عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Dec-2019

مؤسسة عبدالعزيز البابطين الثقافية.. ثلاثون عامًا من العطاء

 

 
الدستور- د. زياد أبولبن - قد لا يعرف الكثيرون شيئاً عن الشاعر العربي عبدالعزيز سعود البابطين، فهو شاعر كويتي نشأ في ظلّ أسرة محبة للعلم والأدب والشعر خاصة، وتوارث حبّه للشعر عن أبيه الشاعر النبطي، وشغف بالكتب أيّما شغف، فقرأ الكثير منها، وكان لدواوين الشعر العربي عالم يقضّ مضاجعه، وباب واسع للصعود على عتباته، فأصدر دواوينه الثلاثة: بوح البوادي عام 1995، مسافر في القفار عام 2004، أغنيات الفيافي عام 1917، واكتسب عضويات مجالس وروابط وأمناء جامعات عربية وعالمية، ونال الدكتوراه الفخرية من جامعات عربية وعالمية، وأوسمة رفيعة وجوائز، يصعب المقام في ذكرها، كما نال التكريم من جهات ومؤسسات ثقافية وأكاديمية عربية وعالمية، فآثاره الأدبية خالدة، وما قدمه للثقافة والفكر يسجّل اسمه في الخالدين الكبار.
راوده الحلمُ في إنشاء مؤسسة ثقافية خدمة للأدب والشعر، فتحوّل الحلم إلى واقع، فقام بتأسيس «مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري» عام 1989، وكانت انطلاقتها الأولى من القاهرة، مؤسسة غير ربحية، تُعنى بالشعر، وتمنح الجوائز للشعراء، والمتميزين من النقاد، وتقوم بإصدار المطبوعات عن الشعراء المُحتفى بهم، وكان لهذه المؤسسة مكاتب إقليمية في تونس وعمّان والكويت.
أعاد الشاعر عبدالعزيز البابطين هيكلة المؤسسة عام 2015 لتصبح «مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية» وتشمل الترجمة من اللغة العربية وإليها، والحوار بين الحضارات والثقافات، وتؤسس فرع الاتحاد الأوروبي في العاصمة الإيطالية روما.
أقامت المؤسسة خمس عشرة دورة احتفاء بالشعراء العرب والغربيين عبر العصور: ابن زيدون، أبو تمام، أبو فراس الحمداني، علي بن المقرب العيوني، الأمير عبدالقادر الجزائري، أحمد شوقي، محمود سامي البارودي، أبو القاسم الشابي، أحمد مشاري العدواني، خليل مطران، إبراهيم طوقان، الأخطل الصغير، محمد علي ماك دزدار من سراييفو، مارتين من فرنسا.
عقدت المؤسسة عددا من الملتقيات الأدبية، وندوات حوار الحضارات والتعايش بين الثقافات والأديان، ومهرجانا سنويا للشعر العربي شارك فيه نخبة من شعراء الوطن العربي، وصدرت جلّ أوراق تلك الدورات والملتقيات والمهرجانات في كتب متخصصة ناهزت الأربعمائة إصدار، وصدرت «ملحمة العرب من أجل السلام» شارك في نظمها ثلاثة عشر ومئة شاعر عربي، في أربعة آلاف بيت على مجزوء بحر الرمل، ثم صدرت مترجمة إلى اللغة الإنجليزية عام 2017، وكانت الملحمة مبادر من الشاعر عبدالعزيز البابطين، الذي نظم عدداً من الأبيات الشعرية تتحدث عن السلام ونبذ العنف والطائفية، وتظهر الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف.
أنجزت المؤسسة «معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين»، في ثلاث طبعات، حيث ضمت الطبعة الأولى الصادرة عام 1995 (1640) شاعراً، وفي الطبعة الثالثة (2514) شاعراً، ويُصار العمل إلى صدر الطبعة الرابعة، بإضافة مئة وعشرة شعراء، كما أنجزت «معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين» عام 2008، في 25 مجلداً، وضمّت أحد عشر ألف شاعر، وجارِ لعمل على إصدار معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات المتتابعة (1258-1800م)، وهو يوثّق للشعراء في خمسة قرون، وسيضم المعجم ما يزيد على عشرة آلاف شاعر.
أطلقت المؤسسة عددا من الجوائز، منها: جائزة عبدالعزيز سعود البابطين «أحفاد الإمام البخاري»، لتعنى بالصلات الثقافية بين الأمة العربية والدول الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفييتي، لتؤكد على ما حققه التلاقح بين الفكر العربي وفكر علماء تلك الدول من خلال الإسلام، من نتاج ثقافي وحضاري، وقيمة الجائزة مئة ألف دولار. وجائزة البابطين الكويتية للشعر العربي في فلسطين، لمن تقل أعمارهم عن 35 عاما، تشجيعا لهم على نظم الشعر، وخصوصا داخل فلسطين المحتلة 1948. وجائزة عبد العزيز سعود البابطينالأندلسية، وهي تختصّ بالدراسات التاريخية والثقافية في الأندلس، بالوقوف على دور القرى والمدن الأندلسية، التي ساهمت في صنع الحضارة العربية الإسلامية بالأندلس، وقيمتها ثلاثين ألف دولار، مع نشر الأبحاث باللغتين العربية والإنجليزية. وجائزة «أفضل ديوان شعر»، وقيمتها عشرون ألف دولار، وجائزة «أفضل قصيدة» وقيمتها عشرة آلاف دولار، وجائزة «أفضل ديوان» للشعراء العرب الشباب، الذين تقل أعمارهم عن الخمسة والثلاثين عاماً، بالتعاون مع إذاعة صوت العرب، وقيمتها عشرة آلاف دولار، وجائزة «أفضل قصيدة» للشعراء الشباب، الذين تقل أعمارهم عن خمسة وثلاثين عاما، وقيمتها خمسة آلاف دولار، وجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر «أفضل كتاب في نقد الشعر»، وقيمتها أربعون ألف دولار، وجائزة تكريمية للإبداع الشعري، وقيمتها خمسون ألف دولار.