عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2021

رئيـسا تحرير «الدستور والرأي» : زيارة الملـك لــــــــــــواشنطــن استثـنائية وآتـت أُكلهـا قبل بدئها

 الدستور

حظيت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة بحفاوة كبيرة واتسم خطاب جلالته خلال لقائه القيادات الامريكية بالرزانة والاتزان والشفافية والوضوح.
 
وأقل ما يمكن أن يقال عن الزيارة بأنها استثنائية وتاريخية وشمولية، حملت أجندتها ملفات ورؤى وأفكارا، وحكمة الملك عبدالله الثاني بلغة دبلوماسية رصينة، وكما قال جلالته في مقابلته مع شبكة CNN أمس «نحن نحتفل بمئوية تأسيس الدولة الأردنية وإذا نظرت إلى تاريخ بلدنا وإلى جميع الصدمات التي تعرض لها ومعظمها صدمات خارجية، ستجد أنه من المدهش أن الأردن لا زال الأردن، وذلك يعكس سمو الأردنيين».
 
نعم، الأردن لا يزال وسيبقى في دعمه وصموده لقضايا أمته العربية والإسلامية وبالأخص القضية الفلسطينية والقضايا الأخرى في المنطقة، قضايا الاحتلال وقضايا التنمية وقضايا التغيير والتحول الديمقراطي.
 
أيضاً الأردن، كما قال جلالة الملك، أكبر مستضيف للاجئين السوريين، والأردن لا يزال، الذي لم تنكسر صخرته على المؤامرات ومحاولات استهدافه والنيل من استقراره، وما زال بصدق انتماء أبنائه ووفائهم لقيادتهم الهاشمية هو كما كان من لحظة التأسيس..
 
يسرنا في التلفزيون الاردني ومن خلال برنامج «الاردن هذا المساء ان نلقي الضوء على هذه الزيارة من خلال إعلامييَن حضرا حجم الحفاوة ورزانة الخطاب وأيضاً أهمية الاستقبال، وهما رئيس تحرير المسؤول لجريدة الدستور الأستاذ مصطفى الريالات، ورئيس تحرير جريدة الرأي الدكتور خالد الشقران.
 
التلفزيون الأردني : كما تابعنا أغلب التغطيات الإعلامية، الزيارة يمكن أن يقال إنها أولوية ومرحلية واستثنائية، ما رأيك؟
 
 خالد الشقران:
 
بالتأكيد هي استثنائية بكل المقاييس، استثنائية من حيث حجم الحفاوة التي وجدها جلالة الملك في البيت الأبيض وفي الكونغرس، استثنائية لحجم الاهتمام الذي كان موجوداً في الولايات المتحدة الأمريكية في المؤسسات الدستورية هناك، استثنائية في مستوى الحوار والنقاش الذي دار، وما كان يلفت الانتباه هو الاستماع لكل ما كان يطرحه جلالة الملك من أفكار وقضايا، والاهتمام بدعم الأردن في الجوانب السياسية والاقتصادية، والاهتمام أيضاً بالاستماع إلى الطروحات الأردنية فيما يتعلق بالقضايا الرئيسة في المنطقة، بدءاً بالقضية الفلسطينية، ومن ثم المسألة السورية، والعراق، ولبنان، كل هذه القضايا كانت موجودة على الطاولة.
 
