عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Oct-2025

أسرار حرب غزة: خطة «أمريكية - إسرائيلية» لتقسيم القطاع* حسين دعسة

  

الدستور المصرية -
.. دون معرفة بكل أسرار هذه الصفقة، لكننا ندرك أن الحراك الدبلوماسى والرسمى الأمريكى نحو دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، لا يعنى إلا تغطية مقيتة لألاعيب السفاح نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف التوراتى الإسرائيلية النازية، عدا عن محاولة مكشوفة لتدمير جهود المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، عدا عن الدول الوسطاء، ومستويات متقدمة من التنسيق رفيع المستوى سياسيًا وأمنيًا ودبلوماسيًا، وهو التنسيق الذى قادته جهود الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، بالعمل القيادى السيادى مع الأردن ومع الملك عبدالله الثانى، وتحديدًا فى قضية أساسية هى منع ورفض التهجير للشعب الفلسطينى، من غزة ومن الضفة الغربية والقدس، وكانت القوة التى حملتها سيادة القيادة العليا فى الأردن ومصر وبدعم راقٍ من السعودية والإمارات ومن قوى شعبية هتفت:
- لا للتهجير. 
- لا لتهجير القسرى أو إخراج اللاجئين الفلسطينيين من غزة ورفح والشجاعة  والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل. 
- لا لسياسة تقسيم قطاع غزة، أو أى تغيير جيو سياسى أمنى. 
- نعم لاعتماد وتنفيذ خطة الإعمار التى ساعدتها ودعمها وقدمتها مصر، لتكون الخطة العربية الإسلامية ومسارات للاستجابة وإعادة إعمار غزة بأيدى الشعبين الفلسطينى والعربى. 
.. * هنا نقف، لنثير القضية ومحور الشر الأمريكى الإسرائيلى، الذى يروج المجهول القادم.
* المحور الأول:
تدرس الولايات المتحدة وإسرائيل خطةً لتقسيم غزة إلى منطقتين منفصلتين تسيطر عليهما إسرائيل وحماس، على أن تقتصر إعادة الإعمار على الجانب الإسرائيلى كحل موقت ريثما يتم نزع سلاح الحركة المسلحة وإبعادها عن السلطة، حسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال». 
* المحور الثانى:
صرح مسئولون فى البيت الأبيض، بأن كوشنر هو القوة الدافعة وراء خطة إعادة الإعمار المُقسّمة، حيث وضع هذه الخطة بالتعاون مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. وأضافوا أن كوشنر أطلع ترامب وفانس على الخطة وحصل على دعمهما.
ولخص نائب الرئيس جى دى فانس وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب هذه الفكرة فى مؤتمر صحفى عُقد يوم الثلاثاء فى إسرائيل، حيث وصلا للضغط على الجانبين للالتزام بوقف إطلاق النار الحالى، والذى بموجبه سحبت إسرائيل قواتها بحيث أصبحت تسيطر الآن على حوالى 53% من القطاع.
* المحور الثالث:. 
قال نائب الرئيس الأمريكى فانس إن هناك منطقتين فى غزة، إحداهما آمنة نسبيًا والأخرى شديدة الخطورة، وأن الهدف هو توسيع المنطقة الآمنة جغرافيًا.
وأضاف كوشنر، أنه حتى ذلك الحين، لن تُخصص أى أموال لإعادة الإعمار للمناطق التى لا تزال تحت سيطرة حماس، وسيكون التركيز على بناء الجانب الآمن.
ولفت إلى أن «هناك اعتبارات جارية الآن فى المنطقة التى يسيطر عليها الجيش الإسرائيلى، طالما أمكن تأمين ذلك، لبدء البناء كغزة جديدة من أجل منح الفلسطينيين المقيمين فى غزة مكانًا يذهبون إليه، ومكانًا للعمل، ومكانًا للعيش».
* الوسطاء العرب.. قلق مشروع يخلق أزمة كبرى؟
يشعر الوسطاء العرب، الدول مصر وقطر تحديدًا، بالقلق من الخطة التى قالوا إن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى طرحتاها فى محادثات السلام. وتُعارض الحكومات العربية بشدة فكرة تقسيم غزة، مُجادلةً بأنها قد تؤدى إلى منطقة سيطرة إسرائيلية دائمة داخل القطاع. ومن غير المُرجح أن تُلزم قواتها بمراقبة القطاع وفقًا لهذه الشروط.
.. إلى ذلك، صرح مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية بأنها فكرة أولية، وسيتم تقديم التحديثات فى الأيام المُقبلة.
ورسم وقف إطلاق النار الذى توسط فيه ترامب، والذى دخل حيز التنفيذ فى 10 أكتوبر، خطًا أصفر على الخريطة يُحدد منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلى. وهو فى الأساس بمثابة وسادة سميكة تُحيط بحدود القطاع وتُحيط بمنطقة السيطرة الفلسطينية. ومن المفترض أن تتقلص المنطقة الإسرائيلية مع تحقيق أهداف محددة.
وفى جوهرها، تتناول فكرة تقسيم غزة الصعوبات التى لم تُحل بعد، والمتمثلة فى نزع سلاح حماس وتشكيل حكومة بديلة تُشرف على القطاع وتُهيئ بيئة آمنة لاستثمار مليارات الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار.
* المحور الرابع:
تدعو خطة الرئيس الأمريكى ترامب للسلام إلى تشكيل لجنة من التكنوقراط لإدارة غزة، وقوة دولية لتوفير الأمن، لكن التفاصيل لم تُحدد بعد. وتعتقد العديد من الحكومات العربية أن القطاع بحاجة إلى إشراف السلطة الفلسطينية، التى تحكم جزءًا كبيرًا من الضفة الغربية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى السفاح نتنياهو يُعارض بشدة السماح لها بدور.
وصرح مسئولون فى البيت الأبيض بأن كوشنر هو القوة الدافعة وراء خطة إعادة الإعمار المُقسّمة، حيث وضع هذه الخطة بالتعاون مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. وأضافوا أن كوشنر أطلع ترامب وفانس على الخطة وحصل على دعمهما.
* بيان مشترك لمصر والاتحاد الأوروبى:
نؤكد ضرورة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة واحدة، عدا عن أنه على حماس إنهاء حكمها فى قطاع ‎غزة، وفق المحادثات السابقة للاتفاق.
* «هآرتس»: مصير اتفاق غزة غير واضح السفاح نتنياهو يتخبط!.
خلال الـ٧٢ ساعة الماضية، كانت صحيفة «هآرتس» تعيد وتكرر وتقول إن السفاح نتنياهو فى خطر سياسى، بمعنى أراه أقرب إلى حقائق صورة إسرائيل، كدولة تتخبط بين الراعى الأمريكى الذى يريد التنصل من تعهدات ودعمه لألاعيب وأكاذيب وحروب السفاح نتنياهو ودولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، لهذا تناولت صحيفة «هآرتس» العبرية، زيارات المسئولين الأمريكيين إلى إسرائيل، بشىء من التهكم والسخرية، فكتبت أنه «بدلًا من متابعة الجلسة الافتتاحية، كان يجب أن تبثّ استوديوهات التليفزيون المقابلة التى أُجريت مع المفوضَين الساميَّين للولايات المتحدة فى إسرائيل، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، فى برنامج «60 دقيقة»، مضيفةً «صحيح أن جلسة الكنيست أكثر تسليةً، لكنها بلا أى أهمية. فالقرارات التى تحدد مصير مواطنى إسرائيل لا تُتخذ هناك، بل فى واشنطن».
المحلل السياسى الإسرائيلى حاييم ليفنسون، قال فى «هآرتس»، إن «الرسالة من المقابلة واضحة: نحن ندير الحدث عن قُرب، ولن نسمح باندلاع القتال من جديد. وقعت أحداث غزة أمس بعد المقابلة، وكان يمكن فعلًا رؤية التطبيق العملى لِما قيل فيها؛ بتسلئيل سموتريتش، عضو الكابينت، غرّد بكلمة حرب، بعد الهجوم الذى أسفر عن مقتل جنديَّين إسرائيليين فى رفح؛ لكن ويتكوف أعطى نتنياهو تعليماته بتوجُّه الجيش الإسرائيلى إلى أن تكون الردود محدودة، وأن تستمر المساعدات الإنسانية فى المرور، وأن تُفتح المعابر. وكالعادة، روّج نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس الرد العسكرى الإسرائيلى العدوانى بمسحة من الخطابة والبطولة، لكن عند مرحلة التراجع اختفيا، وتركا الساحة لمصدر سياسى، وللناطق باسم الجيش الإسرائيلى».
 
