“الطفل وحقوقه”.. احتفالية تجمع الطلبة والخبراء في “متحف الأطفال”
تغريد السعايدة
عمان–الغد- وسط أجواء مفعمة بالحيوية والطاقة، أقيمت الاحتفالية التي نظمتها السفارة البلجيكية وهيئة الأمم المتحدة في متحف الأطفال أمس، بمناسبة يوم الطفل العالمي، الذي يحظى باهتمام العالم أجمع، لما يتخلله من فعاليات دولية تُعنى بشرح الحقوق.
الحوار السلس.. الطرح المشروع للتساؤلات.. وإبداء الرأي من قِبل الحضور والأطفال (فيما يتعلق بحقوق الطفل في العالم)، جميعها عناصر بناءة اجتمعت في هذا اليوم.
الاحتفال الذي تواجد فيه عدد من الطلبة، حضروا من مدارس عدة في عمان؛ حيث توسطوا قاعة المسرح التفاعلي، وكانوا على استعداد للسؤال والإجابة والنقاش، والذي ينم عن ثقافة عالية لدى الأطفال، واطلاعهم على عدد كبير من القوانين الخاصة بحقوق الإنسان ككل، وحقوق الطفل بشكل خاص، بمناسبة يوم الطفل الذي يحتفل فيه العالم في العشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام.
الحوار “الحقوقي” دار بين الطلبة من جهة، وبين السفير البلجيكي فيليب فاندين بولك، والقائم بأعمال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأردن زياد شيخ، وسفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن ماريا هادجيثيودوسيمو، وممثلة اليونيسف في عمان تانيا شابويزات، وممثل مكتب التعاون الدنماركي أندرياس ثولسترب، والعين هيفاء النجار ومديرة متحف الأطفال سوسن الدلق، الذين تبادلوا الحوار مع الطلبة في صورة مثلت أحد أشكال حقوق الطفل في مشاركته بالحوار وإعطائه فرصة التعبير عن الرأي.
الجلسة التفاعلية كانت حول بعض المواد الثلاثين، ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي قام الطلبة والحضور بالاطلاع عليها من خلال مجموعة من اللوحات التي تحمل قصصاً مرسومة توضح تلك الحقوق، وذلك من خلال شخصية سبيرو، التي تعود لمجلة تحمل اسم الشخصية ذاتها، وتم إصدارها أول مرة في العام 1938؛ حيث عمدت السفارة الدنماركية إلى المساهمة في ترجمة تلك القصص الحقوقية من اللغة الفرنسية إلى العربية، ليتاح للأطفال في الأردن الاطلاع عليها وقراءتها بسهولة.
تلك الرسومات حظيت بإعجاب الطلاب، من مختلف المراحل العمرية؛ حيث تميزت بسهولة الحوار، والرسومات الواضحة، والكلمات المنتقاة بعناية لإيضاح وشرح البنود الحقوقية، التي تهتم بالطفل تحديداً، وقام الطلبة بجولة في أرجاء المسرح وقراءة القصص، والتعرف على الحق الخاص بهم في هذا العالم، وما قابله في الوقت ذاته من واجبات.
ممثل مكتب التعاون الدنماركي أندرياس ثولسترب كان المتحدث الأول الذي ناقش مع الأطفال المادة 17 من حقوق الإنسان، والتي تتعلق بحق الملكية؛ حيث بين لهم أن لكل فرد في الحياة، على اختلافهم، الحق في أن يمتلك أشياء خاصة به، ومن حقه كذلك أن يشارك تلك الممتلكات مع من يشاء، وطرح عليهم مجموعة من الأسئلة، قابلها الطلبة بإجابات قوية وواقعية ومتوافقة في الوقت ذاته، كانت حول كيفية المحافظة على حق التملك والدفاع عن ممتلكات الشخص.
فيما تحاور السفير البلجيكي فيليب فاندين بولك كذلك مع الطلبة حول حق يجب أن يكون لدى كل إنسان مهما كان عمره، وهو حق التفكير والتعبير؛ إذ قال للطلاب “إن أغلبكم يرى أن هذا حق بديهي لدى كل شخص، ولكن لا تعلمون أن الكثير من الدول قد تحد من هذا الحق لدى الناس، لذا عليكم أن تكونوا قادرين على التمسك بحقكم بالتعبير والتفكير واحترام الرأي الآخر في الوقت ذاته”.
كما عبر بولك عن سعادته بهذه المبادرة المشتركة، وقال “يسعدنا دعم جهود الأمم المتحدة في التوعية بحقوق الإنسان من خلال هذا المعرض الفني، والتعاون مع مؤسسة وطنية كمتحف الأطفال لإيصال هذه الرسائل المهمة لزواره من الأطفال وعائلاتهم”.
ويضم المعرض “سبيرو من أجل حقوق الإنسان” الذي يستضيفه متحف الأطفال بهذه المناسبة تلك القصص المصورة لحقوق الإنسان، والمعلنة عالمياً من قِبل هيئة الأمم المتحدة؛ حيث صمم المعرض من قبل مجموعة فنانين من العالم بدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وقد ترجم للعربية.
أما منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأردن زياد شيخ، فقال “إن الإعلام العالمي لحقوق الإنسان الذي تم إصداره قبل 71 عاما فيه الكثير من الحقوق، ولكن المؤسف أن بعضها لا يتم احترامه أو تطبيقه، لذلك يجب وضع مجموعة من قواعد التنمية التي تختص بالحقوق جميعها، والمرأة بشكل خاص، في ظل وجود تمييز جندري أحياناً في هذا المجال”.
بيد أن أسئلته التي طرحها على الطلبة تتعلق بالمساواة بين الجنسين، كان فيها الكثير من الإجابات التفاعلية الإيجابية الكثيرة، والتي أظهرت مدى حرص الأطفال على أن يكون هناك مساواة بين الجنسين، لا يمكن أن يطغى حق أحد على آخر، وكانت الإجابات والحوارات الطفولية محط إعجاب الحضور من متحدثي الجلسة، وأشادوا بمدى وعي الطلبة في المجال “الحقوقي”.
فيما تحدثت ممثلة اليونيسف في الأردن تانيا شابويزات عن حق التعليم للأطفال، والتي أظهر حديثها رقماً “صادماً” للأطفال بأن “60 % من الأشخاص في العالم ليسوا على مستوى جيد من التعليم المطلوب، فيما يوجد 100 ألف لاجئ سوري في الأردن خارج أسوار المدرسة”، كما أشارت إلى وجود مجموعة من الأسباب التي تهيئ لوجود بيئة طاردة للأطفال من المدارس، كما في المناهج غير الملائمة لهم.
وشددت على أن يكونوا حريصين على حقهم في التعلم المناسب لهم، والذي يرقى لطموحاتهم ويحقق أحلامهم، فهو حق لهم في الحياة لا ينفصل عن باقي الحقوق الأخرى.
وتأسس اليوم العالمي للطفل في العام 1954، ويحتفل به في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام لتعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاه الأطفال، وهو يوم مهم لأنه يوافق تاريخ اليوم ذاته العام 1959 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، وهو أيضا تاريخ العام 1989 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، وتعمد الأردن كغيرها من دول العالم للاحتفال بهذا اليوم بفعاليات ومبادرات رسمية وأهلية عدة.