عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Apr-2020

تخوف أممي من تبعات أي تفشّ محتمل لكورونا داخل مخيمات السوريين بالأردن

 

إيمان الفارس
 
عمان – الغد-  رغم اتخاذها الاستعدادات الكافية لمواجهة جائحة “كورونا” في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، عن مخاوفها إزاء تبعات أي تفشّ محتمل للفايروس داخل المخيمات، خاصة المرتبطة بحماية فئة “الضعفاء” من المرض، وسط عدم تسجيل أي إصابة بالفايروس بين اللاجئين سواء داخل المخيمات أو خارجها.
وفيما منحت المفوضية أولوية لخطوات منع أي انتشار محتمل لـ “كورونا”، حذرت الـ (UNHCR) من تبعات العوائق التي قد تحول دون الرعاية الصحية الكافية وصولا لبيئة لا يمكن من خلالها علاج المرضى، وذلك في حال عدم اتخاذ سياسات شاملة وغير تمييزية لمكافحة فيروس “كورونا”، معتبرة أن ذلك يساهم بعدم التمكن من اكتشاف الحالات، ما سيساعد الفايروس على الانتشار.
وأبدى مسؤول العلاقات الخارجية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين محمد طاهر، في تقرير صدر عن الـ (UNHCR) مؤخرا، واطلعت عليه “الغد”، قلقه، من خطورة ازدحام بيئة اللاجئين في المخيمات السورية، خاصة إن تم تسجيل حالات إصابة بـ “كورونا”، مؤكدا أنه “سيكون من الصعب للغاية احتواؤها”.
واعتبر طاهر في التقرير الصادر بعنوان “لاجئون سوريون يتأقلمون مع الحياة في ظل إغلاق فايروس كورونا في مخيمات الأردن”، أن “مستويات الصرف الصحي والنظافة ليست مثالية”، في إشارة لتحديات المرافق عند التحدث عن مخيم للاجئين، منوها لصعوبة توجيه جزء كبير من السكان، والمتمثل بفئة الأطفال، لرفع وعيهم الكافي للحاجة إلى العزلة وغسل اليدين الزائد عن الحاجة الاعتيادية، وسط الازدحام الشديد.
ورغم عدم وجود حالات لـ “كورونا” حتى الآن داخل المجتمعات المستضيفة، إلا أن المفوضية أكدت قيامها بمساعدة حوالي 120 ألف لاجئ يعيشون في أكبر المخيمات في المنطقة، بقدر وسعهم للتخفيف من هذا التهديد، سيما وأنه قد يمثّل ضغطًا غير عادي على خدمات الرعاية الصحية المحلية الهشة، وسط احتمالات أن يؤدي لمعاناة وموت يمكن تجنبهما.
ويستضيف الأردن حاليا 656 ألف لاجئ مسجل من النزاع المستمر منذ تسع سنوات في سوريا المجاورة، في الوقت الذي يستضيف فيه المخيمان الرئيسيان في الزعتري والأزرق، ما يقرب من 80 ألف و40 ألف لاجئ على التوالي، بينما يعيش غالبية السوريين في المجتمعات الأردنية المضيفة في جميع أنحاء المملكة، كما يخضعون حاليا لحظر التجول على الصعيد الوطني لمنع انتشار كوفيد – 19.
وكما هو حال باقي سكان المملكة، فإن الـ 120 ألف سوري، يعيشون حاليا في مخيم الزعتري ومعسكر الأردن الرئيسي الآخر في الأزرق وبحالة إغلاق وحظر منذ 21 آذار (مارس) الماضي، استجابة لتهديد الفايروس، وسط وجود سكان آخرين يعيشون في هذه الأحياء القريبة، مع إمكانية الوصول فقط إلى مرافق الصحة والصرف الصحي الأساسية.
ورغم التحديات المحيطة بالمخيمات السورية في الأردن، إلا أن المفوضية أبدت في تقريرها الأخير، ارتياحها حيال الوعي المنتشر بين السكان، مشيرة لمظاهر عبرت عنها عائلات مقيمة فيها، عن تحفيز أفعال الكرم بين السكان، حيث قام مجموعة من رجال الأعمال اللاجئين في المخيم والمختصين بتصنيع منتجات يدوية للبيع عبر الإنترنت وفي الأسواق مؤخرا، بأعمال تتعلق بزيادة إنتاج الصابون الطبيعي، وبدأت بتوزيعه مجانا بين الجيران للمساعدة في تشجيع غسل اليدين.
وفي سياق متصل، أكدت رئيسة قسم الصحة العامة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) آن بيرتون، في تقرير دولي للمفوضية، أهمية عنصري الوقاية والدمج في صميم الاستجابة للاجئين، خاصة في المناطق ذات الخدمات الصحية الضعيفة.
وبينت بيرتون أن الـ (UNHCR) وفرت مخزونا من الإمدادات، بما في ذلك معدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الصحة، كما قامت بشراء مطهرات وإمدادات لإدارة النفايات الطبية، وإمدادات المختبرات، والأدوية والمعدات الطبية لإدارة الحالات، وذلك ضمن خطواتها الملموسة التي تتخذها للتعامل مع أي تفشّ محتمل في أحد مخيمات اللاجئين في مختلف دول العالم أو بين العديد من اللاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات.
وأضافت أن من تلك الإجراءات، القيام بتحسين أوضاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وتجهيز مرافق العزل في مخيمات وتجمعات مختارة، مشيرة لدور تشارك مكاتب المفوضية على مستوى الدول وبشكل وثيق في كافة اجتماعات التنسيق الخاصة بفايروس “كورونا” وذلك لضمان بقاء اللاجئين في صميم التخطيط لسبل الاستجابة.
وذلك إلى جانب توفير التدريب للعاملين في مجال الرعاية الصحية في مواقع اللاجئين من أجل رصد فيروس كورونا، وإدارة الحالات والوقاية من العدوى ومكافحتها، ومراقبة القيود المفروضة على حرية الحركة والوصول إلى سبل اللجوء بناء على مخاوف حقيقية أو متصورة من انتقال الفيروس، وسط حرص المفوضية على تكييف مواد المعلومات والتعليم والاتصال لمراعاة الاحتياجات اللغوية والثقافية للاجئين.
ورغم مختلف تلك الخطوات لمحاربة “كورونا” داخل المخيمات، فإن بيرتون حذرت مما وصفته بالتحدي الأكبر، والمتمثل في ضمان عدم وجود حواجز تحول دون وصول اللاجئين إلى النظم الصحية الوطنية، بالإضافة لتحديات موجودة في معظم الدول والمنظمات، تكمن في شراء معدات الوقاية الشخصية والأدوية والإمدادات لعلاج حالات فايروس كورونا الحادة.
كما أشار التقرير لاتخاذ المفوضية خططاً وتدابير شاملة للتأهب وبالتكامل مع الخطط الوطنية، فضلا عن قيامها بطرق للتعامل مع مثل هذه الموجات، وتحديد فرق التصدي لتفشي المرض لكل مخيم، لافتا لتوفر أنظمة إحالة لعينات المختبر والقيام بإعادة تجهيز المستلزمات المخبرية بما في ذلك المسحات الطبية وحاويات العينات وأنظمة المراقبة.
ورفعت المفوضية من شأن تدابير التصدي متعددة القطاعات، حيث من شأن التدابير المنسقة أن تجمع ما بين المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، وتنسيق وإدارة المخيمات، والتعليم، وتخطيط المأوى والمواقع والحماية المجتمعية.
 
Eman.alfares@alghad.com