وأضاف ليفنسون، «وصل الثنائى إلى إسرائيل أمس للتأكد من أنها لا تنوى الانحراف عن خطها المرسوم، وهما يقفان إلى جانب حماس فى نقطتَى الخلاف الأساسيتين بشأن وقف إطلاق النار؛ النقطة الأولى، وتيرة إعادة جثامين الرهائن؛ تدّعى إسرائيل أن حماس تعلم بمكان الجثث وتماطل عمدًا؛ أمّا ويتكوف وكوشنر، فيعتقدان أن حماس تفى بالاتفاق، وأن الظروف الميدانية تجعل التنفيذ صعبًا؛ أمّا النقطة الثانية، فتتعلق بالهجوم فى رفح، حيث تقول إسرائيل إنه انتهاك جسيم لوقف إطلاق النار، لكن ترامب قبِل رواية حماس التى تزعم أن المسلحين لم يكونوا على عِلم بالتفاهمات، مثل الجندى اليابانى العالق فى الأنفاق».
كذلك قدمت المقابلة لمحة مباشرة من الرواية الأمريكية للأحداث التى سبقت وقف إطلاق النار. الجمعة الماضى، عرض عميت سيغال فى صحيفة «إسرائيل اليوم»، رواية رون ديرمر للأحداث، وبحسبه، لم يكن ترامب يرغب أصلًا فى إطلاق سراح الرهائن، بل جاء ذلك نتيجة ضغط إسرائيلى. ونشأت الفرصة بعد فشل الهجوم على الدوحة، والخوف القطرى من أن تواصل إسرائيل هجماتها هناك. من تلك النقطة، تابعت الولايات المتحدة تحريك الدول العربية جميع نحو إبعاد «حماس» عن الحكم.
 
* اعترافات المفوض ويتكوف.
ديرمر رجل ذكى، وربما هو الذكى الوحيد فى محيط نتنياهو، لكن إذا كان يصدق القصص التى يرويها، فحال الدولة أسوأ بأضعاف. لقد جاء ويتكوف برواية مختلفة تمامًا فى المقابلة: لم تكن قطر هى التى خافت من عملية اغتيال أخرى، بل إسرائيل. قال ويتكوف: «شعرنا بشىء من الخيانة»، وأضاف كوشنر «أعتقد أن ترامب شعر بأن الإسرائيليين يفقدون السيطرة على ما يفعلونه، وحان الوقت لإيقافهم عن القيام بأمور ليست فى مصلحتهم الطويلة الأمد».
ووفقًا ليفنسون، يزعم نتنياهو وديرمر أن خطة السلام هى «خطة ديرمر» التى تبنّاها الأمريكيون لكى توافق عليها «حماس»، أمّا الواقع، فمختلف تمامًا. ويتكوف وكوشنر يعرضان الخطة على أنها خطتهما، ويؤكدان أن ترامب تحدث مع نتنياهو لإقناعه بقبولها. قال كوشنر: «إن الطريقة التى صممنا بها الخطة، هى أن ترامب أعطانا مساحة كافية لئلا ننغمس فى التفاصيل التقنية التى حدثت فى الماضى، والتى سمحت للناس بقتل الصفقة». وأضاف ويتكوف «كان من المهم أن تشعر حماس بأن هناك نحو 20 نقطة استفادت منها».
لكن الذروة كانت فى لقاء استثنائى فى شرم الشيخ، كشفه باراك رافيد، جمع بين الثنائى الأمريكى وخليل الحية، أحد قادة «حماس». ترامب وافق مسبقًا على اللقاء لإتمام الصفقة. قبل شهر من ذلك، فقد الحية ابنه فى الغارة على الدوحة- وهو أيضًا مقاتل فى «حماس».
ويتكوف، الذى فقد ابنه بسبب جرعة زائدة من المخدرات، قدم له التعازى، ووعده باسم رئيس الولايات المتحدة، قائلًا: «إن الرئيس يقف خلف الصفقة، ولن نسمح لأى طرف بانتهاكها، وسيتلقى الطرفان معاملة عادلة. الكابوس الأسوأ، بالنسبة إلى حماس، هو أن تنسحب إسرائيل، وتُفرج الحركة عن الرهائن، ثم تعود إسرائيل إلى الحرب. لقد احتاجوا إلى ضمانة من الرئيس بأنه سيُلزم إسرائيل بوعودها ما دامت حماس تفى بوعودها»، حسبما قال فى المقابلة.
 
* مكانة محترمة على «الطاولة».. لمن؟!
قال تحليل ليفنسون، مكاشفة نادرة: «هنا يكمن التناقض الذى فشل ويتكوف وكوشنر فى تفسيره. فى المرحلة الأولى- مرحلة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن- حصلت حماس على مكانة محترمة على الطاولة، بما فى ذلك لقاء مبعوثَى الرئيس الشخصيَّين. لقد تم الأخذ بمطالبها وتلقّت وعودًا؛ أمّا فى المرحلة الثانية، فمن المفترض أن تُطرد تمامًا، وتتخلى عن السيطرة على غزة، وتسلّم سلاحها وتختفى. كيف يمكن التوفيق بين هذين الأمرين؟ على ما يبدو، من خلال الوسطاء والقوة الدولية، وكُتب أن الأمر سيستغرق شهورًا لتشكيل تلك القوة، وفى تلك الأثناء، تظل حماس تسيطر فعليًا على القطاع». قال كوشنر: «نحن نحاول أن نفهم كيف ننظّم ذلك، مَن سيكون المسئول؟ نحاول إنشاء آلية والبدء بالمصادقة عليها». وحتى الآن، لا يوجد موعد محدد.
قال بدقة:
- «هذا الوضع الغامض يشكل خطرًا سياسيًا على نتنياهو، فبعد الانتهاء من استعادة الجثامين، ستُطرح بقوة مسألة مستقبل غزة وسيطرة حماس الفعلية على أراضيها. الكنيست عاد أمس إلى العمل، وهو ما يمنح أداة سياسية لإنهاء عمر الحكومة؛ أوريت ستروك أدركت ذلك فعلًا، لكن سموتريتش قرر الانتظار فى الوقت الحالى، لكن ليس لوقت طويل».
 
* ماذا تنتظر «حماس» فى غزة..؟.. «جائزة» لمن وكيف؟
نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية يوم 22- 10- 2025 تقريرًا جديدًا تحدثت فيه عن مدى حقيقة انتهاء حرب غزة فعليا فيما تطرق إلى مسألة إعادة إعمار القطاع الفلسطينى بعد الحرب التى شهدها خلال العامين الأخيرين.
وفى التقرير الذى ترجمهُ «لبنان24»، تحدث إيان عوفر، الخبير فى شئون حركة «حماس» الاقتصادية، وقد حذّر من الوهم بأنَّ الحرب فى غزة انتهت حقًا، عارضًا صورة متشائمة بشأن «السلام الاقتصادى» الذى يحاولُ العالم بناءهُ على أنقاض القطاع، وسأل: «هل انتهت الحرب أم أننا متجهون نحو انهيار الصفقة؟».
وتابع الكاتب: «20 من الرهائن الإسرائيليين عادوا أحياء، وهذه معجزة وإنجاز عظيم. علىّ أن أعترف بصراحة.. لطالما ظننتُ أن حماس ستحتفظ ببعض الرهائن أحياءً لأغراض المساومة، ولا أحد أسعد منى بهذا الخطأ. إن مفاجأة حماس لنا جميعًا تعنى أنها تُصدق الضمانات التى تلقتها من ترامب بأن الحرب قد انتهت بالفعل».
المثير للجدل، رغم اصرار ترامب على مراقبة تنفيذ مراحل إيقاف الحرب، أن الصحيفة الإسرائيلية تؤشر إلى:
* أ:
«من يعتقد أن الحملة العسكرية ستُستأنف مع الانتهاك الأول يتجاهل الواقع على الأرض.. كانت الحادثة المؤسفة التى قُتل فيها الرائد يانيف كولا والرقيب إيتاى يافيتس كافيةً لتوضيح صورة الحملة الحالية. ردًا على ذلك، قصف سلاح الجو نفقًا آخر، وقُتل عدد آخر من المسلحين، وعاد الجيش الإسرائيلى على الفور إلى وضعه الطبيعى. كذلك، فُتحت المعابر الحدودية فى اليوم التالى رغم إعلان الحكومة أنها ستظل مغلقة».
* ب:
يشيرُ عوفر إلى المرحلة التالية من وجهة نظر «حماس»، ويضيف: «تركز الحركة أنظارها على الجائزة الكبرى، وهى إعادة إعمار القطاع. ومن أجل ذلك، تتظاهر الحركة بأن حكومة تكنوقراط تسيطر على غزة. 
* ج:
قدّر ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط، أنّ إعادة إعمار غزة ستكلف 50 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم. وللمقارنة، حوّل العالم، طوال عهد السلطة الفلسطينية منذ أوسلو، حوالى 44 مليار دولار إلى غزة والأراضى الفلسطينية على مدى أكثر من 30 عامًا. ومع ذلك، فإن ويتكوف مقتنع بأن المبلغ سيُجمع بسرعة».
* هـ:
التقرير يقول إن «إعادة إعمار غزة ستتطلب مئات الآلاف من عمال البناء، بعضهم محترفون، وبعضهم سيشارك فى إزالة الأنقاض، ويتعلق الأمر بضمان فرص عمل لربع مليون غزاوى، سيتقاضون رواتبهم على مدى السنوات العشر المقبلة».
 