ما أود قوله في هذا المجال هو ما سمعناه وشاهدناه كان شيء يشعرنا بالفخر، لقوة الطرح الأردني، قوة طرح جلالة الملك لهذه القضايا، وكان كل هذا الحديث يؤشر على دور محوري مهم، وأهمية دور الأردن في المنطقة كصوت اعتدال، كصوت واقعي، كصوت منطقي يتناول القضايا بعيداً عن الشخصنة والحسابات غير الدقيقة، كل ما تم طرحه على الطاولة يأتي وفقاً لحسابات دقيقة، ووفقاً لاهتمام جلالة الملك وإيمان جلالة الملك بما كان ينادي به دوماً في موضوع ضرورة أن تتحد كل الأطراف لإحداث مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك لا يتم إلا من خلال معالجة القضايا الرئيسية، ولذلك كان يركز جلالته على ضرورة عودة كل الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وكان الاستماع واضحا من قبل أطراف الإدارة الأمريكية. قضية العراق وقضية سوريا وقضية لبنان، كل هذه القضايا تناولها جلالة الملك وكان لافتا للانتباه حجم الاهتمام والاستماع وحتى طلب النصائح في كثير من القضايا التي تتعلق في المنطقة، وهذا في الواقع يؤشر إلى نقطة أساسية، بأن الرؤية الأردنية سابقاً كل ما كان ينادي به الأردن ويطرحه لإيجاد حلول لقضايا المنطقة الشائكة ثبتت صحته بالتجربة العملية، وثبت بأن هذا يمكن أن يؤدي إلى استدامة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهذه المقاربات المعتدلة هي التي يمكن أن تؤدي إلى حلول ناجعة لكثير من القضايا في منطقة الشرق الأوسط.
 
 
 
 التلفزيون الأردني: من هذا الشرق الأوسط، الذي يمثل جلالة الملك عبدالله الثاني قضاياه، بشكل عام والأردن بشكل خاص، شرق أوسط كان خلال أربع سنوات يعيش ضغطا وسياسة أمريكية ربما لم يكن لها سابق، وما زال الشرق الأوسط متأثرا بما حصل في السنوات العشر الماضية من انفلات وتفتت في بعض الدول، وهناك دول شبه مفلسة ودول شبه منهارة أمنياً، ويبقى الأردن هو الشيء الجميل الذي يبدو في هذه المنطقة، وربما هذا ما جاء في استشهاد بايدن في قصيدة قديمة.
 
 مصطفى الريالات:
 
الزيارة ناجحة بامتياز، والحديث عن الزيارة يحمل العديد من المضامين التي يمكن أن نتحدث عنها، ابتداءً فيما يخص أن جلالة الملك اليوم ليس كزعيم عربي يلتقي الإدارة الأمريكية وحسب، فجلالته كأول زعيم في المنطقة والإقليم التي التقتها الادارة الامريكية الجديدة، ويمتد هذا الأمر إلى ما بعد الشرق الاوسط، وبالتالي هذه الريادة الأردنية لها من التاريخ والأفضلية التي تمنح الأردن وجلالة الملك مثل الدور وهذه المكانة وما جرى في واشنطن.
 
واقع الأمر أن الزيارة جاءت لتشكل لحظة تاريخية تنطلق من مقاربة إدارتين، إدارة سابقة تعاملنا معها أربع سنوات وحاولت ما حاولت وفعلت ما فعلت خلال الفترة الماضية، واللحظة الفارقة مع الإدارة الجديدة التي أدركت أخيراً الدور الأردني والمكانة الأردنية بأنه صوت العقل والحكمة والاعتدال بالإضافة إلى الميزات التي تتوفر في الأردن من دور قيادي وريادي في المنطقة.
 
الزيارة بداية جديدة في العلاقات الأردنية الأميركية، هذه البداية عنوانها ريادة أردنية في المنطقة، قيادة ملفات كبيرة في المنطقة، فالملك تحدث عن الأردن والشأن الداخلي بما يتضمنه من ملفات سواء الإصلاح الاقتصادي والسياسي وموضوع التنمية والتجارة، لكن أيضاً كانت قضايا الأمة وأزمات المنطقة والإقليم في صدارة وواجهة الخطاب الملكي الرزين الحكيم، ابتداءً بالملف السوري ومروراً بالملف العراقي إلى التحذيرات من كارثة قد تحدث في لبنان نتيجة ما يجري وفي مقدمة كل هذه الملفات موضوع القضية الفلسطينية والقدس التي شكلت محورا واسعا من الاهتمام والحوار في مجمل اللقاءات التي عقدت طيلة الزيارة سواء كانت في البيت الأبيض والمباحثات الموسعة وهي مباحثات كانت واسعة جداً مع الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي، مروراً بالكونغرس الأمريكي ولقاء جلالة الملك وسمو ولي العهد بقيادات مجلس الشيوخ ثم لجان مجلس النواب، وليس انتهاءً بمراكز الدراسات والبحوث وأيضاً أركان الإدارة الأمريكية، كل هذه المكونات وأركان الحكم في أمريكا من مؤسسات ومواقف وبيوت خبرة سياسية كان العنوان الأبرز «نريد أن نستمع للرؤية الأردنية في الملفات الراهنة» و»نريد أن نسمع رؤية جلالة الملك في القضايا» و»نريد أن نفهم ماذا نعمل، ماذا يجري..» فكانوا يطلبون نصائح جلالة الملك في العديد من القضايا، هذا عنوان الزيارة وهذا يعكس مكانة جلالة الملك وسمو ولي العهد ويعكس الثقة في الأردن، والمصداقية والحكمة والدبلوماسية الأردنية.
 
