عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Nov-2023

نقاوم ولا نساوم*شحاده أبو بقر

 الراي 

لا مجال أمام الأردن المشتبك مع قضية فلسطين منذ خمسة وسبعين عاما، إلا أن يقاوم أي تفكير صهيوني بالتهجير، وهذا أمر مصيري لا مساومة فيه.
 
مناسبة هذا الكلام، هي محاولات المستوطنين المسلحين الاستفزازية على امتداد الضفة الغربية، ممارسة الضغوط على الأهل هناك، وتحت بصر قوات الاحتلال وساستهم أيضا.
 
الحلم الصهيوني ينهض من جديد لتفريغ فلسطين من أهلها وجعلها وطنا خالصا لليهود تحت عنوان الدولة اليهودية.
 
هم يدركون جيدا أن الوجود الفلسطيني بمثابة قنبلة تهدد حلمهم البائس، ولهذا فلا بد من تهجير قسري جماعي للفلسطينيين من الضفة الغربية، بعد أن فشلت سياسات التضييق ومحاولات التهويد المستمرة منذ عام ١٩٦٧ في تحقيق الهدف، أمام تمسك الأشقاء الفلسطينيين بوطنهم.
 
أعلنها الملك عبد الله الثاني صريحة أن التهجير هو إعلان حرب، وإعلان الحرب يتطلب استعدادات كبيرة وتحوط لكل طارئ قد يقدم عليه المحتلون المستعمرون الذين يحاولون اليوم ومن دون جدوى، تهجير أهلنا في غزة خارج الوطن.
 
الأردن ليس ضعيفا، لا، الأردن قوي بشعبه وبجيشه خلف قيادته الهاشمية الشجاعة، ويذكر العدو جيدا كيف كان حاله في معركة الكرامة الخالدة، عندما أخذته العزة بالإثم داعيا صحفيي العالم لمرافقة قواته إلى غداء في عمان خلال ساعات!!.
 
كما هي أرض غزة البطلة نار تلهب أقدام الصهاينة الأشرار، فإن الأرض الأردنية التي أحرقت أجسادهم ودباباتهم على أرض الكرامة بعد تسعة شهور من حرب حزيران، هي اليوم جحيم تبتلع كل من قد يحاول أن يطأها بسوء، أو هو قد يفكر بتهجير قسري لأشقائنا الفلسطينيين من وطن آبائهم وأجدادهم على مر التاريخ.
 
العدو الصهيوني يجب أن يدرك هو وأعوانه، أن فلسطين وطن للفلسطينيين، وأن الأردن وطن للاردنيين، وأن من يتوهم غير ذلك، يلقي بنفسه إلى التهلكة طوعا.
 
لا نملك المعلومات، لكننا نثق بدولتنا وبإستعداداتها لكل طارئ، مثلما نثق بقدرات وشجاعة جيشنا الباسل، ونخوة شعبنا الواحد الوفي لأن يكون الرديف الأقوى للجيش لرد مخططات العدو وإجهاضها في مهدها مهما كانت التضحيات.
 
غزة الصمود مرغت أنوفهم بالتراب وما زالت أمام أعين العالم كله، والأردنيون النشامى ومن كل المشارب، جاهزون مع جيشهم ومليكهم لما هو أكثر بعون الله، إن فكر العدو بإرغام الأشقاء على التهجير القسري.
 
أكثر من ذلك، فالأشقاء في الضفة الغربية وسائر فلسطين، من أكثر شعوب الأرض تمسكا بوطنهم مهما كانت المصاعب والأثمان.
 
الأردنيون والفلسطينيون مقاومون لا يساومون أبدا على الوطن مهما تجبر العدو وأيا كانوا أعوانه الظالمون.
 
عاشت فلسطين وعاش الأردن، ونصر الله غزة على عدوها، والسقوط بإذن الله لكل مخططات المستعمرين لشرق أوسط جديد على مقاساتهم هم.
 
من يقاوم.. شريف بطل ينصفه التاريخ ويرضى عنه خالقه سبحانه، ومن يساوم.. خانع ذليل يلفظه التاريخ ومصيره جهنم وساءت مصيرا.
 
الله من أمام قصدي..