* محكمة العدل الدولية تطلب تسهيل وصول المساعدات إلى غزة. 
فى ظل كل هذه المعطيات، ومع الرقابة الدولية الأوروبية النشطة، قالت محكمة العدل الدولية إن إسرائيل يجب أن تعمل مع وكالات الأمم المتحدة، بما فى ذلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التى حظرتها إسرائيل.
 
.. ولعل الإعلام الغربى وبالتالى الدولى تلذذ بمشاهدة صور مهمة من قاعات المحكمة، قد يكون اثرها فى هذا التعليق التاريخى:
«تجلس لجنة من القضاة فى محكمة العدل الدولية فى لاهاى أمام حشد من الناس فى قاعة محكمة مزخرفة.
أصدر قضاة محكمة العدل الدولية فى لاهاى، أمس الأربعاء، رأيًا استشاريًا يطلبون من إسرائيل التعاون مع جهود الإغاثة التى تبذلها الأمم المتحدة فى غزة والضفة الغربية المحتلة، وليس عرقلتها».
طلبت محكمة العدل الدولية، الأربعاء الماضى، من الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى التعاون مع جهود الإغاثة التى تبذلها الأمم المتحدة فى غزة والضفة الغربية، وليس عرقلتها.
ركّز الرأى الاستشارى غير الملزم للمحكمة، ومقرها لاهاى، على واجب إسرائيل بالسماح لوكالات الإغاثة الدولية بالعمل فى مناطق يعتبرها معظم العالم أراضٍ فلسطينية محتلة. وأصدرت المحكمة، وهى فرع من فروع الأمم المتحدة، هذا الحكم بناءً على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ركزت معظم الآراء التى أُدلى بها أمس الأربعاء على محاولات إسرائيل كبح عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». سعى المسئولون الإسرائيليون إلى حظر الوكالة، متهمين إياها بالتسلل إلى صفوف حركة حماس الفلسطينية المسلحة.
لكن محكمة العدل الدولية قالت فى رأيها إنه لا ينبغى لإسرائيل التدخل فى عمل الأونروا فى الضفة الغربية وغزة. وبدلًا من ذلك، طلبت المحكمة من الحكومة الإسرائيلية «الموافقة على وتسهيل» محاولات تقديم المساعدة هناك «بكل الوسائل المتاحة لها»- بما فى ذلك جهود الأونروا.
 
* دلالة الالتزام
تلتزم دولة الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس حاليًا بوقف إطلاق النار المدعوم أمريكيًا، والذى تأمل إدارة ترامب أن يُنهى حرب غزة. وبموجب الهدنة، بدأت إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة، رغم أن مسئولين إنسانيين يؤكدون أن هناك حاجة إلى المزيد.
وقرأ رئيس المحكمة يوجى إيواساوا الحكم أمس الأربعاء والذى قال إن إسرائيل، كقوة احتلال مسئولة عن ضمان حصول الأشخاص الذين يعيشون فى الضفة الغربية وغزة على «الإمدادات الأساسية للحياة اليومية»، بما فى ذلك الغذاء والمأوى.
* كل الإدارة الأمريكية تراقب هدنة غزة.. 
.. ليست محطة عادية، إذ قال نائب الرئيس الأمريكى جيه دى فانس إن الزيارات الأخيرة التى قام بها مسئولون أمريكيون كبار كانت لمراقبة وقف إطلاق النار، ولكن ليس «بالمعنى الذى تراقب به طفلًا صغيرًا».
.. عمليًا، فى الأثر الجارى من أحداث:
* 1:
التقى نائب الرئيس الأمريكى، جيه دى فانس، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القدس، وأعرب عن تفاؤله باستمرار وقف إطلاق النار فى غزة. وقد أبرزت تصاعدات العنف الأخيرة فى غزة هشاشة الهدنة.
* 2:
قال نائب الرئيس الأمريكى جى دى فانس، الأربعاء، إن سلسلة الزيارات التى قام بها مسئولون أمريكيون كبار إلى إسرائيل فى الآونة الأخيرة كانت تهدف إلى الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. 
* 3:
قال السيد فانس: «لا نريد دولة تابعة، وهذا ليس ما تُمثله إسرائيل. لا نريد دولة تابعة، نريد شراكة».
 
أدلى السيد فانس بهذه التعليقات بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى القدس، خلال رحلة جاءت بعد أكثر من أسبوع من زيارة الرئيس ترامب لإسرائيل.
 
* 4:
صرحت متحدثة باسم مكتب نتنياهو بأن وزير الخارجية ماركو روبيو سيصل إلى البلاد يوم الخميس، وسيلتقى رئيس الوزراء فى اليوم التالى. كما زار إسرائيل هذا الأسبوع كلٌّ من ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس.
 
قال نائب الرئيس إن الزيارات رفيعة المستوى كانت جزءًا من الجهود الأمريكية لحماية وقف إطلاق النار. وأضاف: «الأمر لا يتعلق بالمراقبة بمعنى مراقبة طفل صغير، بل بالمراقبة بمعنى وجود الكثير من العمل، الكثير من الأشخاص المتميزين الذين يقومون بهذا العمل، ومن المهم للمسئولين الرئيسيين فى الإدارة أن يواصلوا ضمان قيام موظفينا بما نحتاجه منهم».
 
* «لا توجد خطة».. محلل يصف مشروع ترامب لغزة بـ«غير منطقى» ويؤكد: «الفكرة ستتلاشى». 
انضم ديفيد سانجر، المحلل السياسى والأمنى ​​القومى فى CNN، إلى أندرسون كوبر لمناقشة اقتراح الرئيس ترامب الصادم بـ«السيطرة» على قطاع غزة. 
نراقب من خلال عملنا فى الشأن الإعلامى، بحثًا عن الحقيقة ومدلولات التوسع فى نتائج القمة، تحديدًا قمة شرم الشيخ وتوقيع اتفاق إيقاف إطلاق النار على غزة، الذى تم برعاية مصرية أمريكية فى شرم الشيخ، والغريب أن الإعلام الأمريكى الأوروبى الدولى، يعيد ما كان من مسارات طالت الدول الوسطاء منذ أشهر طويلة آخرها، مارس/ شباط العام ٢٠٢٤.
 
 
 
 
وقال سانجر تعليقًا على مشروع ترامب: «المشكلة الجوهرية هنا هى أنه لا توجد خطة. عادة عندما تسمع رئيسًا يعلن شيئًا كهذا، وكان يقرأ من بعض الأوراق، لذا، من الواضح أنه فكر فى هذا الأمر ولم يكن الأمر مجرد شىء نطق به عندما كان يقف هناك مع رئيس الوزراء نتنياهو».
 
وأضاف: «لم تكن هناك اجتماعات. لم تكن هناك مناقشة مع البنتاجون أو وزارة الخارجية أو أى شخص قد يتحدث عما إذا كان الفلسطينيون مهتمين بالمضى قدمًا فى هذه الخطة. لم يكن هناك أى نقاش حول ما إذا كان الفلسطينيون سيوافقون على المغادرة، والذهاب إلى الأردن أو مصر. ولم يكن هناك أى نقاش حول ما إذا كانت مصر والأردن ستستقبلانهم».
 
