عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Dec-2019

«طعم الطين» .. يتناول آلية إدخال السعادة للأزواج « فاقدي الحنان الأسري»

 

عمان-الدستور-  حسام عطية - شهد رواد المركز الثقافي الملكي مساء ليلة الاثنين الماضي ولمدة «20» دقيقة عرض فيلم «طعم الطين» لفرقة المسرح الحر ومن اخراج علاء ربابعة، وبحضور أمين عام الوزارة محمد السوالقة مندوبا عن وزيرة التنمية الاجتماعية بسمة إسحاقات، تناول في احداثه آلية ادخال السعادة للزواج فاقدي الحنان الاسري عبر احتضان طفل او طفلة، يعيشون هؤلاء الاطفال في كنف هذه الاسرة، والفيلم هو من سيناريو وحوار «اسلام حيدر» وبطولة الفنانة امل الدباس، وبمشاركة الفنانين موسى السطري وانجي الكود ونهى سمارة وليلى البخيت ومعتز اللبدي وميسا الشربيني ويوسف جودة والطفل كرم وسام  ومجموعة أخرى من الأطفال، فيما تم كتابة السيناريو بإشراف وبحث ميداني مكون من «اياد الشطناوي وعهود الزيود» الذين جمعوا قصصاً للاحتضان واطلعوا على حالات واقعية وقصص نجاح مجتمعية حيث قام بالتنسيق والمتابعة الفنانة رناد ثلجي وتمثيل وإدارة الفنانة اريج دبابنة والمنتج الفني للفيلم الفنان علي عليان.
فكرتنا بمسارين
بدورها نوهت مديرة مشروع فيلم «طعم الطين» في فرقة المسرح الحر ومقدمة العرض الفنانة اريج دبابنة، باننا قد اجتهدنا في الفرقة من اجل الفكرة والتي جاءت مزدوجة مركبة تعنى بمسارين في الحياة؛ المسار الاول النساء اللاتي لم ينجبن، والمسار الثاني فاقد السند الاسري واخذ هذا المشروع سنة كاملة توزعت على ثلاث مراحل، مرحلة الفكرة والسيناريو، مرحلة التنفيذ، مرحلة العرض الجماهيري، وهنا جاء فيلمنا هذا محاكاة لواقع اجتماعي قل التطرق اليه او النبش في خزائنه ومن يبحث يجد ومن يتعمق يتاثر حينا ويتالم احيانا ويتوجع زمنا، لذا بحثنا وتعمقنا وتألمنا لكن الهدف الاسمى كان ان نرفد مكتبة الحياة بهذا الانجاز المتواضع، ولاننا من تراب كان الاسم موصوف بالمعنى «طعم الطين»، وان هذه طريقنا في الفن وهذه حكايانا التي تؤشر على مناطق الخلل، فنحن جزء فاعل من المجتمع لذا نقرأ الواقع بحلوه ومره ونضع مسؤوليتنا الاجتماعية خدمة للحياة والانسانية ونرفد مكتبة الحياة بفيلم هنا ومسرحية هنالك واغنية تحامي الواقع وهذا هو المسرح الحر، فكل الشكر والامتنان لكافة من ساهم بنجاح هذه الفكرة وتحويلها الى عمل فني.
وتحدث مدير عام شبكة الاعلام المجتمعي داوود كتاب بان هذا المشروع الذي عرض اليوم هو نتيجه منافسة بين العديد من المؤسسات الاعلام والمجتمع المدني لكون الامر موضوعا شائكا، واننا نعمل جميعا  من اجل انصهار المجتمع المدني عبر تناول قضايا مهمة ومفصلية من خلال طرح اي فكرة تقدم وتترجم على ارض الواقع كون لدينا مشكلة حقيقية لدى بعض الاسر ممن يرغبون بطفل ولا يمكنهم الحصول عليه بعد الزواج للاسباب مختلفة ومن هنا نعمل على تطويع الاعلام والفن لخدمة قضايا المجتمع المحلي.
