الأديب الصحفي المناضل ضد المرض والاحتلال.. أمجد ناصر ينال جائزة الأردن التقديرية
منحت المملكة الأردنية الهاشمية الأديب الأردني أمجد ناصر جائزة الدولة التقديرية في حقل الآداب.
وأشارت وزارة الثقافة في بيانها اليوم لصدور الإرادة الملكية السامية بمنح الجائزة للشاعر الأردني في حقل الآداب، "نظرا لما قدمه هذا الأديب والشاعر الأردني من إسهامات حقيقية في شحن التجربة الشعرية المعاصرة بطاقة خاصة انعكست بدورها على قصيدة التفعيلة، فرسمت قسماتها العربية التي نبتت بذورها الأولى في بلاد الرافدين منذ منتصف القرن الماضي، وصولا إلى قصيدة النثر، وتوظيفه للشعر في بعض مكونات السرد على نحو مميز".
وتقدم وزارة الثقافة الأردنية جائزة الدولة التقديرية منذ عام 1977، واعتبر بيان الوزارة أن الشاعر الأردني ساهم في إثراء المشهد الشعري العربي من خلال مؤلفاته الشعرية ومسيرته الإبداعية التي وصلت إلى أربعين عاما.
وكان وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف قد سلّم مؤخرا وسامَ الثقافة والعلوم والفنون من فئة الإبداع للشاعر الأردني، على جهوده التي قدمها في إغناء الثقافة الفلسطينية والأردنية والعربية، وعمله لصالح القضية الفلسطينية، وهو الوسام الذي يمنح بقرار من رئيس السلطة الفلسطينية.
كما سلم وزير الثقافة الأردني محمد أبو رمان درع الوزارة لناصر ضمن حفل نظمه مركز القدس للدراسات السياسية في العاصمة عمان منتصف يونيو/حزيران الماضي، وأعلن اتحاد الناشرين الأردنيين حينها اختيار الشاعر ناصر شخصية العام لمعرض عمان الدولي للعام الجاري.
مقاوم المرض والاحتلال
وفاجأ الشاعر الأردني متابعيه منتصف مايو/أيار الماضي على موقع فيسبوك بتدوينة مؤثرة تحمل عنوان "راية بيضاء"، يوجز فيها فحوى آخر زياراته إلى طبيبه في مستشفى تشرينغ كروس بلندن حيث تم إبلاغه أن "العلاج فشل في وجه الألم".
ولد الشاعر الأردني يحيى النعيمي -المعروف بأمجد ناصر- عام 1955 في قرية الطرّة بالرمثا شمال الأردن، ودرس العلوم السياسية في جمهورية اليمن الشعبية، وترك العمل في التلفزيون الأردني والتحق بالمقاومة الفلسطينية نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وعمل في عدد من الدوريات بينها "الهدف" و"الحرية"، وترك الدراسة متفرغا للعمل الثقافي والإعلامي الذي حمله إلى عدد من عواصم العالم.
أصدر أولى مجموعاته عام 1977 في بيروت وحملت اسم "مديح لمقهى آخر"، ومطلع الثمانينيات كتب قصيدة النثر في دواوينه التي أصدرها تباعا، ومنها: "منذ جلعاد"، و"رعاة العزلة"، و"سر من رآك"، و"مرتقى الأنفاس".
اضطر ناصر لمغادرة بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي صيف عام 1982، بعد أن كان مسؤولا عن البرامج الثقافية في إذاعة الثورة الفلسطينية، وساهم في تأسيس صحيفة القدس العربي منذ 1987.
انتقل إلى قبرص وبريطانيا واستقر في رحلته الصحفية في "العربي الجديد" بلندن، وانفتح أكثر على تجربة ما سمي قصيدة الكتلة التي مزجت بين السرد والشعر في "حياة كسرد متقطع". وصدر له أيضا "وحيدا كذئب الفرزدق"، ومختارات شعرية في مجموعة بعنوان "أثر العابر".
وفي السرد والرواية صدر له "خبط الأجنحة"، و"هنا الوردة"، و"في بلاد ماركيز".
حصل ناصر على جائزة محمود درويش التي يمنحها مجلس أمناء الجائزة ومقرها رام الله، وجائزة محمد الماغوط، وترجمت أعماله لعدد من اللغات.
المصدر : الجزيرة