كما أشار إلى أن «ما تبقى لك هو حديث الرئيس عن هذا الأمر. لقد أثار هذا الأمر حفيظة الجميع على الفور لكونه لن ينجح. بل إن وزير خارجيته تراجع أيضًا قليلًا، وقال إن هذا سيكون مؤقتًا فقط، وقال إن الفلسطينيين سيعودون. رغم أن الرئيس قال إن الجميع سيعودون إلى هذه المنطقة، صحيح؟ ثم نشر الرئيس هذه التغريدة ليؤكد ما قاله، لأننى أعتقد أنه شعر بالحرج إلى حد ما».
 
وأنهى سانجر تعليقه قائلًا: «أراهن أنه سيستمر فى تكرار ذلك، لكن الفكرة ستتلاشى على الأرجح»، بالعودة إلى بدء مقترحات الرئيس ترامب وخططه لغزة. 
هل يعد ما يجرى، عودة إلى ما نشر عن أفكار ترامب التى تتلاشى، وفق ديفيد سانجر، المحلل السياسى والأمنى ​​القومى فى CNN.
ليس ذلك محطة أولى ولا أخيرة، لكن هناك من يعرف خيوط وأشواك البيت الأبيض.
 
* تمتلك آلاف الصواريخ... ماذا تبقى من قدرات «حماس» بعد الحرب؟.
 
فى ظلال عالمية تراقب خطط الإدارة الأمريكية ومحاولات رهن المنطقة لقلق الحروب الشاملة، 
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، الأربعاء، بأن الأجهزة الأمنية فى إسرائيل تقدّر أن حركة حماس لا تزال تمتلك مئات الصواريخ، بعضها متوسط المدى، والتى يمكنها الوصول إلى وسط البلاد.
 
 
وأبرزت أن هناك تقديرات بأن حماس لا تزال تمتلك أيضًا «أكثر من 10 ألف صاروخ طويل المدى. ورغم أن حماس قد أُضعفت بشكل كبير خلال حرب العامين الماضيين، إلا أنها لا تزال تحتفظ بأكثر من نصف الأنفاق التى كانت تمتلكها سابقًا».
 
وأضافت القناة الإسرائيلية أنه «خلال عامين من الحرب، لحقت أضرار جسيمة بالمنظمة الإرهابية وضعفت قوتها. وأدى تواجد قوات الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة والقتال الدائر إلى إلحاق أضرار بالغة بقدرات كتائب الجناح العسكرى. ووفقًا للمعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، فإن الكتائب التى خضعت لمناورات مكثفة، مثل كتائب لواء رفح، وغيرها، تعانى حاليًا من نقص حاد فى الأسلحة، وقد فقدت أكثر من 60 بالمئة من معداتها العسكرية».
 
وكشفت عن أن «أكثر من نصف البنية التحتية دمر، لكن لا تزال البنية التحتية تحت الأرض تُشكّل مركز الثقل الأهم لحماس فى قطاع غزة».
 
وأبرزت: «كما يعانى تشكيل النخبة التابع لحماس، والذى قاد مجزرة 7 تشرين الأول، من نقص فى القوى البشرية. وقد قُتل معظم قادة سرايا النخبة المخضرمين خلال القتال، ووفقًا للمعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، فقد قضى على ما يقرب من 50 بالمئة من إجمالى القوة. واضطر تشكيل النخبة إلى توحيد السرايا، ولم ينجح إلا فى تجنيد بضع مئات من الإرهابيين». 
 
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن «حوالى 20 ألف مقاتل لا يزالون نشطين فى صفوف حماس».
 
 
وتعيد مصادر صحيفة هآرتس القول إن: حماس تفكك كل عصابات إسرائيل بغزة.. وتسيطر على الحكم سريعًا، بدلالة أن السرعة تعنى إعادة التهيئة للحرب. 
* العصابات المحلية بغزة، دعمتها إسرائيل وتركتها لمقصلة حماس. 
خلال أشهر الحرب الأخيرة، وإلى ما بعد اتفاق إيقاف الحرب، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الثلاثاء، إن كل العصابات المحلية بغزة التى دعمتها إسرائيل خلال أشهر الحرب الأخيرة على أمل أن تشكل تحديًا لحماس قد «تفككت»، لافتة إلى أن الحركة لا تزال الجهة الوحيدة فى القطاع القادرة على الحكم.
 
وأضافت الصحيفة نقلًا عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تسمها، أن «العصابات المحلية التى دعمتها تل أبيب خلال المراحل الأخيرة من الحرب، على أمل تحدى حكم حماس، قد تفككت، أو تم القضاء على أعضائها أو إبعادهم من الساحة».
 
وخلال أشهر الحرب، أفادت تقارير حكومية وحقوقية وإعلامية أجنبية بأن إسرائيل شكلت عصابات محلية ودعمتها بالسلاح وعملت تحت حماية الجيش وفى مناطق سيطرته، على نهب وسرقة المساعدات الشحيحة التى كانت تصل القطاع، كما بثت الفوضى فيه.
 
وعقب سريان وقف إطلاق النار فى 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجارى، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطنى بغزة فى بيان، عن فتح باب العفو لأفراد العصابات «غير المتورطين بالدماء وذلك لتسوية أوضاعهم، كما لاحقت عددًا ممن رفضوا تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية، وفق ما أكدته مصادر محلية.
 
وتابعت «هآرتس»: «الجيش الإسرائيلى يعتقد بأن حماس أعادت فرض سيطرتها على مؤسسات الحكم فى غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ».
 
ونقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تسمها، أن تل أبيب «لا ترى أحدًا فى غزة قادرًا على تولى زمام الحكم من حماس».
 
وأوضحت أن الجيش كان يتوقع انطلاق «احتجاجات» من فلسطينيين بغزة ضد حكم حماس «نظرًا لظروفهم المعيشية الصعبة»، إلا أن ذلك لم يحدث، وفق الصحيفة.
 
وأشارت إلى أن «حماس تسيطر على غزة على المستوى البلدى، بينما شغلت مناصب رئيسية فى المكاتب الحكومية بهدف استعادة السيطرة».
 
وأردفت الصحيفة: «تعمل شرطة حماس دون عوائق لاستعادة النظام، بل إنها بدأت قمع المجرمين الذين يستغلون محنة النازحين فى غزة».
 
بجانب ذلك، لفتت «هآرتسى إلى أن «حماس تُجرى أعمال تنظيف للطرق وإصلاح للبنية التحتية، لكنها تُكافح لبدء عملية إعادة إعمار جادة تتطلب مشاركة دول مُستعدة لتغطية التكاليف المُقدرة بعشرات مليارات الدولارات»، وفق قولها.
 
وذكرت أن كثيرًا من النازحين لم يعودوا إلى أماكن سكنهم فى غزة والشمال، حيث ما زالوا ينتظرون جنوبى القطاع ليتأكدوا «من انتهاء الحرب فعليًا، إضافة إلى معاناتهم ماليًا بسبب التكاليف الباهظة للانتقال جنوبًا أثناء القتال، أو لعدم وجود منازل يعودون إليها»، وفق الصحيفة.
 
وبشأن معبر رفح الذى سيطرت عليه إسرائيل منذ مايو/ أيار 2024، أشارت «هآرتس» إلى أن «القادة السياسيين الإسرائيليين أمروا بعدم فتح معبر رفح إلى مصر فى هذه المرحلة، فيما تم تعليق المحادثات مع مصر بشأن هذه القضية للضغط على حماس للإفراج عن جميع جثث الرهائن القتلى».
 
وسلمت حماس منذ سريان الاتفاق 20 أسيرًا حيًا، ورفات 14 أسيرًا من أصل 28 معظمهم إسرائيليون، فيما تقول إنها بحاجة لمزيد من الوقت ولمعدات وآليات ثقيلة لانتشال الجثامين المتبقية من تحت الأنقاض.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية، لم تسمها، أن «المعبر سيُفتح لأول مرة منذ يناير/ كانون الثانى الماضى، ولكن يجب إكمال العمل فى المنشأة أولًا، ويشمل ذلك، من بين أمور أخرى، إنشاء مرافق التفتيش».
 