 
 
 التلفزيون الأردني: كان الأمريكان يشيرون إلى الملك الحسين والملك عبدالله الثاني، واليوم ولي العهد حاضر في كل هذه اللقاءات، واللغة التي تمت معاملة ولي العهد بها من قبل الرئيس الأميركي كانت مهمة، هذه الاستمرارية في الخبرة في المنطقة خاصة أن الملك عبدالله يزور المنطقة بعد إطفاء ملف داخلي كان مهما جداً، سئل عنه في المقابلة مع CNN وهو موضوع الفتنة، وأشار بحزم الى أن في الأردن ملكا وهناك صلاحيات وهناك قانون ودستور. ما أهمية أن تأتي الزيارة بعد هذا الملف الداخلي، هذا الاهتمام، ثانياً أن يدخل ولي العهد بهذه الملفات ويحضر كل هذه اللقاءات؟.
 
 الشقران:
 
يجب أن نشير إلى ان العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والأردن هي علاقة تاريخية، العلاقة مبنية على ثقة وتراكم خبرة تاريخية من أيام الملك الحسين رحمه الله، والملك عبدالله والآن بحضور ولي العهد، هذه الخبرة التراكمية والتاريخية أعطت مساحة واسعة للثقة وبناء الثقة وتجدد الثقة ما بين الإدارة الأمريكية بمؤسساتها المختلفة والأردن بقيادته الهاشمية، بالتأكيد هذا عنصر مهم اليوم، وهذا اللقاء لا يأتي من فراغ بل يأتي بناءً على خبرة متراكمة من اللقاءات وخبرة متراكمة من العمل المشترك، الولايات المتحدة الامريكية عندما تعتبر الأردن شريكا استراتيجيا، ليس لان الأردن أكبر دولة في الشرق الاوسط، لكن في الحقيقة التجربة أثبتت أنها الدولة الأكثر اعتدالاً والأكثر حكمة في الطرح فيما يتعلق بقضايا المنطقة.
 
الأردن لم يكن يوماً متطرفا حتى في أعتى المواقف التي يدافع فيها عن القضايا، نحن واقعيون، منطقيون، دائماً نغلب صوت الحكمة والعقل، دائماً نكون الطرف الأكثر وعياً في ضرورة طرح الحوار والذهاب إلى طاولة المفاوضات في أي مشكلة تتعلق في الشرق الاوسط، لكن عندما يتعلق الأمر مثلاً في الدفاع عن الوطن لدينا القوة والمقدرة الكافية للدفاع عن الوطن. هذه الطروحات تاريخياً أثبتت صواب وصحة موقف الأردن، فالأردن يقول لا حل للقضية الفلسطينية بدون حل الدولتين، جاءت إدارة ترامب وطرحت صفقة القرن، مع كل ما تراها من صعوبات، ومع ذلك لم يكن الأردن متطرفاً، الأردن أخذ موقفا حازما وواضحا بأننا نرفض أي اعتداء على قرارات الشرعية الدولية، نرفض أي ابتلاع لما تم الاتفاق عليه مع إسرائيل ومع الشرعية الدولية ومع الرباعية الدولية، كل هذه الاتفاقات شرعية وقانونية كانت موضوعة على الطاولة، وعندما جاءت إدارة ترامب وكانت تريد القفز عن كل ذلك رفض الأردن ذلك وكان متمسكاً بموقفه رغم كل الضغوطات ورغم سنوات عجاف مرت على الأردن، لكن الأردن قبض على الجمر واستمر بثبات. الموقف بالطبع بقيادة جلالة الملك، الذي كان هو الأكثر حرصاً على إظهار المواقف الأردنية، الحرص على استمرار الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات، الإصرار بضرورة دعوة كل الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، على اعتبار أنها هي السبيل الوحيد لحل الخلاف.
 
