عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Aug-2020

هل ينتظر مفتي السلطة الفلسطينية في القدس استجابة العرب لفتواه؟ - بقلم: يوسي بيلين

 

نشر الشيخ محمد حسين، مفتي السلطة الفلسطينية في القدس، قبل بضعة أيام فتوى تقضي بفرض الحظر الشرعي على المسلمين، من سكان الإمارات، زيارة المسجد الأقصى.
 
هل ستمتنع الدول العربية التي ترغب في السير على أعقاب الإمارات عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل خوفاً من أن يصدر محمد حسين فتوى مشابهة على مواطنيها أيضاً؟
 
من سيطيع هذه الفتوى؟ من سيفرضها؟ من الذي تردعه؟ هل ستمتنع الدول العربية التي ترغب في السير على أعقاب الإمارات عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل خوفاً من أن يصدر محمد حسين فتوى مشابهة على مواطنيها أيضاً؟ إن العلاقات بين الفلسطينيين والدول الأخرى ليست قصة حب طويلة. فلم يكن الفلسطينيون مستعدين لأي حل يمنح أي أرض سيادية كانت لليهود في إسرائيل الغربية، وجروا معهم دولاً عربية للاعتراض على مشروع التقسيم في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في تشرين الثاني 1947.
 
في حرب التحرير أرسلت الدول بوحدات من جيوشها، التي -باستثناء القوة الأردنية (التي كان هدفها الحقيقي هو أن تحتل من أجل الأردن الأرض المخصصة للدولة الفلسطينية)- كان لها بعض من قوة حقيقية.
 
لقد كان مثيراً للشفقة توقع الفلسطينيين أن تقاتلنا الدول العربية فتخلي الأرض، بعد انتصارها، كي تعيد إليها لاجئين 1948. وقد نبع انتقال القيادة الفلسطينية الهدام لاستخدام الإرهاب، في أواخر الستينيات، من رغبة مثيرة للشفقة بقدر لا يقل لأخذ مصير الفلسطينيين في أيديهم والوصول إلى النتيجة التي أرادوها، بقواهم الذاتية.
 
         أما التوقع بأن تقدم الدول العربية، على الأقل، إسناداً سياسياً متواصلاً للفلسطينيين، فقد تلقى ضربة في اتفاقات كامب ديفيد، وعملياً مع صعود السادات إلى حكم مصر. فحاجة الدولة العربية للسلام مع إسرائيل (كي تستعيد شبه جزيرة سيناء، ولرغبتها في العلاقات الاقتصادية والأمنية مع الولايات المتحدة) دفعت السادات للامتناع عن الاشتراط الذي يقضي بأنه لن يكون السلام دون أن تقوم دولة فلسطينية. ونجح الفلسطينيون في التسبب بمقاطعة عربية لمصر وإخراجها من الجامعة العربية، ولكن ليس لزمن طويل.
 
خلق مؤتمر مدريد لدى الفلسطينيين أملاً في أن معنى المفاوضات المتوازية مع الأردنيين والسوريين اللبنانيين ومعهم أنفسهم، لن يوقع أي طرف على سلام منفرد مع إسرائيل، ولكنهم هم أنفسهم خرقوا هذا في اتفاق أوسلو الذي لم يربط السلام الإسرائيلي – الفلسطيني بالسلام مع أي دولة عربية.
 
وكان اتفاق المبادئ بين إسرائيل والأردن، الذي وقع بعد يوم من اتفاق أوسلو، وهو أيضاً في البيت الأبيض كان قولاً واضحاً من الأردن بأنه لا ينتظر السلام الإسرائيلي – الفلسطيني. وكانت المفاوضات المنفردة مع سوريا بعد اتفاق أوسلو تعبيراً عن قرار سوري مشابه. اتفاق التطبيع مع موريتانيا في 1999، مثل اتفاق التطبيع المرتقب مع اتحاد الإمارات هما قول واضح بأن العالم العربي ما زال معنياً بالاتفاقات مع إسرائيل، وأنه لا ينتظر إقراراً فلسطينياً كي يوقع عليها.
 
ترفض القيادة الفلسطينية أن تفهم بأنه كلما زاد عدد الدول العربية التي تفتح سفارات في إسرائيل، تتعزز المطالبة بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، ويمكن لهذه الدول أن تساعد في تحقيقه. فتوى محمد حسين ستساهم في الخطوة المعاكسة: جعل الشعب الفلسطيني شعباً وحيداً.
 
 
 إسرائيل اليوم