بدوره نوه  مدير مهرجان المسرح الحر والمنتج الفني للفيلم الفنان علي عليان، ان فكرة الفيلم جاءت بالمشاركة بين اعضاء المسرح الحر لايجاد فكرة جديدة لخدمة المجتمع كجزء من رسالة الفن، مشيرا الى ان فاقدي السند الاسري هم حلقة ضعيفة في المجتمع وتم تقديمها بشكل سلبي في الاعلام والفن، وان قضية فاقدي السند الاسري من القضايا الهامة التي يجب ان يتم تسليط الضوء عليها في المجتمع الاردني لسببين الاول حق الاطفال الذين لم يقترفوا ذنبا في العيش باسر سوية ومنح الاسر التي لم يرزقها الله بأطفال في ان تحقق حلمها بالاحتضان «، موضحا ان العلاقة تكاملية بين الطفل والاسر فكلا الطرفين يجد حلا لمشكلته بالاحتضان «.
قصة الفيلم
ويتطرق الفيلم الى قضية «تبني اطفال فاقدي النسب الاسري» والتي تسلط الضوء عليها من خلال احداث قصصية تحدث في الاردن، حيث تدور احداثه حول زوجين لم ينجبا طفلاً يتعرضان بسبب العقم إلى العنف المجتمعي الأمر الذي سبب لهم اذى نفسيا وضررا معنويا، فيقرران إحداث مفاجأة للعائلة وللمجتمع الأمر الذي اثار جدلاً حولهما.
وتدور احداث الفيلم حول زوجين هما «خالد وليلى» الذين تربطهما علاقة محبة ومودة وانسجام كبيرين، إلا أنهما لم يستطيعا الانجاب، ورغم ذلك مرت السنين دون أن يتذكرا هذا الامر أو يتأثرا به، وتتواصل حكاية الفيلم بتعرض «خالد وليلى» للعديد من الضغوط الاجتماعية من قبل محيطهم المتمثل بالعائلة وهي أم خالد التي تصر على ابنها أن يطلق زوجته أو يتزوج عليها بأخرى، مقابل رفض خالد الفنان التشكيلي صاحب الحس المرهف والذي يعتبر أن ليلى ليس لها ذنب في قضية الإنجاب، إلا أن الحب لم يكن كافيا، بحسب احداث الفيلم، فقد أصبح البيت مملا باردا بلا حيوية والفراغ يتسيد الموقف مع استمرار مماحكات الحماة أم خالد لزوجة ابنها ليلى، حيث وصل الامر الى حد السخرية منها ومعايرتها بزوجات أولادها الأخريات.
وتتوالى احداث الفيلم حيث تخطر على بال ليلى فكرة أحتضان طفل يتيم، وتستعين بصديقي العائلة عبير وسعد لمساعدتها في اقناع خالد على قبول الفكرة، ليعد خالد زوجته بالتفكير في الأمر، لكن حساباته مع أمه كانت هي العائق امام اتمام هذا الامر، وفي النهايه يستجيب خالد لفكرة زوجته ويذهبان لملجأ الأيتام ويقومان باحتضان احد الاطفال الرضع، وتحت هذا الاصرار من قبل خالد وليلى، تتقبل أم خالد الامر، لتصبح محبة لهذا الطفل الذي يكبر ويترعرع في منزلهم، ويمارس قيما بعد مهنة والده في تشكيل الطين، ويزوج فيما بعد، ليعكس الفيلم في نهايته حالة من التفاؤل والإيجابية والطاقة.
يذكر أن فيلم «طعم الطين» تم انتاجه بدعم من الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع دعم الاتحاد للمجتمع المدني عبر الإعلام «صوتك هويتك»، والفيلم من انتاج فرقة المسرح الحر للعام 2019، فيما يتكون طاقم الفيلم «طعم الطين»  من ربيع درويش مديراً للاضاءة والتصوير وموسيقى وليد الهشيم ومكياج وفاء الزعبي ومونتاج محمد المحيسن وتصحيح الوان اسعد العمر ومساعد المونتير «آنا خورشيد» وادارة العلاقات العامة زاهي الحمامرة ومدير الفني نضال جاموس وادارة الاعلام احمد الغلاييني وادارة الانتاج فراس المحسيري وفني صوت محمد درويش وديكور واكسسوار عبدالله العلان والعمليات الفنية المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية،وسبق قبل عرض الختام في العاصمة عمان عرضه في محافظات المملكة والقرى والارياف الاردنية بما يقارب 28 عرضاً.