وخلال هدنة يناير الماضى، فتحت إسرائيل معبر رفح جزئيًا وبشكل استثنائى لسفر أعداد محدودة من المرضى لتلقى العلاج بالخارج.
 
من جانب آخر، أشارت الصحيفة إلى أن الفرق الأجنبية المسئولة عن تنفيذ اتفاق وقف النار والإشراف على بنود المرحلة الثانية منه «لم تتوصل لاتفاقات بشأن القضايا الأكثر حساسية، مثل سياسات إطلاق النار، وكذلك هوية القوة متعددة الجنسيات وموقعها وصلاحياتها ومدى تعاونها مع حماس».
 
والإثنين، وصل المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إسرائيل، فيما تبعهم جي دى فانس نائب الرئيس دونالد ترامب اليوم، لمناقشة ملفات المرحلة التالية من الخطة الأمريكية بالمنطقة، من بينها وفق صحيفة «يسرائيل هيوم» تشكيل قوة متعددة الجنسيات داخل غزة وكيفية نقل السلطة من «حماس» وآلية تسليم سلاحها.
 
كل هذه المعلومات جاءت من القدس، ومن إعلام الدولة التركية، وكالة «الأناضول»، التى أخذت تتابع بقلق ما تسير عليه نتائج قمة شرم الشيخ وما بعدها أوروبيًا. 
* وثيقة حرب:
دغمش وأبوشباب وغيرهما... حماس بدأت الاقتصاص من العصابات
وثيقة كتبها المحلل السياسى الفلسطينى أدهم مناصرة، ونشرت يوم الثلاثاء 2025/10/14، وتم نشرها فى منصة الموقع الإلكترونى المدن، اللبنانى القطرى.. وفى الوثيقة التى ينشرها «الدستور» لخطورتها وأهميتها التاريخية المعاصرة:
 
أجمعت مصادر مطلعة فى قطاع غزة، تحدثت إليها «المدن»، على أن تمكن حركة «حماس» من حسم أمر مسلحين من عائلة دغمش تحصنوا فى مربع سكنى بحى الصبرة فى مدينة غزة، خلال مواجهات وقعت الإثنين، لا يعنى بالضرورة أن الحركة قادرة على معالجة سريعة ونهائية لمعضلة العصابات التابعة لعائلات وجهات توصف بـ«المشبوهة وطنيًا»، باعتبار أنها «مهمة أمنية معقدة» لا تُحسم فى فترة قصيرة.
 
 
 
* الردع.. وإثبات القوة
 
وأكدت المصادر أن «حماس» سبق أن دخلت فى مواجهة مع عائلة دغمش وقتلت أفرادًا منها عام 2014، وبالتالى لم يكن الصدام المسلح بينهما، الأول من نوعه، لكن المفارقة أن ما خلفته الحرب من فوضى وفلتان أمنى وظروف إنسانية فى غاية التعقيد، جعلت السياق مختلفًا كثيرًا، خصوصًا أن «حماس» تتهم مسلحين من العائلة بسرقة شاحنات المساعدات وقتل نازحين «تحت غطاء إسرائيلى».
 
وأكد مصدر من «حماس»، لـ«المدن»، أن الحركة أرادت فور سريان اتفاق وقف الحرب، أن توجه ضربة سريعة للعصابة المشكلة من أفراد من عائلة دغمش؛ بهدف «محاسبتها على أفعالها طيلة الحرب، من نهب للمساعدات وقتل منتظريها». ولم يُخفِ المصدر أن الحركة أرادت جعل تعاملها الأمنى مع دغمش، «عبرة» لردع وترهيب باقى العائلات والميليشيات. ورغم إقراره بأن المهمة طويلة وتواجه صعوبات، إلا أنه شدد على أن الحركة مصرّة على حسم أمر العصابات بكل الوسائل.
 
وبالتأكيد، ثمة دافع آخر لمسارعة «حماس» إلى مواجهة العصابات بالسلاح، ويكمن برغبتها فى توجيه رسالة للداخل والخارج، مفادها «أنها ما زالت القوة الوحيدة فى القطاع، رغم كل شىء». واللافت هنا، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رد على سؤال بشأن المواجهة بين «حماس» وتلك المجموعات، بالقول إن أمريكا «فوضت حماس مؤقتًا.. لضبط الأمن فى القطاع».
 
وكانت قوة من وحدة «سهم» التابعة لـ«حماس»، اشتبكت فى وقت سابق من هذا الشهر، مع عائلة المجايدة فى خان يونس، على إثر اتهام مسلحين من العائلة بسرقة المساعدات ونشر الفوضى، ما أسفر عن قتلى وإصابات فى صفوف الطرفين.
 
 
 
* أبرز العصابات.. وأماكنها
 
تبدو مسألة الميليشيات والمجموعات المسلحة فى القطاع، مركّبة ومعقدة وبأكثر من رأس، حيث نشأت وتصاعدت خلال العدوان الإسرائيلى على مدار عامين، مستفيدة من حالة الفوضى والظروف الإنسانية المعقدة، إلى جانب تلقى منظومة الأمن والشرطة ضربات كبيرة جراء استهدافات الاحتلال، مرورًا بتقديم الاحتلال دعمًا مباشرًا أو غير مباشر لعدة مجموعات.
 
وأكد خبير أمنى فى القطاع لـ«المدن»، أن ثمة إشكالية تعترض القضاء التام على بعض الميليشيات فى هذه المرحلة، نظرًا لوجودها فى أماكن سيطرة جيش الاحتلال وتلقيها دعمًا منه، مثل ميليشيا ياسر أبوشباب التى تتموضع فى منطقة الشوكة شرقى رفح، وميليشيا يونس الأسطل الموجودة فى جنوب شرق خان يونس، وميليشيا رامى حلس بالشجاعية شرقى مدينة غزة، إضافة إلى مجموعات أخرى تتبع عائلات فى عدة مناطق.
 
 
 
* حكاية التشكّل.. والمهام
 
وبيّن الخبير الأمنى أن حكاية بعض المجموعات بدأت خلال وجود أفرادها فى سجون غزة قبل الحرب، بتهم جنائية وأمنية، وعند تمكنهم من الخروج من السجن على إثر الحرب، فإن الأمر سهّل لهم تشكيلٍ سريع للعصابات؛ لأنهم يعرفون بعضهم. ووفق المصدر، فإن ذلك شجّع الاحتلال على دعم هذه المجموعات وتسهيل حركتها، بل وتشغيلها لصالح مهام يريدها.
 
وطرحت بعض المجموعات نفسها فى بداية الحرب، كميليشيا أبوشباب مثلًا، على أنها «حامية للمساعدات من النهب»، ثم تكشفت لاحقًا مآربها العابرة لذلك، فأعلنت صراحة عن أنها قررت قتال «حماس».
 
وأضاف المصدر الأمنى أن إسرائيل تختار التعامل مع أشخاص منبوذين مجتمعيًا ووطنيًا وغير متعلمين، ولديهم قدرة على تشكيل العصابات، بما يكرس هدف الاحتلال بجعل غزة غير آمنة أو قابلة للسكن، حيث أسس لصعود هذه الميليشيات لقتال «حماس».
 
وليس مستغربًا أن تل أبيب وصفت مجموعة أبو شباب فى البداية بـ«داعشية»؛ فهى تريد صياغة الخيوط لمنحها مبررات العودة إلى الحرب على القطاع وقتما وكيفما شاءت. ووفق المصدر، فإن ياسر أبوشباب، تعرّف على يونس الأسطل، خلال وجودها فى السجن قبل الحرب، وهو ما يعزز الاستنتاج بأنهما يعملان فى نفس سياق المهمة والتوجه.
 
 
 
* أكثر من معيق!
 
ورغم تموضع مجموعة أبوشباب فى رفح، إلا أنها نفذت مهام فى مواقع متقدمة، كالاشتباك أو محاولة خطف وقتل مقاومين فى خان يونس ومناطق أخرى، خلال الأشهر الأخيرة للحرب، كما يبرز سيناريو خطير باحتمال تحول العصابات المسلحة إلى خلايا تعيش بين المواطنين خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، ثم تقوم بتنفيذ عمليات قتل وأخرى مشبوهة، وفق مصادر «المدن».
 