طرحت إدارة ترامب هذا الموقف، وضغطت بكل ما أوتيت من قوة، لكنها لم تغير شيئاً على أرض الواقع، ولم تنه مطالبات الشعب الفلسطيني في حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على تراب أرضه.
 
الآن، الإدارة الأمريكية الحالية أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح، وبدأ الحديث من جديد حتى في إسرائيل، فالأصوات الواقعية داخل إسرائيل تدرك تماماً أنه مهما حاولت إدارة نتنياهو أو غيرها من الحكومات المتطرفة أن تأخذ اتجاهاً متشدداً فلن تكون قادرة على إلغاء الوجود الفلسطيني، والحرب الأخيرة أظهرت أن عرب 48 لهم قوة وتأثير، وهذا ما تحدث عنه جلالة الملك مؤخراً.
 
لذلك الآن أي مراقب باتزان وبتوازن لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وفي كل مداخلات وتدخلات الدول، سيجد أن الأردن هو الأكثر قرباً للاعتدال في المواقف، لكن عندما يستدعي الأمر أن يكون الأردن بقوته وجيشه موجودا مثلاً في مسألة مكافحة الإرهاب فنحن كنا في المقدمة، فهذه المواقف بالتأكيد محسوبة لدى الإدارة الأمريكية، وأعتقد أن هذه الإدارة سيكون لديها تعاون أكبر مع القيادة الأردنية.
 
الزيارة آتت أُكلها قبل بدء الزيارة الرسمية لجلالة الملك إلى واشنطن، حيث بادرت الإدارة الأمريكية إلى إرسال مساعدات بلغت 600 مليون دولار، والصحة وأيضاً التصريحات التي كانت تصدر عن الإدارة وكلها تشعر بأن زيارة جلالة الملك مرحب بها، وزيارة جلالته الكل ينتظرها، والكل يتطلع لما يمكن أن تفضي إليه من نتائج.
 
   
 
 التلفزيون الأردني: الأردن لم يقل إنه بديل عن أي قيادة في المنطقة، لكن هناك جدول أجندة في اجتماعات مطلوبة ولقاءات مع الرئيس بايدن، كأن يبدأ هذه اللقاءات مع الملك عبدالله الثاني، لا بد أنها مؤشر، أيضاً الحديث عن المفاصل التي تحدث عنها الدكتور خالد وهي حل الدولتين والحديث عن كلفة اللجوء، والحديث عن مستقبل المنطقة كيف سيكون في ظل أربع سنوات قادمة، وفي النهاية هذا يعكس إعادة دور محوري للأردن، إعادة تعريف لدور الاردن الإقليمي، كيف تقرأه وكيف لاحظت استقبال الأميركان في المؤسسات لجلالة الملك.
 
الريالات: 
 
في موضوع الفتنة، أولاً اللقاءات من المكتب البيضاوي ورئاسة الولايات المتحدة ولغاية مراكز الدراسات والبحوث لم يكن هناك أي طرح لهذا الموضوع، ولا أي سؤال أو استفهام، وبالتالي محاولات التشويش على الزيارة أعتقد أنها كانت محاولات بائسة، فهذا الموضوع انتهى وهو في القضاء الأردني، فالعالم أجمع يدرك بأننا دولة ذات سيادة ودولة تحترم مواطنيها، ودولة لديها قانون ومؤسساتها.
 
