عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jun-2019

«المنصورة» في سوف... لوحة التين والزيتون

 

جرش –الدستور - حسني العتوم - تحتضن بلادنا جماليات لا حصر لها ، فمن ابداع الهي رسم فيها الطبيعة، الى ابداع انساني انتجته ايدي الفلاحين ، حين غرسوها وشكلوها حتى ظهرت بابهى واجمل حللها الخضراء، نهرب اليها كل حين فتملأ السمع والبصر والفؤاد حنينا واملا وبهجة.
في مدينة سوف الى الغرب من مدينة جرش حاضرة المحافظة وعلى مسافة سبعة كيلومترات يستوقفك المكان في اطلالة الماشوح لترتسم امام ناظريك لوحة ساحرة وفائقة الجمال ، خضراء داكنة غطت مساحات كبيرة في منطقة المنصورة شمال المدينة، لتنساب من قمة الجبال التي تحنو عليها كام تحتضن طفلها في مشهد مبدع الى السفوح التي تترقرق فيها عيون الماء ، ويستمر المشهد امامك حتى تصل واديها وعيونها الفوارة المتدفقة من اعالي الصخور، لتهرول مسرعة في مجرى الوادي حيث تنتظرها اقنية المزارعين لتروي بساتينها المشمشية.
فيا ايها القادم الى هنا ، تمهل، فحين تحط قدميك مترجلا من مركبتك من اعالي جبل مكب السمن  او جبل ابن الادهم او الظهرة او المربعة بحناء تربتها او في تلك التلال المحيطة بتلك البقعة الخضراء الشهية حيث تنبسط المنصورة ببساتينها حيث معاقل اشجار التين والزيتون ومساكنها الحديثة ... تمهل واقرا سورة « التين والزيتون « فهنا يتحقق المعنى الحقيقي لقوله تعالى في سورة النور  الشجرة المباركة « زيتونة لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار « فتكوين هذا المكان يجعل من الشمس اول ما تظهر عليه واخر من تغيب عنه، فكانت الزيتونة هنا غير في المذاق واللون والشكل والجمال ، ولا غرابة ان يؤم الراغبون بالشراء  المكان ايام جني المحصول وتتبعه حتى خروجه من المعصرة للحصول عليه .
ولم تتوقف تلك الجماليات عند هذا الحد في المنصورة انما تتجاوزه الى السوار الذي يحيط بها من كل الارجاء من شجر البلوط المعمر والبطم الذي قلما تجد شجرة منها الا ويوجد تحتها مكانا يهرب اليه سكان المدينة للاستمتاع بهوائه العليل صيفا او قضاء سحابة يوم لاسرة قدمت اليه من مدننا الكبيرة العاصمة عمان اوالزرقاء.
وتبقى مثل هذه الامكنة قابلة للتطوير لتكون محطات سياحية تنموية ، بالقليل من الاهتمام ولعل في المطالبات التي تقدمت بها بعض الجمعيات ومنها جمعية اعلاميون في جرش هدفا لذلك لتكون مثل هذه المواقع نهايات لخط سير سياحي ينطلق من قلب مدينة الاثار او للقادمين من كافة انحاء المملكة ليجدوا فيه ضالتهم ويتحقق منه النفع وتتحقق الحماية الحقيقية للغابات وديمومة نظافتها ، والامر متروك لوزارتي الزراعة والسياحة لتقول فيه كلمتها الناضجة.