عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Aug-2019

سياسيون تونسيون يشكّكون في «حيادية» هيئة الانتخابات بعد تحذير أحد أعضائها من فوز «النهضة»

 

حسن سلمان
 
تونس – «القدس العربي»: شكّك سياسيون تونسيون في «حيادية» هيئة الانتخابات بعد تحذير أحد أعضائها من فوز حركة النهضة في الانتخابات، فيما كشفت قائمة النواب المزكّين للمرشحين للرئاسة وجود أكثر من «عصفور نادر» لدى حركة النهضة في الانتخابات الرئاسية.
ودوّن أنيس الجربوعي، نائب رئيس هيئة الانتخابات، على صفحته في موقع «فيسبوك»: «عاش الملك.. مات الملك! أتمنى أن يعطي كل هذا الاهتمام (بالانتخابات الرئاسية) أُكله بتسجيل نسبة مشاركة وإقبال يوم 15 سبتمبر/أيلول في حدود 80 في المئة. خوفي كل الخوف أن يكون ذباباً أزرق فقط»، في إشارة إلى احتمال فوز حركة النهضة.
التدوينة أثارت جدلاً كبيراً في تونس، حيث دعا البعض إلى إقالته، فيما شكك آخرون بحيادية هيئة الانتخابات. وكتب عبد اللطيف العلوي، المرشح عن ائتلاف الكرامة في الانتخابات البرلمانية على موقع «فيسبوك»: «واضح أنّ التّفوريخ (لعب الأطفال) طال كلّ مؤسّسات الدّولة، بما فيها هيئاتها الدستورية المستقلّة. أنيس الجربوعي عبّر في تدوينته عن تفوريخ وعدم حياديّة وخفّة عقل وتنطّع، مثلما عبّرت عن ذلك قبله زوجته على ما أظنّ. لكنّني لا أشعر أنّ ذلك من الأشياء الّتي يمكن الاعتماد عليها حقيقة لتبرير الخوف من تزوير الانتخابات، لأن أيّ ضمانة للنّزاهة لا يجب أن تقوم على الأشخاص، وإنّما على القوانين والرّقابة الكاملة للعمليّة الانتخابيّة وعلى ميكانيزمات العملية في حدّ ذاتها».
وأضاف: «فإذا كانت هذه الضّمانات موجودة، بمعنى إذا كانت شفافيّة العمليّة الانتخابية مضمونة بالكامل من بدايتها إلى نهايتها وكل مراحلها تتمّ بشكل علنيّ وتحت مجهر الأحزاب والمنظّمات الوطنيّة والمراقبين الوطنيين والدّوليّين، ولا تترك بالتّالي أيّة ثغرة يمكن أن يتسرّب منها التّزوير، منذ البدء بتوزيع الأوراق والصّناديق وحتّى الفرز النّهائيّ، إذا كانت هذه السّلسلة الانتخابيّة محكمة ومضبوطة ومضمونة، فلا خوف أبداً حينئذ من الجرابيع ولا من الفئران أو القوارض بجميع أنواعها. أمّا إذا لم تكن هذه الضّمانات موجودة بالشّكل الّذي بيّنته، فلا ينفع حينئذ أن يكون كلّ أعضاء هيئة الإيزي من الملائكة المحلّفين!».
وكتب الباحث أحمد غيلوفي: «لا نستطيع أن نأمن على انتخابات هذا عضو في هيئتها «المستقلة» جداً. نطالب بإقالته فوراً، وأضاف المحامي شكيب درويش: «بعد تدوينة أنيس الجربوعي وما ينسب إليه من مناشدة لبن علي وحديث عن دعم زوجته علناً لعبد الكريم الزبيدي وسعي أعضاء من هيئة الانتخابات لسحب صفة الناطقة الرسمية للهيئة عن القاضية حسناء بن سليمان، التي نقل عنها أنها ترفض طرفاً سياسياً بعينه ولا ترغب في التسليم عليه وعدم إشعار الهيئة للنواب بتزكيتهم لأكثر من مرشح للاستيضاح منهم وكثرة المشاكل التي تحيط بالانتخابات في الخارج، وتعمد نبيل بفون عدم دعوة أعضاء الهيئة إلى اجتماع. قد يجعلني ذلك أخشى من أن تمثل هيئة الانتخابات تهديداً صريحاً للديمقراطية التونسية وإفشالاً للاستحقاقات الانتخابية».
وعلق الجربوعي على الانتقادات التي تعرض لها في تدوينة جديدة قال فيها: «نحن لا نُباع ولا نشترى وذلك لسبب بسيط. الحمد لله أنني أستاذ تعليم عال وخبير دولي في الحوكمة وأستاذ زائر بالجامعات الفرنسية. يعني أنه ليس لدي أي طموح وسأعود إلى نشاطي العادي بعد استكمال الانتخابات. كذلك كل التضامن مع زميلتي حسناء بن سليمان وزميلي نبيل بفون».
من جانب آخر، كشفت قائمة النواب المزكّين للمرشحين للرئاسة التي نشرتها أخيراً هيئة الانتخابات، تزكية عدد من نواب حركة النهضة لأربعة مرشحين، إضافة إلى مرشح الحركة الرسمي، عبد الفتاح مورو.
وكتب الإعلامي إبراهيم الوسلاتي: «كشفت قائمة النواب الذين زكوا المرشحين للانتخابات الرئاسية عن عدة مفارقات منها بالخصوص أن نواب حركة النهضة قدموا تزكيتاهم ليس فقط للمرشح الرسمي للحركة للانتخابات الرئاسية عبد الفتاح مورو، بل منحوها أيضاً للأمين العام السابق، حمادي الجبالي، والرئيس السابق، المنصف المرزوقي، ومرشح التكتل إلياس الفخفاخ، وعضو مجلس الشورى المستقيل، حاتم بولبيار، وهذا يؤكد أن النهضة – ليس لها كما قال رئيسها راشد الغنوشي عصفور نادر- بل لها خمسة عصافير تتسابق برضاها في الانتخابات الرئاسية. ومن يدري فقد يظهر عصفور جديد إثر الدور الأول في صورة فشل العصافير الخمسة في التحليق عالياً».
وفي السياق ذاته، نفى كل من النائبين ماهر المذيوب وفاطمة التكّاز تزكيتهما لبولبيار، حيث أكد المذيوب أنه تقدم بشكوى قضائية ضد بولبيار بتهمة «الادعاء بالباطل والافتراء الكاذب»، مشيراً إلى أن قام فقط بتزكية المرشّح إلياس الفخفاخ. ويُنتظر أن تعلن هيئة الانتخابات عن النتائج النهائية للمرشحين للرئاسة نهاية الشهر الجاري، بعد النظر في الطعون المقدمة من أحد عشر مرشحاً تم رفض ملفاتهم خلال الإعلان عن النتائج الأولية التي تم فيـــها قبول 26 شخصاً من أصل 97 قدموا ملفاتهم للانتخابات الرئاسية.