بالنسبة للأردن فهو ليس بديلا عن أحد، فالأردن هو الأردن، بحكمته وباعتداله وبقيادته الهاشمية وبالطرح السياسي المتزن بالاعتدال والرزانة، ولكن الصوت الأردني هو الصوت العروبي، ولذلك كان صوت العروبة وأزمات العرب والمنطقة، كان الملك يتحدث بلسانه الهاشمي الحكيم في طرح كل هذه القضايا حرصاً على أمن واستقرار المنطقة، وحرصاً على أمن واستقرار الأردن، يعتقد جلالة الملك، ونحن نعتقد أن رؤية جلالة الملك سليمة، التحذير لما يجري في لبنان أمر مهم جداً، الحديث عن أهمية استقرار العراق، ملف كبير جداً، الموضوع السوري والأزمة السورية والحل السياسي، بعد عشر سنوات من الحرب في سوريا، ولم تستطع الولايات المتحدة تغيير النظام هناك، وأضرت بشريكها وهو الأردن، فنحن والولايات المتحدة شركاء، وحلفاء، ومتضررون من هذا الملف، فما الحل لدى الإدارة الأمريكية! فكان هناك رؤية أردنية بأن المنطقة الجنوبية من سوريا يجب أن تنتهي الأزمة فيها لأننا نحن من يتعرض للضرر وندفع الثمن.
 
 
 
التلفزيون الأردني: جلالة الملك أشار إلى أن الأردن تعرض لهجوم بطائرات عليها توقيعات إيرانية، وهي رسالة عابرة ربما وسريعة لم يركز عليها، لكن أيضاً الأمور مرصودة وإذا أرادت إيران أن تصالح في المنطقة عليها أن تكف عن التدخل في الدول.
 
الريالات:
 
 صحيح، نحن متضررون في الأردن من هذا الملف على مختلف المستويات خصوصاً الاقتصادية والتجارية وأيضاً أمن الحدود الذي يكلفنا جهدا ومالا وعبئا كبيرا جداً وتحملناه بالكرم الهاشمي والقيم الأردنية الحريصة على العروبة والأخوة والأشقاء، فهذا الملف من المفترض أن تجد أميركا حلاً له، لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.
 
نحن اليوم في الأردن ندفع ثمن إدارة العالم ظهره للأردن في موضوع اللاجئين، 8 بالمائة فقط من الالتزامات الدولية لخطة الاستجابة الأردنية لدعم اللاجئين لغاية اليوم نحن اليوم بتاريخ 26 / 7 وما تم انفاقه 8 بالمائة فقط، برنامج المساعدات العالمي للغذاء أعلن أنه لن يقدم أي شيء،واليوم هذا عبء جديد تتحمله الموازنة والدولة الأردنية نتيجة إدارة العالم ظهره للأردن ولمواقفه الإنسانية.
 
مستقبل المنطقة أعتقد أنه سيكون من خلال الرؤية الحكيمة التي طرحها جلالة الملك في الأمن والاستقرار في العراق وسوريا وفي الموضوع اللبناني وضرورة إيجاد حل له، أما في الموضوع الفلسطيني ما قبل الزيارة الدبلوماسية الأردنية فنشطت بفاعلية كبيرة في تهيئة الأطراف، وأعادت ونجح الأردن، والولايات المتحدة الأمريكية والدوائر السياسية أدركت هذا الأمر. أن الجهد الأردني الذي بذل ما قبل الزيارة والفاعلية الأردنية والديناميكية التي مارستها الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك هيأت الأطراف وهيأت أرضية لعودة حل الدولتين والشرعية الدولية إلى المربع الصحيح، نعلم أن صفقة القرن وسياسات ترامب لم تلتفت لا لقرارات الشرعية الدولية ولا لأي حلول كانت مطروحة وفقاً لمقررات مجلس الأمن والجمعية العامة والمبادرة العربية، هناك توافق عربي وعالمي على هذا الطريق لحل الموضوع الفلسطيني، اليوم بكل اطمئنان ونتيجة الدور السياسي للأردن، نجحنا في إعادة الأطراف أو هيأنا الأطراف جميعها إلى مربع حل الدولتين، ومربع الشرعية الدولية وهذا إنجاز وانتصار للدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك.
 