ومن بين التحديات أيضًا، أن الداخلية فى غزة بعد سنتين من الحرب، لم تعُد قائمة كمنظومة أمن كالسابق؛ بسبب تدمير مراكزها واغتيال قادتها، وفقدانها وسائل الاتصال والأمور اللوجستية اللازمة. وأكدت مصادر محلية لـ«المدن»، أن هناك حاجة لعدد أكبر من أفراد الشرطة لضبط الأمن، مع أن الحركة قادرة على تحشيد الكثير من عناصرها وتسليحهم، عدا عن أنه لا توجد مراكز احتجاز بعد تدمير الاحتلال للمقار الأمنية والسجون.
 
 
 
 
 
* تحذيرٌ من الاندفاع.. والانتقام
 
لكنّ مصدرًا من حركة «الجهاد الإسلامى» فى غزة، حذّر من نهج الاندفاع والانتقام فى مواجهة الميليشيات؛ لأنها «ليست كلها متعاونة مع الاحتلال»، داعيًا أمن «حماس» إلى إصدار «عفو مؤقت» عن ضالعين فى العصابات، لتشجيعهم على الخروج منها والعودة إلى الصواب؛ خصوصًا أن بعضهم «تذرع بالعمل فيها مضطرًا لتأمين قوت يومه»، وهناك من لم يتجاوز عمره الـ17 عامًا.
 
ورأى المصدر أن ما تقوم به «حماس» الآن، يحل جزءًا من المشكلة، لكن المعالجة الأمنية الكاملة مرهونة بانسحاب كامل لقوات الاحتلال، ووقف دعمها وغطائها للميليشيات.
 
 
 
* التعارض فى المصالح، حسب رؤية مختلفة.
 
.. حتمًا، وهذا فى أعراف سرديات الحروب: [وقف النار ليس نهاية الحرب]. 
.. لفهم ذلك، نذكر أن غزة ما زالت تحت تهديد الكابنيت الصهيونى، المرتهن لألاعيب السفاح نتنياهو، وهذا يحيلنا إلى رؤية نشرت بعد توقيع الاتفاق، وبعد مؤشرات الإعلان عن خطة تقسيم غزة..
 
تناولت صحيفة «الدستور» الأردنية اليومية، فى عددها الصادر يوم الأربعاء 2025/ 10/ 22 مقالة السياسى الفلسطينى، الذى يحمل الجنسية الإسرائيلية وكان نائبًا فى الكنيست الإسرائيلى، المحلل «حمادة فراعنة»، وكتب عن اتفاق إيقاف الحرب فى قطاع غزة بعنوان: «التعارض فى المصالح». 
ويعتقد المحلل أن هناك ثلاثة أطراف متداخلة متورطة فى حيثيات وتفاصيل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى المحتدم عمليًا على امتداد خارطة قطاع غزة، وفى الاشتباك السياسى المفتوح، بين الأطراف الثلاثة:
1- فلسطينى. 
2- إسرائيلى. 
3- أمريكى. 
إضافة إلى التدخل الهادئ المتزن المباشر لدى الأطراف الوسيطة:
1- مصر. 
2- قطر. 
3- تركيا.
خارطة واسعة من التفاصيل، والاشتباكات، والتداخل، فرضتها أولًا عملية 7 أكتوبر 2023، من قبل حركة حماس، وتداعياتها خلال السنتين، حتى أكتوبر 2025، وثانيًا خطة الرئيس الأمريكى ترامب التى أعلنها يوم 9 أكتوبر 2025، والتصديق عليها فى قمة شرم الشيخ الأمريكية يوم 13/10/2025.
الولايات المتحدة سواء فى عهد الحزب الديمقراطى وولاية الرئيس بايدن حتى 20/1/2025، أو فى عهد الحزب الجمهورى وولاية الرئيس ترامب، قدمت كل الدعم والإسناد والتغطية السياسية والدبلوماسية والتكنولوجية والاستخبارية والمالية، لحكومة المستعمرة [يقصد هنا دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وهو مصطلح يصر عليه حمادة فراعنة]، حتى تحقق ما سعت له وفق خطة نتنياهو ويوآف جالنت سابقًا، أو مع إسرائيل كاتس وزير الحرب حاليًا، ومع رئيس أركان جيش المستعمرة هرتسى هليفى سابقًا، ومع رئيس أركان جيش المستعمرة إيال زامير حاليًا.
الرئيس ترامب عمل اتجاهين:
* أولًا:
دعم كامل إلى نتنياهو لعله يفوز ويُحقق هدفيه المعلنين:
1- تصفية المقاومة. 
2- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. 
ولكنه أخفق فى تحقيق هدفيه، رغم إعطائه أوقاتًا كافية، ولكنه لم يتمكن من إنجاز هدفيه. 
* ثانيًا:
عبر تغيير نتائج إخفاق- السفاخ- نتنياهو طوال السنتين، فى حربه الهمجية على قطاع غزة، باتجاه إظهاره بالفوز وتحقيق النتائج عبر وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتنفيد عملية التبادل، فقدم خطته لوقف إطلاق النار، ودعا إلى المؤتمر الدولى فى شرم الشيخ لإظهار- السفاح- نتنياهو بالفوز والنجاح، ولكن التضليل والكذب والادعاء والغطاء الأمريكى لم تمر على الإسرائيليين، ولم ينخدعوا فى ظاهرة إطلاق سراح أسراهم لا أمام العائلات، ولا أمام المعارضة، وواجهوه أنه فشل وأخفق وأن الذى أوقف إطلاق النار، وأطلق سراح الأسرى هو الرئيس الأمريكى.
.. ويقر فراعنه:
* 1:
أن- السفاح- نتنياهو لا مصلحة له بوقف إطلاق النار، بل باستمرار الحرب حتى تستمر حجته بعدم تشكيل لجنة التحقيق لأنه فى حالة حرب، وإذا تم تشكيل لجنة التحقيق سيحاكم بالتقصير أولًا بسبب عملية 7 أكتوبر، وثانيًا فشله فى معالجة تداعيات 7 أكتوبر، وهذا ما يُفسر إبرازه الذرائع لمواصلة القصف والقتل والتدمير.
* 2:
حركة حماس، لها مصلحة فى وقف إطلاق النار.. ويدلل على ذلك بالقول:
* أ:
أولًا حفاظًا على وجودها، بعد أن تعرضت إلى ما تعرضت له من خسائر فى قياداتها وكوادرها وقواعدها.
* ب:
ثانيًا: حفاظًا على شعبها الذى دفع أثمانًا باهظة خلال الحرب. 
* ج:
ثالثًا استجابة لنصائح قطر وتركيا ومصر. 
* د:
رابعًا استجابة لمبادرة الرئيس ترامب بهدف تحييد الموقف الأمريكى، لمعرفتها أن الرئيس الأمريكى له مصلحة فى إظهار نفسه على أنه رجل سلام، فاز فى وقف حروب متعددة، ويسعى للفوز فى وقف الحرب فى أوكرانيا، وفى حرب قطاع غزة.
 
* الاشتباك السياسى.. وماذا يعنى بعد الاتفاق على وقف النار؟!.
 
ينحاز، المحلل السياسى فراعنة إلى رؤية جدلية، إذ يعالج ما قد يعرف بمصطلح الاشتباك، وهو عنده سيبقى الاشتباك السياسى معقدًا، صعبًا، متداخلًا عبر المد والجزر، لأن معركة غزة لم تحقق نتائج حاسمة لمصلحة أحد طرفى الصراع، فالإسرائيلى أخفق ولكنه لم يُهزم، ولم يندفع بالهرولة للخروج من قطاع غزة، لأن الحرب والبقاء لم تكلفه غاليًا، ولم تفرض عليه الانسحاب الإجبارى من قطاع غزة، والمقاومة الفلسطينية التى صمدت، ولكنها لم تتمكن من فرض الانسحاب الإسرائيلى عن قطاع غزة.
وبغياب الحسم الميدانى على أرض قطاع غزة، سيبقى الاشتباك السياسى غير محسوم النتائج، وهذا ما يُفسر التدخل الأمريكى لمصلحة المستعمرة حتى لا يتحول إخفاق نتنياهو إلى هزيمة، أمام صمود الفلسطينيين.
 
