اليوم التالي - د. رويتل عميرام
معاريف
مهما يكن من امر، يقترب نتنياهو من نهاية حياته السياسية. السيناريو الافضل، الذي سيمنع احتدام الخواطر وتعميق الشرخ الاجتماعي، سيكون اذا كانت الساحة السياسية وليست القضائية هي التي ستريه الطريق النهائي الى الخارج. بالنسبة لناخبيه ومؤيديه هذه ليست اياما بسيطة. من كان رمزا بالنسبة لهم على مدى سنوات طويلة ينزل من المنصة كمتهم بمخالفات خطيرة. بالنسبة للكثيرين منهم، محزن ومرفوض بقدر ما يكون، فان الجهاز القضائي خدم المعسكر المضاد، وهو اليوم بمثابة لاعب غير محايد على الملعب الديمقراطي. بالنسبة لهم سيكون أسهل بكثير على الهضم اذا كان بيتهم السياسي هو الذي يبعث ببيبي الى بيته.
لقد انتظر معسكر اليسار – الوسط زمنا طويلا هذه اللحظة، وليس صدفة. فعلى مدى سنوات طويلة حرض رئيس الوزراء ضد هذا المعسكر واستخدم كل الألاعيب الممكنة للتشكيك بشرعية ممثليه. اذا كانت كتلة اليسار – الوسط تفكر باليوم التالي بعده، فان مهمتها الان مزدوجة. اولا، رغم الاغراء على ممثليها ان يمتنعوا عن الشماتة. فحتى بدون ذلك، نجد أن ادعاءات الموالين لبيبي مثل ايرز تدمر، ميكي زوهر، ميري ريغف وامير اوحنا يبدون اليوم حتى في عيون الكثير من اليمينيين كغير مقنعين على نحو ظاهر. واستمرارا لذلك، من المهم الا يجر النقاش القضائي في مسألة استمرار ولاية بيبي الحالية الى الشارع. لقد نجح المستشار القانوني مندلبليت في الاختبار الاقسى وبقي مخلصا لاستقامته المهنية. والان ايضا، حين يبحث في مسألة اذا كان ممكنا لنتنياهو ان يتولى رئاسىة الوزراء في حكومة تسيير اعمال تحت لائحة اتهام بالرشوة، ينبغي الثقة بأدواته القضائية والا نضيف الزيت على النار المشتعلة على أي حال، في كل مظاهرات، ستجعل فقط الحال اصعب على الشرعية الجماهيرية لقراره.
اما المهمة الثانية لليسار والوسط، إذ يفكران باليوم التالي لحكم نتنياهو، فهي نشر مخططات حديثة تعيد الثقة الجماهيرية سواء بسلطة القانون او بالحلول الاقتصادية والاجتماعية التي لدى هذا المعسكر ليعرضها. بكلمات اخرى، الانشغال اكثر بالمضمون وبالجوهر وأقل بالمناكفة السياسية. في خططهم هذه، عليهم، الى جانب استمرار الاسناد الكامل لجهاز القضاء ومهنيته، ام يدخلون ايضا تعديلات تعترف بالقوة غير المتوازنة وبغياب آليات رقابة ناجعة على سلوكه. تعديلات لم تتم في سنوات حكم نتنياهو الطويلة، وفي السنوات التي قبله لم تحظى بنقاش جدي لحيويتها. اما الفهم بأن من انتخبوا نتنياهو ليسوا المشكلة بل الحل فيجب أن يتسلل ايضا الى المستوى الجماعي – الاقتصادي. في نهاية المطاف، وبقدر غير قليل بفضل الاكاذيب التي باعوها لنا في شكل يسار بلشفي، فان جزءا من المصوتين المخلصين لرئيس الوزراء قد يكونون يخافون على وضعهم الاقصادي. لمعسكر الوسط – اليسار توجد الآن فرصة لحرف الجدال عن مسألة “نعم بيبي لا بيبي” الى مسألة كيف ينوي ان يحسن حياة المواطنين في اسرائيل في مجالات الطب، المواصلات، التعليم والعمل، ويضمن للمستضعفين منهم اساسا امكانية التقدم.
ان طريق معسكر الوسط – اليسار هذه الايام سيملي بقدر غير قليل قدرة المجتمع الاسرائيلي على الشفاء من الصدوع العميقة التي نشأت فيه كنتيجة لولاية نتنياهو طويلة السنين، وبقدر لا يقل عن ذلك قدرة هذا المعسكر على تثبيت حكمه لسنوات الى الامام.