 
 
 
 
 التلفزيون الأردني: الولايات المتحدة تعرف مشاكل المنطقة والملفات العالقة وأين هي تتدخل وأين لا تتدخل، لكن اليوم الإقليم في دولة شمالنا في شبه حالة انهيار وهي لبنان، الأزمة السورية ما تزال منعكسة علينا والعراق نحتاج إلى أن يكون أكثر استقراراً، اليوم كيف تقرأ ما عبر عنه جلالة الملك في المقابلة التي أجرتها معه محطة CNN عبر محاور عديدة تتحدث عن الاستقرار وعن حل القضية الفلسطينية وعن المشهد الداخلي الأردني وعن الإصلاح.
 
 الشقران:
 
لو نظرنا إلى الخريطة الجغرافية للمنطقة سنجد بأننا محاطون بكل مكان بمشكلات وتحديات، في كل الأطراف لدينا مشاكل، وكذلك لدينا التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة في أكثر من دولة من هذه الدول، كل هذا يزيد من احتمالات مظاهر عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويذهبنا بعيداً عن الاستقرار ويزيد احتمالات وجود بيئة خصبة للمجموعات المتطرفة، سواء كانت من التيارات التابعة لإيران أو من التيارات المتطرفة الأخرى كداعش وغيرها.
 
الأردن يقرأ الخريطة جيداً ويقرأ تفاعلات المنطقة جيداً، ويعلم تماماً أدق التفاصيل عن كل قضية من هذه القضايا ولديه ما يضيفه ويطرحه حول سبل حل أو فكفكة كثير من هذه الملفات. لبنان بيننا وبينها سوريا، لكن استمرار المظاهر الموجودة حالياً في لبنان وذهاب لبنان إلى مظاهر عدم استقرار أكثر سيؤثر علينا بشكل أو بآخر، استمرار الوضع القائم في الضفة الغربية، في الأراضي الفلسطينية، استمرار التعنت الإسرائيلي، الذهاب مجدداً إلى صراع عسكري ما بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل أيضاً سيؤثر علينا سلباً، استمرار المليشيات المنثورة في المنطقة سواءً في اليمن أو العراق أو سوريا هذه أيضاً تؤثر على أمننا، لذلك الأردن عندما يقدم طروحات وأفكارا حول ضرورة إيجاد حلول في هذه المنطقة فهو يفكر بشكل استراتيجي في المنطقة، ويفكر بالأولويات المتعلقة بفكفكة هذه الملفات في المنطقة وصولاً إلى تحقيق الاستقرار بشكل كبير، لذلك نجد بأن صوت الأردن العربي كان حاضراً في كل الملفات، جلالة الملك دافع عن العراق وضرورة استقراره، وضرورة الوصول إلى عدم تدخل أي طرف من الأطراف الخارجية في الشأن الداخلي العراقي، مثلما دافع عن سوريا وطالب بأنه لا بد من التوصل الى حل في المسألة السورية لأننا في الدرجة الأولى الأكثر تضرراً، واستمرار الوضع في سوريا على ما هو عليه سيعني مزيداً من التطرف في المنطقة؛ لأن التيارات المتطرفة من كل الأطراف موجودة في سوريا وهي على الحدود كما أوضح جلالة الملك وتشكل خطرا مباشرا علينا، وفيما يتعلق بتهريب المخدرات الأرقام مرعبة، كميات تهريب المخدرات الموجودة ما بين لبنان وسوريا كبيرة جداً، وكلفة الحدود تحملنا أعباء ثقيلة، اضافة للتأثيرات على المجتمع الأردني، وعلى المنطقة كلها، لأن استمرار الفوضى في سوريا، يعني استمرار تجارة المخدرات واستمرار التطرف وتغلغل الفكر المتطرف لدى كثير من الأطراف، وربما هذا إذا استمر على ما هو عليه لن يبقى داخل سوريا بل سيتم تصديره للخارج، لذلك تأتي أهمية أن تستمع الأطراف الدولية للرؤية الأردنية والطروحات الأردنية التي تدعو بشكل واضح إلى إيجاد حلول نهائية لمشاكل المنطقة.
 