* «ترسانة حماس» ليست مقدمة لتبرير التقسيم؟ 
.. ولعل مأساة الحدث فى الإعلام العربى والدولى الراهن، أنه مساهم جيد فى التضليل الإعلامى، وبالتالى التسوية السياسى، وهذا يفسر لماذا تنشر منصة أرام نيوز، حكايات قديمة متجددة عن قوة حركة حماس لتقرأ:. 
تتجه الأنظار فى الوقت الراهن إلى ما تبقى من «ترسانة» حركة «حماس» العسكرية فى غزة، وذلك بعد الحرب استمرت عامين، وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انتهاءها رسميًا خلال زيارة إلى إسرائيل.
 
ونشر موقع إماراتى 13/10/2025 تقريرًا سرد فيه تفاصيل عن تلك الترسانة، وفق تراتبية عسكرية:
 
 
* 1- الصواريخ:
 
 
 
أولًا- قبل الحرب: 
 
 
20 ألف صاروخ قصير وطويل المدى
 
 
- قدرة على إطلاق آلاف الصواريخ فى وقتٍ قصير
 
 
- المدى يصلُ إلى 250 كم معظمها غير موجهة مصنوعة محليًا أو مُهربة من إيران
 
 
ثانيًا- بعد الحرب:
 
 
- استنزاف كبير مع تقديرات ببقاء نحو 3 آلاف صاروخ
 
 
- نسبة الاستنزاف تصل إلى 90%
 
 
- معظم الصواريخ المتبقية قصيرة المدى
 
 
- انخفاض الإطلاق إلى مستويات متدنية «صاروخان فقط فى أيلول»
 
 
 
- كل الصواريخ محلية الصنع أو مستعادة من ذخائر إسرائيلية غير مُنفجرة
 
 
* 2- القذائف:
 
 
أولًا- قبل الحرب:
 
 
- تقديرات بوجود 20 ألف قذيفة
 
 
- تعتبر جزءًا أساسيًا من الترسانة 
 
 
ثانيًا- بعد الحرب:
 
 
- اكتشاف وتدمير كميات كبيرة مخفية
 
 
- انخفاض فى الاستخدام 90%
 
 
- يُحتفظ ببعضها للكمائن فقط
 
 
* 3- الطائرات المسيرة:
 
 
 
أولًا- قبل الحرب:
 
 
- عشرات المسيرات بما فى ذلك 35 مسيرة تفجيرية ذاتية
 
 
- مستوحاة من تصاميم إيرانية للاستطلاع والتفجير
 
 
- استُخدمت فى هجمات 7 أكتوبر لتدمير أبراج مراقبة
 
 
ثانيًا- بعد الحرب:
 
 
- تدمير معظم القدرات الإنتاجية 
 
 
- لا تقديرات دقيقة لما تبقى من مسيرات
 
 
- التركيز على مسيرات بسيطة أو مُهرّبة عبر الحدود
 
 
* 4- الأسلحة العامة والخفيفة:
 
 
 
أولًا- قبل الحرب:
 
 
- كانت توجد آلاف الأسلحة الخفيفة بما فى ذلك بنادق هجومية ورشاشات وبنادق قنص وبنادق قناصة
 
 
- كانت توجد مئات من قاذفات آر بى جي
 
 
- كان يوجد 300 صاروخ مضاد للدبابات إضافة إلى مئات الألغام
 
 
ثانيًا- بعد الحرب:
 
 
- تحتفظ الحركة بآلاف الأسلحة الخفيفة للكمائن
 
 
- هناك بنادق للقنص إلى جانب رشاشات ما زالت مُتاحة لعمليات فردية
 
 
* 5- القنابل والمتفجرات:
 
 
أولًا- قبل الحرب:
 
 
- آلاف القنابل والمتفجرات بما فى ذلك قنابل يدوية، ألغام وقنابل حرارية استُخدمت فى عمليات انتحارية وكمائن
 
 
ثانيًا- بعد الحرب:
 
 
- تحتفظ بقدرات أساسية لصنع متفجرات مرتجلة من ذخائر غير منفجرة
 
 
- الإنتاج محدود بسبب الحصار
 
 
 
* رؤية وطنية فلسطينية تُحَوِّل «الهدنة» لإنهاء الاحتلال.
 
نحو رؤية وطنية فلسطينية تُحَوِّل «الهدنة» لإنهاء الاحتلال قراءة سياسية للكاتب الفلسطينى جمال زقوت نشرها بدافع سياسى أمنى، فى جريدة الاتحاد الفلسطينية، وفيها يحاول معالجة محددات سابقة، تعالج أى محاولة تقسيم لقطاع غزة، سواء أمان هذا التقسيم بإرادة أمريكية أو إسرائيل، وهنا زقوت، يدعو إلى، فهم كيف:
أثبتت الحرب- العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس- أن الفلسطينيين، رغم الدمار، يملكون زمام المبادرة الأخلاقية. 
المطلوب تحويل هذه الشرعية إلى رؤية سياسية تخاطب واشنطن بلغة المصلحة، وبروكسل- حيث المجموعة الأوروبية، تجتمع فى قمة مهمة قمة مصر وأوروبا، نقطة تحول مهمة سياسيًا واقتصاديًا- بلغة القانون والعدالة، والعرب بلغة الالتزام الجماعى، والشعب بلغة الشراكة والكرامة.
 
لم يعد اتفاق وقف الحرب الذى رعته إدارة ترامب نهايةً للمأساة فى غزة، بل بداية مرحلة أكثر تعقيدًا وحساسية، تتقاطع فيها مصالح القوى الإقليمية والدولية، فيما تحاول إسرائيل تثبيت وقائع سياسية وأمنية جديدة تضمن بقاء سيطرتها من دون أن تتحمل تبعات الاحتلال.
 
فى قلب هذا المشهد يبرز السؤال المركزى:
* ماذا يمكن للفلسطينيين أن يفعلوا، ووفق أى رؤية، لكبح المخططات الكولونيالية والعدوانية الإسرائيلية، وكذلك محاولة اختراق جدار الموقف الدولى، سيما لحماية وحدة الكيان الوطنية ومنع الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، من المضى فى تفتيتها؟
.. وفى لغة جيوسياسية وأمنية، يلتقط المحلل زقوت ملامح الأزمة، بعد ما كشف، لاحقًا عن محاولة أو خطط لتقسيم القطاع، يرى الكاتب:
 
 
* أولًا:
تتعامل حكومة الحرب الإسرائيلية مع وقف القتال كفرصة لترسيخ ما فشلت فى تحقيقه عسكريًا عبر فرض معادلة «هدوء مقابل أمن إسرائيل»، حيث تسعى لتحويل غزة إلى كيان معزول عن الكيان الوطنى، ورهينة للهيمنة الأمنية، وخاضعة لأجندتها فى الإغاثة والإيواء والإعمار والمصير الوطنى.
 
* ثانيًا:
فى المقابل تواصل حشر السلطة الفلسطينية فى دور إدارى هامشى فى الضفة، وتُعمّق الفصل الجغرافى والسياسى بين القطاع والضفة، بما فى ذلك القدس الشرقية. هدف إسرائيل المعلن والفعلى هو فرض وصاية أمنية دائمة، تحت غطاء دولى أو إقليمى، مع استمرار الاستيطان وسياسة الضم، وبذلك تضمن دفن فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وحقّ العودة وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية.
 
* ثالثًا:
فى الوقت الذى تقبل فيه حماس الخروج من الحكم فهى تسعى لمنع إلغاء دورها، وهى تدرك حدود ذلك بعد الحرب. فهى مهيّأة لقبول ترتيبات تسمح بانسحابها من الحكم العلنى مقابل الاحتفاظ بدور غير مباشر فى إدارة القطاع. قد تسعى للإبقاء على سلاحها كرمز للكرامة والمكانة الوطنية.
 
هذه المقاربة غير قابلة للاستمرار من دون اتفاق وطنى جامع يعيد تعريف الوظيفة الأمنية والسياسية للسلاح. 
* رابعًا:
 
حسنًا فعلت حماس عندما أحالت القضايا ذات الطابع الوطنى إلى ضرورة بلورة موقف وطنى جامع حولها، ولكن هل مجرد بلورة مثل هذا الموقف دون التوافق على إطار وطنى تنفيذى يضع القرار الوطنى فى إطار مؤسسى موحّد يمكن أن يُحَوِّل الطرف الفلسطينى إلى لاعب مؤثر وقادر على الدفاع عن هذه الرؤية ويتابع تنفيذها؟ وهل مجرد لجنة من الخبراء محدودة الدور والصلاحيات قادرة على ذلك؟ ناهيك عن متطلبات منع الاستفراد والاستحواذ والإقصاء.
 
