عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jun-2023

كيف يهدد "الذكاء الاصطناعي" انتخابات الرئاسة الأميركية


عمون -

الحرة

مع اقتراب المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، التي تجرى العام المقبل 2024، وتتزامن هذه المرة مع تطور كبير جدًا في الذكاء الاصطناعي يجعل صناعة المحتوى المزيف أسهل مما كان الوضع عليه في السابق، وهو تهديد كبير للعملية الانتخابية.

وانتشرت لقطات بتقنية الذكاء الاصطناعي على مدار الأشهر الأخيرة، لاقت رواجًا كبيرًا، مثل مقطع فيديو غزو الصين لتايوان، وآخر لتدفق مجموعات من المهاجرين عبر الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة في تحذير مفترض من أصحابه لما يرونه قد يحدث بعد انتخاب الرئيس جو بايدن مجددًا.

كما ظهرت صورًا للرئيس السابق دونالد ترامب يركض وتلاحقه قوات أمنية، وصورة أخرى لمقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تشتعل فيه النيران، وجميعها مزيفة بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن مثل هذه المواد المزيفة التي بدأت في إغراق الإنترنت تمثل تهديدًا كبيرًا للحملات السياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وليست الصور والمقاطع المزيفة بالأمر الجديد على الحملات الرئاسية، فقد انتشرت صورة مزيفة لبايدن خلال السباق الانتخابي عام 2020، بجانب فيديو آخر مفبرك لرئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، جمع ملايين المشاهدات عام 2019.

وتضيف الصحيفة أن المشكلة هي أنه في ظل التطور الرهيب لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة، بات من الأسهل تزييف محتوى بواسطة مُدخلات بسيطة، لتتحول إلى مقاطع فيديو أو صور أو موسيقى أو نصوص معقدة، من الصعب كشف زيفها.

وقال تيدي جوف، المسؤول عن المحتوى الرقمي خلال حملة إعادة انتخاب الرئيس الأسبق باراك أوباما، للصحيفة: "لن يخلق ذلك أنواع أو عوالم جديدة من المعلومات المضللة التي لم نتخيلها من قبل، لكن سيجعل صناعتها أسهل وأسرع وأرخص. وستكون تبعات ذلك عميقة إلى حد كبير".

وترى "وول ستريت جورنال" أن السرعة التي يمكن بها إنتاج محتويات جديدة بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في حسم الأمور، فبدلًا من الاستعانة بخبراء في المجال الرقمي، ستكون تطبيقات الذكاء الاصطناعي أرخص للحملات ويمكن استخدامها في الرد على فعالية ما أو موضوع ما بشكل أسرع.

وقال خبراء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، للصحيفة، إنهم يختبرون الذكاء الاصطناعي والتطبيق ذائع الصيت "تشات جي بي تي" باعتباره أداة يمكن استخدامها في صياغة الخطابات، ورسائل البريد الإلكتروني المخصصة لجمع التبرعات، والرسائل، وصناعة ملفات الناخبين.

ونقلت الصحيفة عنهم أنه سيتم مراجعة مثل هذه المحتويات المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي وإعادة تحريرها إذا لزم الأمر، مضيفة أن هذه التكنولوجيا يمكنها المساعدة بشكل كبير في تقليص الوقت المستخدم في التواصل اليومي مع الناخبين.

بينا تحذر مؤسسات رقابية على الإنترنت، من أن هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها لأغراض شريرة، مثل نشر المعلومات المزيفة بشأن ساعات التصويت وأماكنها، ومواعيد التسجيل، وحتى كيفية التصويت.

ولطالما أعلنت منصات التواصل الاجتماعي أن لديها سياسات تسمح لها بحذف المواد المضللة والمزيفة، لكن يمكن أن يكون تنفيذ هذه السياسات بطيء أو غير مناسب، كما أن بعض المنصات تتيح في بعض الأحيان بعض المواد المزيفة باسم السماح بمناقشات سياسية حولها، بحسب وول ستريت جورنال.

يذكر أن مجموعة من خبراء التقنيات والكمبيوتر العالميين، أصدرت بيانا نهاية الشهر الماضي، طالبوا فيه بـ"العمل على تخفيف خطر انقراض البشرية من جراء الذكاء الاصطناعي"، وجعله "أولوية مع مخاطر أخرى مثل الجائحات والحرب النووية".

وشملت قائمة الموقعين سام التمان، رئيس شركة OpenAI صاحبة موديل الذكاء الاصطناعي الأشهر ChatGPT وجيفري هينتون، عالم الكمبيوتر المعروف بلقب الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، وكيفن سكوت، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة مايكروسوفت، وآخرين.

وتتزايد المخاوف من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي قد تتجاوز ذكاء البشر، أو تخرج عن السيطرة، مع ظهور جيل جديد من برامج محادثات الذكاء الاصطناعي عالية القدرة مثل "تشات جي بي تي"، بحسب أسوشيتد برس.

وكان أكثر من ألف باحث وخبير في التكنولوجيا، بينهم مالك تويتر وتسلا، إيلون ماسك، قد وقعوا خطابا مطلع العام الجاري، دعوا فيه إلى وقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لمدة 6 أشهر لما قد تمثله من أخطار كبيرة على المجتمع والبشرية بأكملها.

وبدأت دول العالم في اتخاذ خطوات من أجل صياغة لوائح وقواعد متعلقة بتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن قانون "الذكاء الاصطناعي" المتوقع تمريره لاحقا العام الجاري.

وسبق للرئيس الأميركي جو بايدن أن حض الكونغرس على إقرار قوانين تضع قيودا أكثر صرامة على قطاع التكنولوجيا.

"الحرة"