 
 
التلفزيون الأردني: كان أيضاً لافتاً في مقابلة جلالة الملك حديثه عن القدس، وقال تحديداً هناك تحديات كبيرة لكنها تجسد أسلوب الملك عبدالله المؤسس في التعامل مع سياسات المنطقة ومحاولة توحيد الشعوب والتوثيق بينهم، وهو ما ورثه أبي عنه وما ورثته عن أبي وما سيرثه ابني عني، لذا مهما بلغت صعوبات التحديات فأعتقد أن باستطاعتنا التوافق كما أشرت، جدي استشهد على عتبات القدس، والمسجد الأقصى المبارك، لكننا دائماً ننظر للقدس كمدينة للمسلمين والمسيحيين واليهود ومن غير المفهوم بالنسبة لي لماذا يريد لها أن تكون شيئاً آخر، سيستمر دوري ودور ابني.. أهمية هذا الجانب جانب القدس والهاشميين، وذكرى استشهاد الملك عبدالله الأول، أن تستحضر مرة أخرى أمام الأميركان خلال الزيارة.
 
 الريالات: 
 
استشهاد الملك عبدالله الاول على أعتاب المسجد الأقصى كان واحدة من المحطات المؤثرة في الأردن، وننظر نحن لها في الأردن باعتبارها من بدايات تعرض الأردن لعمليات الإرهاب والاغتيال، وبالتالي نحن حربنا مع الإرهاب وحربنا في هذا السياق تاريخية وقديمة وقدمنا شهداء من ملوك وقادة عسكريين ومن كل أبناء الأردن.
 
الوصاية الأردنية على المقدسات على أهميتها أيضاً كانت حاضرة في الأجندة الأردنية الأميركية خلال الزيارة، والدور الأردني واضح والملك تحدث في المقابلة بكل وضوح، خطوطنا الحمراء محددة، وأيضاً نضيف على ذلك بما نعتقد أيضاً اللاءات الثلاث التي أكد عليها جلالة الملك وتمسك بها في موقف كان حكيماً ونزيهاً ورصيناً في وقت كانت الإدارة الأمريكية وكثير من الأطراف في الإقليم تسعى للنيل من هذا الأمر، ولكن بفضل الحكمة لجلالة الملك والتعاطي الأردني بدبلوماسية وباعتدال نجحنا في العبور والحفاظ على الإرث الهاشمي والإرث الديني والإرث التاريخي والإرث السياسي لا يمكن التفريط فيه، باعتقادي أن حديث جلالة الملك في المقابلة كان واضحاً وشفافاً، وضبطنا إيقاع الساعة على التوقيت الصحيح والسليم ونأمل أن الأردن ونحن من خلفه في مواصلة دوره في الحفاظ على المقدسات ويكون باستمرار الصوت الذي يدافع ليس فقط عن المقدسات الإسلامية بل وأيضاً المسيحية.
 
 
 
التلفزيون الأردني: عندما سئل جلالة الملك عن سياسات الرئيس بايدن هل ستختلف عن سياسة الرئيس ترامب، قال إننا خسرنا عامين في كورونا لكن لدينا اليوم دولة كما قلت لبنان ربما هي على وشك أن يحدث بها مجاعة، ولا بد أن نتحرك كمجتمع دولي، وقال إننا تحدثنا مع الإخوة الأميركان في هذا الموضوع وربما يقوموا بالتنسيق مع الفرنسيين، هنا جلالة الملك يفتح ممرا لقضية إقليمية أخرى، يتحدث عن لبنانيين، وفي الوقت الذي كان به الملك عبدالله الثاني في الولايات المتحدة كانت طائرة أردنية تحط في تونس وتقدم مساعدات..
 
الريالات: 
 
 أريد التحدث عن الهدية وهي اللقاح من الولايات المتحدة الأمريكية، أيضاً يجب أن لا ننسى بأن الأردن وخلال أزمة كورونا العام الماضي أرسل شحنة مساعدات للولايات المتحدة الأمريكية، وقدرت في هذه الزيارة وتحدث عنها بايدن بكل وضوح، فكنا سباقين في هذه المسألة.
 
