيّ”، فتخرج المعاني من بين يديه إبداعًا جماليا ومعرفيا فريدًا ينسج منه للقارئ فخا لذيذا يقول معه: لا أريدُ أن أخرج من متاهة هذا النص.
ويذكر أن الدكتور والشاعر اللبناني سرجون فايز كرم من مواليد العام 1970 في بيروت، درس في مدرسة القديس جاورجيوس، تابع الدراسة الثانوية في مدرسة خليل سالم، وحصل على ليسانس في اللغة العربية وآدابها والماجستير اختصاص ألسنية من جامعة البلمند، كما حصل على دبلوم في اللغة الألمانية وآدابها من جامعة هايدلبرغ ألمانيا، حصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة هايدلبرغ ثم أطروحة الأستاذية في جامعة بون ألمانيا.
وهو أستاذ في اللغة العربية وآدابها والترجمة في معهد الدراسات الشرقية والآسيوية التابع لكلية الفلسفة بجامعة بون ألمانيا، صدر له باللغة الألمانية أربعة دواوين شعرية، وهو عضو في الاتحاد الألماني لحماية الحقوق الفكرية والاتحاد المتخصص للغة العربية في بامبرغ ألمانيا، واتحاد الكتاب اللبنانيين.