* خامسًا:
لقد بات من الضرورى تحرير المجتمع من الحسابات الفصائلية الضيقة التى تقف عقبة أمام مستقبل القضية، مع ضرورة الاعتراف بتضحيات الجميع فى مسيرة النضال الوطنى، وما دفعه الشعب الفلسطينى من ثمن غالٍ فى هذه المسيرة.
 
* سادسًا:
السلطة الفلسطينية تواجه امتحانًا وجوديًا؛ فلا يمكنها استعادة دورها فى قطاع غزة دون توافق وطنى شامل، وآليات وحُكم مؤسساتى قادر على إدارة المرحلة المقبلة وإفشال المخططات الإسرائيلية.
 
المطلوب بلورة مشروع وطنى موحّد يستند إلى وحدة القرار والمؤسسات كما نصّ عليه إعلان الإجماع الوطنى فى بكين، ويفتح الطريق لاستعادة الثقة داخليًا ودوليًا تمهيدًا لإجراء انتخابات عامة وشاملة فى إطار زمنى متفق عليه، وحشد الدعم الدولى لها كمدخل لممارسة الحق فى تقرير المصير.
 
* سابعًا:
يتحرك الوسطاء لضمان الالتزام بإعلان إنهاء الحرب، إلا أن قدرة هؤلاء على ضمان التنفيذ محدودة دون مظلة دولية وآلية رقابة ملزمة، والأهم دون موقف وطنى موحّد تشرف على تنفيذه حكومة توافق تستعيد السيطرة على قضايا الأمن والسلاح والإعمار وفق رؤية مركزها إنجاز الاستقلال الوطنى لا فصل القطاع عن الكيانية الجامعة.
 
* ثامنًا:
الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب، لا تخفى انحيازها لإسرائيل وتتعامل مع الملف الفلسطينى كقضية أمنية. لكنها مدركة أن استمرار الصراع يهدد الاستقرار الإقليمى ومصالحها. الثغرة الفلسطينية تكمن فى خطاب المصلحة لا المظلومية: بلورة طرح عملى يربط بين الاستقرار الإقليمى وحل سياسى شامل. المطلوب توحيد الخطاب الوطنى ودمجه فى معادلات الرأى العام الأمريكى عبر الكونجرس ومراكز القرار والإعلام.
 
* تاسعًا:
تُعد أوروبا الساحة الأكثر حيوية للتحرك الفلسطينى. فالتعاطف الشعبى لم يعد مسألة أخلاقية فحسب، بل بدأ يتحول إلى مواقف سياسية لدى بعض الحكومات والبرلمانات. الرهان هو تحويل التمويل والإعمار إلى أدوات ضغط سياسية، وربط الدعم الأوروبى بشرط إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والاعتراف بدولة فلسطين. الخطاب الحقوقى والقانونى هو مفتاح الدبلوماسية الفلسطينية على الصعيدين الرسمى والشعبى، وبما يشمل أيضًا تفعيل الضغط الأوروبى على واشنطن فى سياق المصالح المتبدلة بينهما.
 
* عاشرًا:
كشفت الحرب عدم قابلية مقولة «التطبيع مقابل الاستقرار». وأى مسار عربى نحو إسرائيل لا يقوم على التزام واضح بمبادرة السلام العربية ومركزية إنهاء الاحتلال سيكرّس الهيمنة الإسرائيلية ويقوّض فرص السلام. لذا لا بد من موقف عربى جماعى يعيد تعريف المبادرة كأداة ضغط، ويجعل أى تقدم فى العلاقات مشروطًا بانسحاب واضح وجدول زمنى لإنهاء الاحتلال، وتفعيل آلية عربية– أوروبية لمراقبة أى اتفاقات لاحقة.
 
* ما المطلوب وطنيًا؟
 
* أولًا: إعادة بناء النظام السياسى الفلسطينى على قاعدة الإجماع الوطنى الشامل وفقًا لإعلان بكين، والاسراع بتشكيل حكومة وفاق وطنى وفق رؤية وحدة الوطن ومؤسسات الشعب الفلسطينى، ومجلس وطنى توافقى يحدد المرجعية السياسية والأمنية ويعيد تعريف وظائف المقاومة فى إطار القرار الجماعى.
 
* ثانيًا: تفعيل مسار المساءلة الدولية عبر المحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدولية، مع حملة حقوقية وإعلامية منظمة تربط جرائم الحرب فى غزة بضرورة إنهاء الاحتلال فى الضفة.
 
* ثالثًا: تعزيز الشراكة مع قوى التضامن الدولى لتحويل التعاطف الشعبى إلى ضغط سياسى ومؤسسى مستدام على الحكومات الغربية.
 
الأولوية توفير ضمانات عملية تشمل: رقابة دولية دائمة على وقف النار والانتهاكات بتقارير علنية ملزمة؛ إنشاء قوة حماية مدنية متعددة الأطراف بإشراف أممى أو شراكة عربية– أوروبية؛ وربط أى تعاون دولى مع إسرائيل بالتزامها بالقانون الدولى ووقف ممارسات الاحتلال.
 
أثبتت الحرب أن الفلسطينيين، رغم الدمار، يملكون زمام المبادرة الأخلاقية. المطلوب تحويل هذه الشرعية إلى رؤية سياسية تخاطب واشنطن بلغة المصلحة، وبروكسل بلغة القانون والعدالة، والعرب بلغة الالتزام الجماعى، والشعب بلغة الشراكة والكرامة. فقط حين يتوحد الفعل الوطنى وتُدار السياسة بروح المصالح العليا يمكن تحويل إعلان شرم الشيخ لوقف الحرب إلى مسار يفتح الطريق نحو الحرية والدولة، لا استراحة قبل جولة أخرى من الدم.
 
* أكثر من 450 شخصية يهودية عالمية يطالبون الأمم المتحدة بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية فى غزة.
 
أفادت صحيفة الجارديان، وهذه علامة مضيئة، فيها إشارة إلى تحولات الثقافة والحضارة الغربية، إذ يقول الحدث، بأن أكثر من 450 شخصية يهودية بارزة حول العالم وقعوا رسالة تطالب الأمم المتحدة بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب جرائمها التى ترقى لمستوى الإبادة الجماعية فى غزة.
وأضافت الصحيفة أن «أكثر من 450 شخصية يهودية بارزة قد وقعوا رسالة مفتوحة تطالب بمحاسبة إسرائيل على ممارساتها فى غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية».
 
ويأتى نشر الرسالة فى الوقت الذى يجتمع فيه قادة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل اليوم الخميس، وسط تقارير عن عزمهم تأجيل مقترحات فرض عقوبات على إسرائيل.
 
ومن بين الموقعين على الرسالة رئيس البرلمان الإسرائيلى السابق أبراهام بورغ، والمفاوض الإسرائيلى السابق للسلام دانيل ليفى، والكاتبة اليهودية الكندية نعومى كلاين، والمخرج البريطانى جوناثان غليزر، الذى أخرج الفيلم الدرامى الحائز جائزة الأوسكار «منطقة الاهتمام»، والممثل الأمريكى والاس شون، والحائزة جائزة إيمى إيلانا غليزر، وغيرهم.
 
 
وجاء فى الرسالة: «نوجه هذا النداء، كيهود من مختلف مناحى الحياة ومن جميع أنحاء العالم، ولا ننسى أن العديد من القوانين والمواثيق والاتفاقيات التى وضعت لحماية وصون جميع الأرواح البشرية وضعت ردًا على محرقة الهولوكوست، وتنتهك إسرائيل هذه الضمانات باستمرار، كما أن محاسبة القادة الإسرائيليين على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولى أمر أساسى».
 
وحسب الصحيفة، فإن أكثر من 450 موقعًا يدعون إلى الالتزام بأى حكم صادر عن محكمة دولية، وتنفيذ أوامر الاعتقال ضد المسئولين الإسرائيليين، ووقف إرسال الأسلحة والسلع والخدمات الأخرى إلى إسرائيل، وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ودحض الاتهامات الكاذبة بمعاداة السامية التى شوهت كل أولئك الذين يسعون إلى السلام.
.. غزة ما بعد قمة شرم الشيخ، تعيد فرص إثبات الحقيقة وربما إنجاح مراحل اتفاق إيقاف الحرب، علينا، عمليًا وأمنيًا دبلوماسيًا مراقبة الآتى بعده.