 الشقران: 
 
بالتاكيد هذا هو الدور العربي وهذا الدور المحوري، ليس فقط أنت تقوم بطرح قضاياك، بل تأخذ أيضاً قضايا تؤمن بأنها ضرورية ومهمة في المنطقة، كما قلت سابقاً الأردن طوال عمره على ضعف إمكانياته وموارده إلا أنه يقدم، وله يد في كل مكان، وفي كل الأزمات الموجودة في المنطقة لنا لمسة إنسانية ولمسة فيها عقلانية ولمسة فيها حكمة، بالتالي جلالة الملك عندما تحدث عن لبنان وسوريا والعراق داخل الكونغرس فكنا كوفد إعلامي نصاب بالذهول من قوة الطرح العقلاني والمنطقي والمترابط، فكان يتحدث عن قضايا مترابطة كلها في المحصلة ستؤثر بشكل أو بآخر سلباً على استقرار المنطقة فيما لو استمرت، لكن وفقاً لطرح جلالة الملك والطرح الأردني إذا تم فكفكة هذه الملفات فإنك تهيئ منطقة الشرق الأوسط لتكون أكثر استقراراً.
 
نعود لموضوع اللاجئين، أشار جلالة الملك بأنه إذا استمرت الأوضاع في لبنان ربما، وهذا تحذير، سنشهد موجة هجرة جديدة، فالوضع في لبنان صعب، موضوع اللاجئين أصبح مقلقا والمجتمع الدولي رغم كل ما أطلقه من بيانات وتضامن وغير ذلك إلا أنه على الأرض فعلياً لم يقدم الكثير وتحمل الأردن الشيء الكثير، ومع ذلك لم نتخل عن موفقنا الإنساني ولم نتخل عن موقفنا القومي واستضفنا إخواننا وأشقاءنا وتقاسمنا معهم لقمة العيش وقاسمناهم مواردنا.
 
أعتقد أن الإدارة الأمريكية متنبهة لهذا الموضوع، والأردن الآن أصبح ثاني أكبر متلقي مساعدات من الولايات المتحدة، وهذا به نوع من الارتياح،حتى في الموضوع الاقتصادي سيكون هناك باعتقادي دعم للأردن ولا أفشي سراً عندما أقول أنه حتى الولايات المتحدة الأمريكية تكفل الأردن في الموضوع النقدي وهذا مهم للاستقرار.
 
 
 
التلفزيون الأردني: هل هذا يشجع على وجبة أردنية من الإصلاح بما أن الضغط الأمريكي انخفض، والتحديات ربما تقل، والدعم يزيد مالياً، وإسرائيل تريد اليوم الحديث مع الأردن وليس الأردن مع إسرائيل، هل هذا يشجعنا على المزيد من إجراء إصلاحات؟
 
الريالات:
 
بالتأكيد بدلالة أولاً وجود اللجنة الملكية لتحديث منظومة تشريعات العمل السياسي والتشريعات السياسية عموماً، وهذا يأخذ مسار الإصلاح السياسي، وأعتقد أن هذا الموضوع ضمن الرؤية الأردنية تم تناوله، والمسار الأردني خلال السنوات الماضية على الأقل في العشر سنوات على ضوء ما ستنتجه مخرجات هذه اللجنة وكيف سيسير الأردن في هذا المسار.
 
أيضاً في الجانب الآخر الإصلاح الاقتصادي، وخطة التعافي من كورونا التي حظيت باهتمام بالغ وكبير في الكونغرس الأمريكي، والسؤال عنها، والسؤال عن آليات الدعم للأردن في هذا السياق. وكما تعلمون نحن ذهبنا إلى واشنطن وهذه الملفات كنا قد قطعنا بداية الشوط فيها سواء في موضوع الإصلاح السياسي من خلال اللجنة وأيضاً من خلال طلب جلالة الملك من الحكومة إعداد خطة التعافي الاقتصادي وبرنامج عملها للإصلاحات الاقتصادية وهو البرنامج التأشيري الذي صدر خلال الفترة الماضية.
 
موضوع الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي وموضوع التجارة وموضوع المساعدات وناقل البحرين وخطة التعافي من كورنا، كل هذه الملفات أعتقد أنها ستجد طريقها إلى الأفضل.
 
 
 
التلفزيون الأردني: نشكر الأستاذ مصطفى الريالات رئيس التحرير المسؤول لجريدة الدستور، ونشكر أيضاً الدكتور خالد الشقران رئيس تحرير جريدة الرأي.