عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jan-2020

“ترابط”.. مبادرة تعلم الأطفال صناعة الدمى وتحريكها بعروض “الفرجة” الشعبية

 

تغريد السعايدة
 
عمان–الغد-  البساطة والإتقان والاستفادة من المواد المستهلكة، هي الطريقة المبتكرة لدى مشروع “ترابط” الذي تنفذه الهيئة الخيرية الأردنـية الهاشمية في منطقة عمان الشرقية، والذي خرج بفكرة إعادة تدوير المخلفات لصناعة الدمى، والذي بات مشروعاً رائداً يساعد على تنمية روح الإبداع لدى الأطفال المنتفعين من المشروع.
مشروع “ترابط” يقدم العديد من الأنشطة التي تساعد الأطفال على تلبية الاحتياجات النفسية والجسدية والعقلية والاجتماعية لهم من خلال ورش عمل متنوعة مثل، مسرح الدمى والرسم الحر واللعب، وقراءة القصص، بالإضافة إلى صناعة دمى متحركة من نوع (الماريونيت)، وهي دمى معلقة يتم التحكم بها بواسطة خيوط، من خلال استخدام مواد متوفرة في المحيط من “ورق، قماش، خشب، أسلاك، وخيوط”، بحسب مديرة العلاقات العامة والمعلومات والمشاريع في الهيئة لينا الداوود.
وتبين الداوود أن الهدف من هذا المشروع الرائد التوعوي هو أهمية إعادة التدوير في صناعة الألعاب من خلاله، كما في إعادة تدوير الورق والملابس القديمة وبقايا الخشب، بحيث يتم تدويرها وتحويلها الى دمية متقنة الصنع ومتميزة، والتي يقيم من خلالها الأطفال العروض المسرحية، والتي يحتاج الطفل الى التدريب على العديد من المهارات.
هذه الألعاب حظيت بإعجاب الكثيرين ممن شاهدوها، وتعرفوا عليها من خلال الأطفال، والتي من خلالها يتمكن الطفل من اكتساب مهارات حياتية متعددة كالارتجال والتعاون والتواصل البصري والحسي مع الآخرين؛ إذ بينت الداوود أن العروض المسرحية للدمى أو “الفرجة الشعبية”، تعد من أشكال العروض المسرحية التي تقام في الأماكن العامة وفي الشارع، وهي أسلوب أدائي مميز، وبموارد متاحة للأطفال، من خلال إعادة التدوير.
التدريب المُقدم للأطفال، بحسب الداوود، يشتمل على صناعة وتحريك الدمى والتدريب على تقديم العروض المسرحية الخارجية والفرجة الشعبية، التي تساعد الطفل على تقوية شخصيته وقدرته على الوقوف على المسرح وأمام الناس، والتعلم على الحركات الأدائية، وهذا يساعده على اكتساب مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي ومهارات التواصل غير اللفظي، وقدرات توصيل الفكرة بحركة الدمية وايماءاتها بدون استخدام اللغة.
مشروع “ترابط”، تنفذه الهيئة الخيرية الأردنـية الهاشمية في منطقة عمان الشرقية/ المحطة، وبتمويل من منظمة تزو تشي (Compassion Relief Tzu Chi Foundation)، وتم افتتاحه في العام 2015 ليقدم خدماته المتنوعة لسكان المنطقة، وبشكل مجاني لجميع فئات المجتمع “إناث وذكور، بالغين وأطفال”، ومن جميع الجنسيات، مع التركيز على تقديم الخدمات للاجئين السوريين.
ويتميز “ترابط” المجتمعي بتوفير بيئة آمنة ومريحة للمستفيدين، وتوفير الدعم اللازم للقيام بالنشاطات المتنوعة التي تنفذها الأقسام العاملة في المركز، من خلال أقسام عدة فيه وهي، “قسم الدعم النفسي والاجتماعي” الذي يقدم مجموعة من الخدمات التي يحتاجها الطفل والأسرة في المجتمع المحلي لمنطقة عمان الشرقية، بهدف تحسين صحتهم النفسية والاجتماعية وتنمية مهاراتهم وزيادة إنتاجهم ودافعيتهم من خلال مجموعة من الأنشطه الداعمة والترفيهية والحلقات التوعوية والحصص التعليمية المناسبة للفئات العمرية والحالة النفسية والاجتماعية للأفراد.
بالإضافة إلى قسم الأنشطة الذي يسهم في مساعدة المستفيدين على حل الواجبات المدرسية وإعطاء جلسات تعليمية غير رسمية في أساسيات مواد مختلفة مثل (اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، الرياضيات، العلوم والكمبيوتر، والتي تُقدم وفقا لاحتياجات الأطفال ومستواهم التعليمي، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات فيما بينهم، عدا عن تنفيذ جلسات توعوية ومحاضرات إرشادية وتثقيفية مختلفة للمستفيدين، وخاصة فئة الشباب والأطفال والسيدات لتقديم الدعم اللازم لهم على أيدي أخصائيين نفسيين.
كما يقدم قسم التدريبات والاحتفاليات في المركز العديد من الخدمات التي تتضمن تدريبات وأنشطة تسهم في تمكين الأفراد ليصبحوا أكثر فاعلية في المجتمع عن طريق إدخال التفكير الإبداعي حول دورهم وأهميتهم واتخاذ القرارات واكتشاف الصفات المميزة غير المستغلة داخلهم وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة والمناسبة وتقديمها لهم من قبل أشخاص ذوي خبرة ومعرفة في مجال التدريب من الأمثلة على الدورات التي تقدم تدريب مهارات الحياة والثقافة المالية.
كما تسهم تلك النشاطات في تحقيق التواصل والترابط ما بين الأفراد وتقوية العلاقات الاجتماعية فيما بينهم، وتحقيق بعض من مظاهر التكافل بين الأفراد، لما لهذه الاحتفالات من آثار نفسية واجتماعية تؤثر عليهم، في ظل وجود موظفين ومتطوعين خبيرين في مجالاتهم وموجودين لمساعدتهم، تحت شعار “نشر الحب السلام”، وتعميم مفهوم التطوع لخدمة المجتمع المحلي.