عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Nov-2022

قراءة في رواية “قديسات كابول” للكاتبة الإيطالية فرانشيسكا مارتشانو

 الغد- صدرت في سلسلة إبداعات عالمية ترجمة رواية “قديسات كابول” تأليف الكاتبة الإيطالية فرانشيسكا مارتشانو، وترجمة سمر عبد المنعم مرسي.

تصور الرواية الصراع الدائر في نفس البطلة بين الطموح والمثل العليا. كذا، فإنها تصور الوضع الحالي في أفغانستان أصدق تصوير، فتتبدى للقارئ الهوة السحيقة بين الثقافة المختلفة ومدى انعزال النساء وعجزهن عن تقرير مصيرهن. ويتبين لقارئ الرواية مدى خطورة العيش في بلد تنهشه الحروب وتنوشه سهام التطرف.
تتكون الرواية من ثلاثة فصول تدور أحداثها في أفغانستان تصورها شخصية “ماريا غالانتي” المصورة الصحفية التي تسافر في مهمة عمل إلى أفغانستان، حيث يوكل إليها تصوير فتيات أفغانيات حاولن الانتحار فراراً من تزويجهن جبراً برجال كبار السن.
وتعرض الرواية الصعوبات التي تعيق إتمام المهمة في بلد منغلق كهذا يحظر تصوير النساء وظهورهن، وفي أثناء تلك الرحلة تخرج ماريا من عالمها الضيق إلى عوالم أرحب وآفاقا أكثر اتساعاً لم تكن تدري عنها شيئاً من قبل، وتستشعر “ماريا” صراعاً يعتمل في جوانحها ما بين رغبتها في إتمام مهمتها ومواصلة نجاحها المهني من جهة.
وبين إذعانها لما هو قائم في نفسها من مثل عليا وقيم. ماريا تنطلق الى قرية خارج كابول العاصمة برفقة زميلتها ايموجين غلاس وبرفقة الإعلامي الافغاني “حنيف”.
ويستقبلن من “شيخ القبيلة” مالك بالترحاب لكن نساء القرية لا يظهرن وفي حوارهن مع شيخ القبيلة رسم لهن صورة وردية عن النساء فهن يدرسن في المدارس ومنهن الطبيبة والمعلمة وأردف يقول: “إنكم معشر الأجانب تحسبون أننا نعامل المراة وكأننا في القرون الوسطى علما بأن النساء يمكنهن السير في الشوارع وعزف الموسيقا والرقص في موسم الاحتفالات ويمكنكم الحديث إلى نسائنا في المدرسة لمدة ساعة لكنه رفض تصوير النساء الأفغانيات.
ويتبين لقارئ الرواية مدى خطورة العيش في بلد تنهشه الحروب وتنوشه سهام التطرف. لم تستطع ماريا اللقاء مع “زلية” التي حاولت الانتحار بسبب تزويجها لشيخ طاعن في السن ولم تستطع لقاء أي من النساء لكن ليلى زوجة حنيف في مستشفى الولادة وولادتها متعسرة كما أنها بحاجة إلى دم ولم يستطع زوجها حنيف تحصيل كمية الدم المطلوبة فقاموا بتوليدها قيصريا وأنجبت ليلى الصغيرة ورحلت عن الدنيا استطاعت ماريا تصويرها قبل موتها في المشفى وغادرت ماريا افغانستان وقامت بإرسال صور زوجته ليلى وهي تحتضر وكتب حنيف لماريا رسالة شكر قال فيها:
“أشكر لك بخاصة إرسالك الصورة إنها صورة رائعة حقا تصور زوجتي سأحفظ الصورة في سويداء قلبي ما حييت لقد وضعتها في إطار وأسكنتها جوار سريري هي أول شيء أفتح عليه عيني صباحا ستعرف ليلى الصغيرة يوما كم كانت أمها جميلة شكرا لك ماريا”.
الكاتبة فرانشيسكا مارتشانو، روائية إيطالية وكاتبة سيناريو ولدت في العام 1955 في العاصمة الإيطالية روما، ولها مجموعة من الروايات منها: رواية “شريعة الغاب” الصادرة العام 1998 وقد عدتها صحيفة “نيويورك تايمز” من أهم الأعمال في ذلك العام. ورواية “الدار الحمراء” الصادرة العام 2002 والتي حازت على جائزة Rapallo Carige الإيطالية. ولها مجموعة قصصية بعنوان “اللغة الأخرى” صدرت العام 2014. وكان آخر أعمالها مجموعة قصصية بعنوان “روح الحيوان” صدرت في العام 2020.