عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2020

انسحاب آخر يعرض العلاقات الأميركية للخطر

 

افتتاحية – واشنطن بوست 
 
منذ وقت مبكر من إدارته، قدم الرئيس ترمب فكرة خاطئة بشكل كبير أن حلفاء الولايات المتحدة المقربين مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية لا «يدفعون» ما يكفي للقوات الأمريكية المتمركزة على أراضيهم، والتي من وجهة نظر ترمب ضيقة الأفق أنها هناك فقط للدفاع عن الدول الأجنبية، وليس لتعزيز أمن الولايات المتحدة. سلسلة مساعدين حاولوا تحويله عن تهديدات بسحب القوات الأمريكية. قدم الحلفاء تمويلًا إضافيًا متواضعًا.
 
الآن، مع تعثر حملة إعادة انتخابه، يتجه ترمب إلى وضع القيود جانبا ويأمر بسحب القوات التي يمكن أن تلحق ضررا بعيد المدى بالموقع الاستراتيجي للولايات المتحدة في كل من أوروبا وآسيا. في الشهر الماضي، كان ترمب قد أمر بسحب أكثر من ربع القوات الأمريكية المتمركزة في ألمانيا، مما قدم هدية ضخمة لرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لا يرغب في أكثر من تفكك حلف الشمال الأطلسي.
 
 
 
وكما جاء في تقارير صحيفة وول ستريت جورنال أيضا بأن البنتاغون قدم خيارات للسيد ترمب لخفض 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية. وسيكون هذا بمثابة نعمة ليس فقط للديكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ أون ولكن أيضا للنظام الصيني شي جين بينغ، الذي يحلم بدفع الولايات المتحدة للخروج من شرق آسيا. هذا الأمر سيصطدم بشكل واضح مع موضوع حملة ترمب بشأن القسوة على الصين، وسيعطي المرشح الديمقراطي المفترض جو بايدن نقطة حوار سهلة.
 
ومع ذلك، فشلت «المناقشات التي لا تعد ولا تحصى» مع فريقه للأمن القومي، كما وصفها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، في تجاهل الفكرة الثابتة للسيد ترمب بأن الدول المضيفة يجب أن تدفع للولايات المتحدة التكلفة الكاملة المتمثلة في نشر القوات في القواعد العسكرية. في حالة كوريا الجنوبية، يريد الرئيس دفعة من سيئول بقيمة 5 مليارات دولار سنويًا - أو أكثر من خمسة أضعاف الدعم الذي تقدمه حاليًا.
 
ووفقًا لمذكرات السيد بولتون، فإن السيد ترمب يهدد مرارًا وتكرارًا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن بشأن هذه القضية، ذات مرة يخبره أن «الولايات المتحدة تخسر 4 مليارات دولار سنويًا مقابل امتياز بيع كوريا الجنوبية لأجهزة التلفاز لنا». حاول السيد مون تقديم تنازلات، ورفع المبلغ الذي تدفعه كوريا الجنوبية إلى 926 مليون دولار في عام 2019 وتقديم مليار دولار سنويًا على مدى السنوات الخمس التالية. لن يدرك السيد ترمب الأمر: وقد طالب قائلا «سنخرج من هناك إذا لم نحصل على صفقة بقيمة خمسة مليارات دولار» وفقا للسيد بولتون.
 
كانت النتيجة الوصول إلى طريق مسدود، مع صفقة جزئية فقط لعام 2020. والآن، كما هو متوقع، تأتي التسريبات حول الانسحاب المحتمل، جنبًا إلى جنب مع التهديدات العامة من الناطقين بلسان السيد ترمب. وقال ريتشارد جرينيل سفير ترمب السابق في ألمانيا لصحيفة ألمانية الشهر الماضي «نريد إحضار قوات من سوريا وأفغانستان والعراق وكوريا الجنوبية واليابان وألمانيا». وزعم أن الأمريكيين «سئموا قليلاً من دفع مبالغ كبيرة للدفاع عن دول أخرى».
 
في الواقع، تظهر استطلاعات الرأي أن الدعم العام لحلف شمال الأطلسي والتحالفات الأخرى لا يزال قويا. وهذا صحيح بالتأكيد في الكونغرس، حيث يوجد دعم من كلا الحزبين للتشريع الذي يجعل تخفيض القوات الأمريكية في ألمانيا أو كوريا الجنوبية مشروطًا بشهادة البنتاغون بأنها لن تضر بأمن الولايات المتحدة. لسوء الحظ، قامت إدارة ترمب سابقًا بالاستهزاء بمثل هذه المتطلبات، قد تكون هناك حاجة إلى عمل أقوى لحماية هذه التحالفات الحيوية.