ھآرتس
الغد- الصحافة بمعناھا المحافظ یجب أن تكون محرضة، وأن تعرف كیف تضع رقابة على مراكز القوة. ھي لم تعد لأن تفرح وتقتل الوقت وتستخذي وأن تسلي. على الاقل لیس في نصیب الاسد
منھا. بقدر ما یدور الحدیث عن مركز القوة الإسرائیلي مع أل التعریف، فإن الصحافة الإسرائیلیة ھي عمیل كبیر في انكار السیطرة الاجنبیة والمعادیة لنا على الفلسطینیین. ھي تساعد على اخفائھا كحقیقة واقعة ومدمرة، طالما أنھا تتبنى خطاب الارھاب كنقطة انطلاق اساسیة في ذكر الفلسطینیین. مجرد حقیقة أنھا تقلل جدا من تغطیتھ فإن صحافتنا تطبع الحكم الیھودي غیر الدیمقراطي، الذي مئات آلاف الإسرائیلیین یعززونھ كل یوم، وملایین الیھود (أیضا في الشتات) یكسبون منھ. الاعلام یساعد على تناسیھ والتعود على شره.
سواء باختیار واعي وكذلك بسبب ضغوط موضوعیة (لا یوجد مراسلین، لا یوجد ما یكفي من الصفحات أو وقت المشاھدة، المتصفحون لن یضغطوا ومن یعلنون لن یعلنوا). وحتى وسائل الاعلام، بما فیھا ”ھآرتس“، لا تواجھ كما یجب الحجم والتفاصیل. وبناء على ذلك، كامل معنى ھذه السیطرة الاجنبیة والمعادیة. ھذا الیوم الثرثرة غیر المنقطعة حول كل استطلاع انتخابي، أمس كان الحدیث عن الأخ الاكبر وغدا عن سارة نتنیاھو – وسائل الاعلام تجد المكان والموارد لكل ما یبعدنا عن التفكیر بواقعنا الاساسي كأناس سالبین وطاردین لشعب آخر.
الیكم تفصیل جزئي فقط (بسبب ضیق المجال) لعدد من العناصر في مؤسسة السلب الإسرائیلیة،
التي تخلق الاخبار الغائبة: نشاطات الادارة المدنیة كذراع السلب الاساسي، التي تطبق الاوامر
العسكریة والتعلیمات الحكومیة مثل قبول خطط التوسیع للمستوطنات، رفض طلبات فلسطینیین
لرخص البناء، توسیع البنى التحتیة للمیاه والشوارع للمستوطنات، اقتحامات لتدمیر البنى التحتیة
للمیاه والطرق والمباني في التجمعات الفلسطینیة، الحفاظ على مناطق ج نقیة من النشاطات الاقتصادیة الفلسطینیة – أحد العوامل الاساسیة لعجز الاقتصاد الفلسطیني.
نشاطات بلدیة القدس ووزارة الداخلیة والشرطة للقیام بنفس الشيء في القدس – أي خلق جیوب
فقر وسكان فقراء، طرد فلسطینیین من بیوتھم واھمال البنى التحتیة. مئات المھندسین والمقاولین
الذین یستجیبون للعطاءات ویبنون ضواح فاخرة للیھود على المزید من الاراضي الفلسطینیة، تترجم ایدیولوجیا الفصل والتمییز إلى كیان متماسك. وكل ذلك بمساعدة المحاكم ومحكمة العدل العلیا.
نشاطات منظمات المستوطنین: السیطرة على الاراضي وتزویر وثائق الشراء والارھاب ضد المزارعین والرعاة الفلسطینیین لتقلیص مناطق الرعي والفلاحة، اقامة بؤر استیطانیة عنیفة وربطھا بالبنى التحتیة والسیطرة على ینابیع المیاه وطرد الفلسطینیین من بیوتھم في الخلیل وفي القدس والتجسس على البناء الفلسطیني ومنظمات الیسار والضغط على الادارة والجیش لتنفیذ المزید من التدمیر والطرد، وكل ذلك بمساعدة المحاكم ومحكمة العدل العلیا.
الجیش یقوم بإبعاد الناس عن اراضیھم من اجل الدفاع عن المستوطنین العنیفین، یرافق الادارة
المدنیة في تدمیر البنى التحتیة للمیاه والطرق والمباني ویوفر استشارة قضائیة للھادمین، یقوم
بطرد الناس من اجل التدرب فوق اراضیھم، یعتقل، یقتل، ویصیب متظاھرین ضد سلب الاراضي، یقتحم البیوت في اللیل ویعتقل الاطفال من اجل الوشایة على البالغین، یعزز محكمة عسكریة فیھا من المفضل الاعتراف بما لم تفعلھ من اجل أن تسجن لفترة أقل، یفرض غرامات باھظة (مع شرطة المرور) كجزء من حرب استنزاف اقتصادیة.
التوقیف لساعات في الحواجز والتنغیص على الفلسطینیین في مكاتب الادارة المدنیة التي تقوم
بفحص طلبات التصاریح، تطبیق قیود حركة كآلیة لسرقة الوقت الفلسطیني: ھذه واحدة من وسائل حرب الاستنزاف الاقتصادي والنفسي المحكمة جدا التي تستخدمھا إسرائیلي.
اعتبروا ذلك دلیلا، لمن یھتمون بمعرفة كم من المعلومات ھم لا یحصلون علیھا حول ما ینفذه الإسرائیلیون كل یوم وكل لحظة.