عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Dec-2019

السرب الأخير من المناضلين - يوسف غيشان

 

الدستور- قبل أن يرحل المناضلان الكبيران بسنوات، حصلت بينهما محاورة كنت شاهدا عليها، وأنقلها لكم هنا.
شيخان محترمان من كبار الشخصيات الوطنية الاردنية، جلسا الى جانب بعضهما في مناسبة وطنية عامة. كنت وصديقي جورج حدادين نجلس خلفهما. وهذه بعض تفاصيل ما سمعنا من حوار بينهما، أنا مندهش وجورج مندهش من هذه الروح القوية التي تمور داخل اجساد قدامى المناضلين. وانقل لكم تفاصيل الحوار:
الاول: يا ابو سامي .... معجبك الوضع اللي احنا عايشينه؟؟
الثاني: طبعا لا يا ابو خليل.
الاول: طيب شو رأيك نعمل حركة .... نجمع هالناس ونشوف شو نعمل.
الثاني: يا ابو خليل انا قربت من التسعين وانته نطيت الخمسة وثمانين بكفي نضال خلي دور لغيرنا؟
الاول: يعني قديش فكرك رح نعيش؟
الثاني: سنتين ثلاثة ... خمسة مش أكثر.
الاول: طيب هالسنتين ثلاثة خلينا نناضل فيهم.
(انتهى الاقتباس من الحوار):
أما الاول فهو المناضل الشيوعي الكبير الدكتور يعقوب زيادين، أما الشيخ الثاني فهو شيخ المناضلين الاردنيين والفلسطينيين الاستاذ بهجت ابو غربية الذي قاتل في صفوف ثورة ال 36، واستمر في نضاله الوطني على الساحة الوطنية الأردنية حتى وفاته.
لا شك ان جيلنا والاجيال الاكثر شبابا نشعر بالدهشة ونحن نشهد هذه الارواح الوثابة، ونرى الى أنفسنا وقد انسحبنا تدريجيا من العمل السياسي والحياة العامة، تقتلنا شيخوخة سن الأربعين والستين.. لقد انهزمنا مبكرا وهم الشيوخ الطاعنون في النضال لم ينهزموا قط.